1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

معنى أن تعيش الحياة - قصة موسيقيتين من العراق

٣٠ سبتمبر ٢٠١١

ما معنى أن تعيش فتاة عراقية حياة متحررة في مجتمع لا يقبل هذا النوع من الجرأة، خاصة إذا اختارت العمل في مجال الموسيقى؟ سؤال طغى على رحلة الأوركسترا العراقية إلى كولونيا. دويتشه فيله رافقت الفرقة خلال هذه الرحلة.

https://p.dw.com/p/12icu
الموسيقيتان دعاء وآية مع فرقة موسيقية في كولونياصورة من: DW

في الطريق إلى كولونيا كان العراق حاضرا بقوة: ذكريات الحرب الدامية، ووضع النساء، الموسيقى العراقية، إضافة إلى أجواء من الفرح طغت على مقصورة القطار، التي كان يجلس فيها معظم أعضاء الأوركسترا العراقية. إنها زيارتهم الأولى لكولونيا وفيها يمكنهم أيضا اقتناء بعض الآلات الموسيقية. "لا توجد محلات لبيع الآلات الموسيقية في بغداد" تقول دعاء العزاوي 19 سنة عضو الفرقة العراقية وتتابع" لا نستطيع حتى حمل الآلات الموسيقية في الشارع". إنه الخوف من الميليشيات المتطرفة التي قد تهدد حياة كل من يفتح هذا النوع من المتاجر، أو من يحمل آلة موسيقية.

كولونيا مدينة الموسيقى والتسوق

في 2003 ومع بداية الحرب اضطرت دعاء إلى ترك بغداد والتنقل في العديد من المدن العراقية لدى بعض الأقارب. عندما عادت إلى بغداد كانت صدمتها كبيرة هي وزملاؤها، إذ تمكن مجهولون من اقتحام معهدهم الموسيقي وقاموا بتحطيم كل الآلات الموسيقية. "الآلات الموسيقية التي بحوزتنا الآن إما أرسلها لنا بعض الأصدقاء في الخارج أو بعض المؤسسات" تقول دعاء وتتابع: " أغلب أساتذة الموسيقى تركوا العراق مع بداية الحرب، لذلك اضطررنا لأن نعلم نفسنا بنفسنا". وصولا إلى كولونيا وبالضبط إلى ساحة كاتدرائية كولونيا، القريبة من محطة القطار الرئيسية تجمعت الفرقة حتى تتلقى الإرشادات من المرافقين، الذين تركوا للموسيقيين الشباب حرية التجول في المدينة، شرط العودة إلى نقطة التقاء ووقت محددين.

National Youth Orchestra Iraq FLASH-GALERIE
أعضاء من الأوركسترا العراقية في كولونيا بلباسهم الكردي التقليديصورة من: DW

قررت دعاء التوجه رفقة صديقتها آية، وهي أيضا عازفة كمان في الفرقة، إلى متاجر الماركات العالمية غير البعيدة عن كاتدرائية كولونيا. في الطريق كانت دعاء وآية منبهرتين بالفرق الموسيقية التي تعزف في أزقة المدينة، كانتا تتوقفان لتلتقطا الصور مع الفرق الموسيقية، ولشراء أقراص مدمجة لموسيقى تلك الفرق. " أود أن آخذ معي هذه الفرق إلى العراق، هناك سيحظون بتكريم كبير". تقول آية مبتسمة.

كانت متاجر الملابس تستوقف الفتاتين "لا يمكنني أن أعود في الساعة الرابعة، سأبقى هنا حتى الليل، إنها متاجر جميلة قد أقضي في كل واحد منها ساعتين" تقول دعاء بلهجة عراقية تتخللها بعض الجمل الانكليزية. قد لا توحي آية أنها عربية من أول وهلة: شعر قصير جدا مائل إلى اللون البرتقالي وتضع تحت شفتها السفلى حلية معدنية، كما ترتدي تنورة قصيرة "أنا البنت الوحيدة في العراق، التي تقص شعرها بهذه الطريقة." تقول آية بنبرة افتخار وتحدي.

Aya Iham Mitglied des irakischen Orchesters
آية في أحد مطاعم الوجبات السريعة في كولونياصورة من: DW

أريد أن أعيش حياتي

مثل دعاء لم تنس آية تفاصيل أيام دامية عاشتها سنتي 2006 و2007 وهي أيام الحرب الطائفية في العراق، والتي ترى آية أنهما أسوأ سنتين في مسلسل العنف الذي شهده العراق."لقد مشيت بجانب الجثث وأنا في طريقي إلى المدرسة، لقد رأيتهم بعيني. كان ذلك رهيبا إلى درجة أنني لم أكن استطيع أن أدرس. كنت أعود إلى البيت باكية." الحرية التي تتمتع بها آية وهي تتجول في كولونيا قد لا تحصل على جزء بسيط منها في العراق، بسبب لباسها الذي يعتبر خارجا على العادة في بغداد.

وعندما تتحدث آية عن ذلك تقول: " مشاكل كثيرة جدا تواجهني، لكن يجب أن أعيش حياتي، أن أعيشها يوما بيوم." أما دعاء فلا تهتم كثيرا بتلك الصعوبات:" أنا كذلك أواجه المشاكل، لكني لا اهتم، لا أهتم بتاتا." رغم ذلك لا تجرؤ آية ودعاء على الخروج للشارع بمفردهما بهذا اللباس، حيث تصطحبان معهما مرافقا قد يكون إما الأب أو الأخ أو أي عنصر ذكوري من العائلة. أشهر "ماركات" الملابس العالمية وسلسلة من مطاعم الوجبات السريعة، كلها أماكن أغرت دعاء وآية بالزيارة. يبدو أن دعاء وآية لن تعودا مع الفرقة إلى بون في الوقت المحدد. ستقضيان بقية اليوم في كولونيا حتى المساء.

ريم نجمي/ نعومي كونراد

مراجعة: منى صالح

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد