منتخب إسرائيل.. طموح كبير رغم اللعب خارج أرضه!

أي تأثير لهجوم حماس والتصعيد العسكري في قطاع غزة على كرة القدم الإسرائيلية؟

توقف النشاط الرياضي في كرة القدم في إسرائيل بسبب النزاع المستمر في الشرق الأوسط حتى إشعار آخر. جرى تأجيل المباريات الدولية للفرق الوطنية والأندية بعد هجوم حماس، ولكنها استؤنفت الآن. خسر المنتخب الوطني للرجال في الأحد الماضي " 12 تشرين الثاني/ نوفمبر" في تصفيات كأس الأمم الأوروبية أمام كوسوفو 0-1. وفي دوري أبطال أوروبا، خسر مكابي حيفا يوم الخميس الماضي "9 تشرين الثاني/ نوفمبر " في لارناكا بقبرص أمام فريق فياريال الإسباني 1-2. والمنتخب الوطني للسيدات يستأنف اللعب يوم 23 تشرين الثاني/ نوفمبر بمباراة في كازاخستان.

وتم نقل المباريات المقررة في إسرائيل إلى الخارج بناءً على تنسيق مع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم UEFA لأسباب أمنية.

أين تخوض المنتخبات الوطنية الإسرائيلية مبارياتها؟

فريق السيدات يلعب في البداية في كازاخستان مباراتين متتاليتين (لعبة على أرض الخصم في 23 نوفمبر و "مباراة على أرضه" في 26 نوفمبر، كلاهما في أستانا، وفي أرمينيا (خارجيا في 29 نوفمبر في يريفان و "مباراة على أرضه" في 2 كانون الأول/ ديسمبر هناك أيضا. في 5 كانون الأول/ ديسمبر، تم تحديد آخر "مباراة على أرضه" في المجموعة للمنتخب الإسرائيلي للرجال في بلدة فيلتسوت الهنغارية. هناك يلعب منتخب إسرائيل أيضا كضيف مرتين: يوم الأربعاء القادم 15 كانون الأول/ ديسمبر ضد سويسرا ويوم السبت 18 كانون الأول/ ديسمبر ضد رومانيا.

لماذا يلعب منتخب إسرائيل في هنغاريا بالتحديد، حيث يقود الحكومة هناك السياسي اليميني الشعبوي أوربان؟

الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (UEFA) لم يعلق على الأسباب. أوضح الاتحاد الهنغاري لكرة القدم في نهاية أكتوبر أنه "بلا جدال" توفر هنغاريا مكانا "محايدا" للاتحاد الإسرائيلي والاتحاد الأوروبي لكرة القدم. وأشار إلى أن المجر قد تدخلت بالفعل كمنظم محايد في 32 مباراة للأندية والمنتخبات الوطنية منذ عام 2020.

رئيس الوزراء فيكتور أوربان  هو مشجع معروف لكرة القدم. إلى جانب ذلك، تربطه صداقة طويلة مع رئيس الحكومة الإسرائيلية  بنيامين نتنياهو، الذي ينتمي أيضًا إلى اليمين المحافظ. يتفق الاثنان في العديد من القضايا السياسية. يشير أوربان دائمًا إلى علاقاته الجيدة مع نتنياهو عندما يتعلق الأمر بالرد على اتهامات وجود اتجاهات معادية للسامية في حكومته. ويُستخدم أيضًا أداء المنتخبات الوطنية الإسرائيلية بهذه الطريقة، كما يوضح ما كتبه مدير أعمال رئيس الوزراء أوربان بالازس أوربان على موقع X بشأن المباريات المقبلة في تصفيات كأس الأمم الأوروبية: "يجب على الليبراليين، الذين اتهموا اليمين المجري طويلا بمزاعم كاذبة بمعاداة السامية، أن يتحلوا بالصمت من الآن فصاعدًا وإلى الأبد". يشار إلى أن بالازس أوربان ليس قريبا لرئيس وزراء المجر بالرغم من تشابه الأسماء.

