Chillen unter Wolkenkratzern
٢٣ فبراير ٢٠١٠تستضيف حديقة صغيرة في وسط مدينة دبي الكبيرة "مهرجان دبي للجاز". وفي المنطقة الواقعة مباشرة خلف منصة المسرح، يمكن للمرء مشاهدة ناطحات السحاب، التي لم يكتمل بناء بعضها بعد. أما أمام منصة المسرح فهناك أرائك مريحة تغري بالجلوس. إن أجواء المهرجان الرائعة تتناغم مع اسم الجهة المنظمة وهي شركة" chill out productions" أي "هدئ أعصابك"! ويقود العمل فيها اللبناني أنطوني يونس الذي أسس مهرجان دبي للجاز منذ ثماني سنوات وكما يحكي فإن الفكرة كانت محط تندر الكثيرين إذ قيل له آنذاك: "موسيقى الجاز في دبي؟ هذا لن ينجح أبدا."
والآن أصبحت فعاليات المهرجان تتواصل على مدى أكثر من أسبوعين، وقد بلغ عدد زواره العام الماضي 32 ألف زائر، وإن كان غالبية الزوار لا يأتون من أجل موسيقى الجاز بشكل أساسي، إذ إن السبب الذي يكمن وراء جذب هذا الجمهور العريض إلى المهرجان يكمن بالدرجة الأولى في أغاني البوب لموسيقيين كبار مثل جين مونهيت Jane Monheit ، ليز وليز إيزيبور Liz Izibor ، وديفيد جراي David Gray وجيمس موريسون James Morrison، وتصل قيمة تذكرة الدخول إلى نحو 200 يورو في حال قدم أحد هؤلاء المشاهير عملا حيا على خشبة المسرح.
الاستمتاع بالجاز مجانا
وبالنسبة للنصف الأول من المهرجان، فإن الدخول متاح مجانا وما على المرء إلا تسجيل اسمه في الصفحة المخصصة لذلك على الإنترنت. ويقول رجل الأعمال الخبير في تسويق ونشر موسيقى الجاز أنطوني يونس: "كي أكون صريحا وصادقا، لا بد أن أعترف بأن موسيقى الجاز لا تمثل بالضرورة الوسيلة الأمثل لجذب جمهور كبير. فالجاز نوع من الموسيقى يروق لقطاع معين من الناس في دبي. لكنني من المتحمسين لهذا النوع من الموسيقى وأحاول إقناع الآخرين بأنها موسيقى ممتعة، وأن أكسبهم بالتدريج للاستماع إليها."
موسيقى من نوع خاص
" إن مفهوم الذي يتبناه المسؤول عن مهرجان الجاز في دبي لا يتعارض مع إرضاء استضافة موسيقيين يقدمون نوعا خاصا ومختلفا من الموسيقى، ويأتي في الطليعة الفنانون الذين قدموا من ألمانيا. وهكذا كان منذ ليلة الافتتاح الفرق كبيرا وواضحا بين الأنغام المألوفة المعتادة كما عزفتها فرقة جاز انجليزية، والأنغام التي تدفقت بقوة وسلاسة أثناء العزف الثلاثي لفرقة مارتن تيتغفال Martin Tingvall الذي يعد خليفة لأسطورة الجاز إيسبيورن سفنسون Esbjِrn Svensson. وتجاوب الجمهور بحماس كبير مع أسلوب العزف الحيوي وغير المألوف على البيانو، الذي شكلت فيه الفرقة "ثلاثيا رائعا" بحسب وصف أحد المعجبين المصريين الذي وصف الفرقة أيضا بأنها "الفرقة الأكثر إبداعا في المهرجان."
إن الفترة التي ستقدم فيها الفرق الألمانية السبع حفلاتها الموسيقية تصل إلى أسبوع. وتتم المشاركة في مبادرة تدعمها حكومة ولاية هامبورغ. وكما تقول ممثلة الولاية في دبي كيرستن شتاب، فإن "الوقت قد حان ليمتد الدعم ويشمل المستوى الثقافي ولا ينحصر فقط على المستوى الاقتصادي فحسب".
وتيرة التطور مستمرة
إن إقامة مهرجانات الجاز في الهواء الطلق كما الحال في دبي، لا يعتبر تقليدا متجذرا في الثقافة العربية. لذا فإن الأجانب المقيمين في دبي كالأوروبيين واليابانيين والأمريكيين والاستراليين، يشكلون قسما كبيرا من جمهور المهرجان. لكن الفعالية تمثل بالنسبة لهذه الشريحة مناسبة للتغيير ولكسر روتين العمل والحياة اليومية. وكما يرى أحد الزوار المتحمسين، فإن مهرجان الجاز أمر عظيم، وهو أفضل فعالية في دبي بشكل عام، إذ "يمكنك الاسترخاء وقضاء سهرة ممتعة، كما أنها بالتأكيد أفضل من الاستماع إلى فرقة فلبينية تقدم أغاني بريتني سبيرز، فلدينا ما يفي من أمثال هؤلاء. ولعل السكان سيرون مع مرور الوقت أن مهرجان موسيقى الجاز ليس بالممل." وكما يقول فإن وتيرة التغيير في هذه الاتجاه مستمرة.
الكاتب: يان تينغلر/ نهلة طاهر
مراجعة: طارق أنكاي