1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مقر الأمم المتحدة الجديد - المبنى الأكثر مراعاة لمعايير الاستدامة

Nahla Taher٣٠ يونيو ٢٠١٢

سيتم تجديد مقر الأمم المتحدة في نيويورك بحيث يصبح أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة. لذلك ستزال أجهزة التكييف الزائدة عن الحاجة، وستصان النوافذ بحيث تعزل الحرارة والبرودة بشكل أكثر فعالية.

https://p.dw.com/p/15K5S
عزل المباني وتركيب أنظمة الضوء الأوتوماتيكية والاقتصاد في الطاقة المستخدمة للتدفئة ستجعل مبنى الأمم المتحدة الرئيسي رفيقا بصحة البيئةصورة من: (ddp images/AP Photo/Mary Altaffer

بعد وقت قصير من تأسيس الأمم المتحدة في عام 1945، قدم خمسون من المصممين أفكارهم الخاصة بتصاميم المقر الجديد في نيويورك. وبدأت أعمال البناء في عام 1947 طبقا للتصاميم التي وضعها المهندس المعماري لي كوربوزييه، واستغرقت أعمال البناءخمس سنوات بتكلفة وصلت إلى 65 مليون دولارا. إلا أن القائمين على أعمال البناء لم يأخذوا في ذلك الوقت الاعتبارات البيئية في حسبانهم.

وبعد مرور ستين عاما، أي في عام 2007، بدأت أعمال صيانة مقر الأمم المتحدة،وبرزت حينذاك المتطلبات بشأن الربط ما بين عوامل الاستدامة وصحة البيئة وسلامة العاملين في المبنى، وكان المبلغ المتوفر لتنفيذ ذلك المشروع حوالي ملياري دولار.وبعد مرور خمسة أعوام من بدء أعمال الصيانة، ستكون أولى المكاتب جاهزة لاستقبال الموظفين في شهر أغسطس/آب القادم.كان لنا الحوار التالي، مع مايكل آدلرشتاين، المساعد العام المشرف على تنفيذ خطط الصيانة التي تعرف بـ "Capital Master Plan".

Global Ideas: السيد آدلرشتاين، بعد تجديد المبنى الرئيسي للأمم المتحدة، لم يعد بإمكان الموظفين فتح النوافذ. ألم يكن من الأفضل توفير إمكانية فتح النوافذ ودخول الهواء البارد من الخارج، وبالتالي توفير الطاقة التي تستهلكها أجهزة تكييف الهواء؟

مايكل آدلرشتاين: لا علاقة بين عدم إمكانية فتح النوافذ والتوفير في استهلاك الطاقة، فهو إجراء أمني. زجاج النوافذ الجديد مطلي بمادة مشابهة لنوافذ السيارات وهي تصمد لوقت أطول في حال وقوع انفجار ما. وعلى الرغم من أن الموظفين يعرفون ما يمكن توقعه، ولكنهم سيلاحظون الفرق بالفعل أثناء الحياة اليومية داخل المبنى.

كما أن النوافذ غير القابلة للفتح تساعد على عدم إهدار الطاقة، إذ لن يعد الموظفون قادرين على ترك النافذة مفتوحة والذهاب إلى منازلهم.المهندسون يفضلون المباني المغلقة، ولو كانت هناك ضمانات فيما يتعلق بالانضباط، كان من الممكن توفير إمكانية فتح النافذة فقط في أيام الربيع عندما تكون درجة الحرارة في الخارج معتدلة، لكن الحقيقة هي أن معظم الناس غير منضبطين.

Michael Adlerstein
المهندس المعماري مايكل آدلرشتاين يشرف على أعمال الصيانة في مقر الأمم المتحدةصورة من: ddp images/AP Photo/Osamu Honda

الكثير من الناس أيضا يتعاملون بإهمال مع المصابيح الكهربائية.

بالضبط، المصابيح بعد أعمال الصيانة أصبحت تعمل بالارتباط مع الحركة، أي تشتعل الأضواء لدى تحرك الشخص في محيطها، وفي حال عدم وجود أي حركة على مدى عشر دقائق تنطفئ الأضواء تلقائيا في المكاتب. وأيضا لا تشتعل الأضواء أثناء وجود ضوء الشمس أثناء ساعات النهار. المبنى يطل على ناحية الشرق، وعندما تشرق الشمس تخفت الأضواء في الداخل بشكل أوتوماتيكي.