يلعب المنتخب الإسرائيلي في بلدة فيلتسوت، التي يبلغ عدد سكانها حوالي 1800 نسمة، على بعد حوالي 20 كيلومترًا غرب العاصمة بودابست. تم افتتاح ملعب بانتشو أرينا هناك في عام 2014. يقع الملعب الذي يتسع لـ 4000 متفرج مباشرةً بجوار منزل يملكه ويقطنه كل نهاية أسبوع رئيس الوزراء أوربان، الذي قضى في فيلتسوت جزءًا كبيرًا من طفولته. اتهمت المعارضة رئيس الوزراء بإضاعة أموال الضرائب على هذا المشروع. كلف الملعب 12.4 مليون يورو.

كيف تبدو الترتيبات الأمنية للمنتخب الإسرائيلي في هنغاريا؟

في مباراة المنتخب الإسرائيلي في كوسوفو ذي الأغلبية المسلمة، كان هناك تواجد كبير لقوات الأمن، وكانت وكالة الاستخبارات الإسرائيلية جزءًا من خطة الأمن. ومن المرجح جدًا ألا تحدث تصفيرات أو هتافات استفزازية في فيلتسوت، مثلما حدث في برشتينا عاصمة كوسوفو، أثناء قراءة النشيد الوطني الإسرائيلي. بالازس أوربان يقول: "هذا المكان يوفر لهم (للاعبي كرة القدم الإسرائيليين) بيئة آمنة للتحضير واللعب".

في المجر، تمنع التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين. في نهاية تشرين الأول/ أكتوبر، صوتت المجر كواحدة من أربع دول في الاتحاد الأوروبي ضد قرار للأمم المتحدة يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، دون الإشارة الواضحة إلى إرهاب حماس. ووصف وزير الخارجية المجري بيتر سيجيارتو التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين، مثلما يحدث في دول الاتحاد الأوروبي الأخرى، بأنها مثيرة للقلق ولا يمكن تصورها في المجر: "موقفنا واضح تمامًا: إسرائيل لديها الحق في الدفاع عن نفسها."

هل يقلل إجراء المباريات في الخارج من حظوظ المنتخب الإسرائيلي؟

بعد الهزيمة في كوسوفو، احتل منتخب إسرائيل المركز الثالث في الترتيب بفارق أربع نقاط خلف منتخب سويسرا، وبالتالي لا يبدو أن هناك الكثير من الأمل، إذ يحصل صاحبي المركزين الأول والثاني فقط على بطاقة تأهل مباشر إلى كأس الأمم الأوروبية 2024 في ألمانيا. من الواضح أن الأمر أصعب بغياب الاستفادة من ميزة إجراء المباريات على أرض المنتخب الإسرائيلي، بالإضافة إلى غياب الخبرة الكافية لدى الفريق الإسرائيلي بسبب التوقف الطويل. كان ذلك واضحًا في بريشتينا، حيث جلس حارس مرمى بايرن ميونخ   دانيال بيريتز  على مقاعد البدلاء. 

في حالة عدم تأهل  إسرائيل مباشرة لبطولة كأس الأمم الأوروبية، هناك فرصة أخرى. بفضل تصدرها لمجموعتها في المجموعة الثانية في تصفيات أمم أوروبا يمكن أن يحصل المنتخب الإسرائيلي على مكان في البطولة في آذار/ مارس 2024. إذ ستمنح خلالها ثلاث فرق أخرى بطاقة تأهل إلى بطولة كأس الأمم الأوروبية من بين اثني عشر منتخبًا مشاركًا.

تُظهر المنتخبات أحيانا النجاح رغم اللعب خارج حدود بلادها، مثل المنتخب الأوكراني، الذي يلعب مبارياته المفترضة على أرضه في الخارج منذ بداية الحرب الروسية في شباط/ فبراير 2022، في بولندا وسلوفاكيا وجمهورية التشيك، مع الاحتفاظ بالمركز الثاني في المجموعة C خلف إنجلترا وقبل بطل أوروبا إيطاليا.

شتيفان نستلر/ ع.خ