ماذا لو كان أحد الموظفين منهمكا في القراءة؟ هل سيجد نفسه في الظلام بعد فترة وجيزة؟

هذا صحيح، ولكن الضوء يشتعل مرة أخرى بتحريك الذراع فقط، وهذا يذكرنا بأننا نجلس في نعمل في بيئة تتمتع بالوعي في مجال كفاءة الطاقة، وهذا أمر مهم جدا في الأمم المتحدة.ومن أهم المبادرات للأمين العام بان كي مون، أن يكون هدف الحفاظ على الطاقة ماثلا أمام أعيننا وأما أعين العالم بأكمله.
ويرجع الفضل إلى الأمين العام بان كي مون، أننا لا نتحدث اليوم عن توفير الطاقة فحسب، ولكننا أيضا نمارسه بأنفسنا الآن. على سبيل المثال، طبقا لبرنامج Cool-UNفإن درجة الحرارة في مباني الأمم المتحدة في الصيف تزيد بدرجتين عما كانت عليه في الماضي، أي 24 درجة مئوية، وفي فصل الشتاء ستكون 20.5 درجة بدلا من 22 درجة.نحن نحاول ما بوسعنا كي نكون مواطنين صالحين.

Syrien UN Generalversammlung
نزع أجهزة التكييف الزائدة عن الحاجة في مبنى الأمم المتحدة: هل سيكون النقاش ساخنا حول هذه الإجراءات؟صورة من: dapd

وما هي ردود فعل الموظفين على ذلك؟

عندما كان الجو حارا جدا في نهاية مايو/آيار، شكا الكثير الموظفين سخونة الجو داخل المبنى.

وهل هناك شئ سيتغير؟

سنبقى على نفس الموقف، أي ستظل درجة الحرارة 24 درجة.

وما هي أهمية أسلوب البناء الرفيق بصحة البيئة؟

هناك دائما طريقتان لصيانة مبنى ما بما يتوافق مع شرط حماية البيئة: أولا، تقليل استهلاك الطاقة في المبنى، وثانيا، تحسين طريقة عزل الجدران.
لم تكن مباني الأمم المتحدة في نيويورك تتمتع بالعزل الكافي. وبالتالي كان هناك إهدار لقدر كبير من الطاقة. كل المباني كانت ذات واجهة زجاجية كبيرة، والزجاج قديم صنع في عام 1952: أي أنه رقيق ولا يمكن إغلاقه بشكل جيد والإطار من النوع الذي يسهل اختراقه.
قمنا ببناء الواجهة من جديد، وبالتالي تم تحسين العزل إلى حد كبير، ونحن نستخدم الآن في فصل الصيف مكيفات الهواء بشكل أقل، وهذا ينطبق كذلك على التدفئة في فصل الشتاء، ونحن نقتصد بهذا في استهلاك الطاقة إلى حد كبير.

Tower One neues World Trade Center New York
صورة من: AP


وماذا عن إنتاج الطاقة؟ الخطط الأولية كانت تحتوي على أفكار بشأن توليد الطاقة الحرارية الضوئية عبر الواجهة الزجاجية، وإقامة توربينات الرياح أمام مبنى الجمعية العامة.

هذا ليس ممكنا لأن المبنى يتجه ناحية الغرب والشرق، ولو تم تركيب ألواح شمسية، فكانت ستكون طوال نصف ساعات اليوم يوم في الجانب المظلم. كان يمكن أن تحل هذه المشكلة على نحو أفضل عبر وضع الألواح في سقف المبنى وتوجيهها إلى الأعلى، ولكن هذا كان سيكسب المبنى منظرا مختلفا تماما يتنافى مع الهدف الموضوع بشأن الحفاظ على المبنى بوصفه نصبا تاريخيا.
قررنا أيضا عدم بناء توربينات الرياح بسبب عدم وجود ما يكفي من الرياح هنا... محرج جدا أن تكون هناك توربينات رياح ساكنة ولا تدور أبدا. إذا كنا نخطط لتنفيذ مشروع تجريبي، فمن المهم ألا ينتهي بالفشل.
في مبنى الأمم المتحدة قاعات كبيرة للمؤتمرات، وهي تستهلك قدرا هائلا من الطاقة، وحتى مع الخطط الرامية لتوليد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح ضمن المبنى، فلن نكون قادرين على إنتاج واحد في المائة من الطاقة التي نستهلكها.

هل يمكن أن تعتنبر أعمال الصيانة التي رفعت من كفاءة استخدام الطاقة في مبنى الأمم المتحدة نموذجا للمؤسسات الأخرى وللدول الأخرى ضمن عضوية الأمم المتحدة؟

نعم،فهذا المبنى هو أحد المباني القليلة التي تم تجديدها وصيانتها بشكل كامل، ووصلت إلى المستوى الذهبي المتعارف عليه في الولايات المتحدة. لدينا تطلعات عالية جدا لتحقيق الاستدامة وللمحافظة على الطابع التاريخي للمبنى، وهو سيبدو بعد التجديدعلى الهيئة التي كان عليها في عام 1952 عندما تم بناؤه!

لا أعتقد أن هناك في العالم مبنى آخر بهذا الحجم تم تجديده بالكامل، وأصبح بهدها يتمتع بهذا المستوى العالي فيما يتعلق بالجانب البيئي، وقد أخذ في الوقت نفسه حماية المبنى كنصب تاريخي بعين الاعتبار.

أجرت الحوار: يوهانا تريبلين

ترجمة: نهلة طاهر

مراجعة: سمر كرم