1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

معارك عنيفة في شمال وجنوب غزة وفرار المدنيين من رفح يتواصل

١٣ مايو ٢٠٢٤

وقعت بعض من أعنف المعارك على مدى أسابيع في مناطق بشمال وجنوب قطاع غزة كانت مسرحا للأيام الأولى من الحرب. وفيما أعلنت حماس انقطاع الاتصال مع حراس أربعة رهائن لديها في القطاع الفلسطيني، تواصل فرار المدنيين من رفح.

https://p.dw.com/p/4foE0
نازحون يغادرون مدينة رفح بجنوب قطاع غزة بعدما أمر الجيش الإسرائيلي بإخلاء أحياء عديدة في المدينة (7/5/2024)
بعد مرور سبعة شهور من الحرب في غزة أدى القتال أيضا إلى تدمير القطاع الساحلي وتسبب في أزمة إنسانية طاحنة.صورة من: AFP

دارت اشتباكات عنيفة بين الجنود الإسرائيليين ومقاتلي حماس اليوم الاثنين (13 مايو/ أيار 2024) في قطاع غزة الذي دمّرته الحرب، بينما تستمر حركة نزوح المدنيين هربا من العنف، خصوصاً في رفح المهدّدة بعملية عسكرية إسرائيلية كبيرة رغم التحذيرات الدولية والأميركية. 
 وأفاد مراسلون لوكالة فرانس برس وشهود عن حدوث اشتباكات عنيفة بين جنود إسرائيليين ومقاتلي حماس في مناطق مختلفة من القطاع، في وقت تستعدّ إسرائيل للاحتفال بالذكرى الـ76 لقيامها بعد سبعة أشهر من اندلاع حرب أحيَت لدى العديد من الفلسطينيين ذكرى مرارة نكبة العام 1948.
وتوغلت قوات إسرائيلية اليوم الاثنين، بعمق وسط الأنقاض في شمال قطاع غزة لإعادة السيطرة على منطقة، قالت قبل شهور إنها ألحقت فيها الهزيمة بحركة حماس، بينما تقدمت دبابات وقوات أخرى في جنوب القطاع عبر طريق سريع يؤدي إلى رفح. ووقعت بعض من أعنف المعارك على مدى أسابيع في شمال وجنوب قطاع غزة.

وفر مئات الآلاف من الفلسطينيين مرة أخرى من رفح التي لجأ إليها نحو نصف سكان غزة بعد أن دفعهم القتال للتوجه إلى جنوب القطاع. 

ودعت السلطات الصحية التابعة لحركة حماس في غزة اليوم الاثنين إلى ممارسة ضغوط دولية لإعادة السماح بدخول المساعدات والإمدادات الطبية عبر الحدود الجنوبية. وأضافت أن الجرحى والمرضى يموتون ببطء بسبب عدم توفر العلاج والإمدادات وعدم قدرتهم في الوقت ذاته على السفر.

وفي جباليا، تقدمت الدبابات إلى وسط المخيم، وهو أكبر مخيمات اللاجئين الثمانية في غزة. وفر السكان في الشوارع التي تناثر فيها الركام. وقال سكان إن قذائف الدبابات تسقط في وسط المخيم وإن الضربات الجوية دمرت عددا من المنازل.

وذكر مسؤولون في قطاع الصحة الفلسطيني اليوم أنهم انتشلوا حتى الآن 20 جثة لفلسطينيين قتلوا في الغارات الجوية التي استهدفت جباليا الليلة الماضية.

وقالت امرأة لم تذكر اسمها "لا نعرف إلى أين نذهب. لقد نزحنا من مكان إلى آخر... نحن نركض في الشوارع. رأيت ذلك بأم عيني، رأيت الدبابة والجرافة. إنهما في ذلك الشارع".

وقال الجيش الإسرائيلي في أوائل يناير/ كانون الثاني إنه "فكك الإطار العسكري لحماس في جباليا"، على الرغم من أنه يتوقع العودة إلى المنطقة بشكل دوري لمحاربة المسلحين. ويقول الفلسطينيون إن عودة القوات الإسرائيلية إلى ساحات معارك سابقة لهي دليل على أن الأهداف العسكرية الإسرائيلية عصية على التحقق.

وقال مسؤولو الصحة في غزة إن عدد القتلى الفلسطينيين في الحرب تجاوز حتى الآن 35 ألفا وإن هناك مخاوف من فقدان آلاف آخرين تحت الأنقاض. وأضافوا أن 57 قتلوا خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية. 

وأدى القتال كذلك إلى تدمير القطاع الساحلي وتسبب في أزمة إنسانية طاحنة. وحذرت السلطات الصحية في غزة في بيان اليوم الاثنين من أن النظام الطبي على وشك الانهيار بسبب نقص الوقود اللازم لتشغيل مولدات الطاقة وسيارات الإسعاف.

وفي رفح بالقرب من الحدود مع مصر كثفت إسرائيل القصف الجوي والبري على المناطق الشرقية من المدينة. وسقط قتلى في ضربة جوية على منزل في حي البرازيل.

إسرائيل تزيد الضغط العسكري على رفح

انقطاع الاتصال مع حراس أربعة رهائن

وأعلن الجناح العسكري لحركة "حماس"، اليوم الاثنين، عن انقطاع الاتصال مع مجموعة من مقاتليها يتولون مهمة حراسة أربعة رهائن إسرائيليين. وقال أبو عبيدة، الناطق الرسمي باسم كتائب "القسام"، في بيان مقتضب "انقطع الاتصال مع مجموعة من مقاتلينا تحرس أربعة رهائن إسرائيليين".

وأعلن أبو عبيدة بأن هيرش غولدبيرغ بولين هو من بين الرهائن الذين انقطع الاتصال مع حراسهم، مشيرا إلى أن "هذا الانقطاع جاء نتيجة القصف الإسرائيلي المستمر منذ 10 أيام". بيد أنه لم يتطرق  إلى أي تفاصيل أخرى حول مكان وزمان القصف الذي بسببه فقدت آثار الرهائن الأربعة وحراسهم حتى هذه اللحظة.

وكان غولدبيرغ بولين قد طالب في تسجيل مصور بثه القسام يوم الأربعاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالعمل على تحريره مع بقية المحتجزين الإسرائيليين لدى حماس في غزة.

مقتل موظف أممي وإصابة زميلته في رفح

وأعلن نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق أن أحد أفراد أجهزة الأمن التابعة للأمم المتحدة قُتل في هجوم استهدف سيارته في رفح الاثنين، موضحا أنه أول موظف دولي تابع للمنظمة يُقتل في غزة منذ اندلاع الحرب.

وكانت مصادر إعلامية تابعة لحماس ذكرت أن الجيش الإسرائيلي قتل، اليوم الاثنين، موظفا يعمل في منظمة الصحة العالمية، فيما أصاب موظفة أخرى تحمل جنسية أمريكية، في رفح بجنوب قطاع غزة.

وقالت المصادر إنه تم استهدافهما وهم يستقلان مركبة تابعة للأمم المتحدة وتحمل علمها وعليها إشاراتها". ومن جانبه، قال الجيش الإسرائيلي إنه يحقق في ملابسات حادثة استهداف المركبة التي تقل موظفين أمميين، مشيرا إلى أن مصدر النيران ما زال "مجهولا".

إسرائيل تكثف توغلها البري في مدينة رفح

إحياء "يوم الذكرى"

وتسعى القوات الإسرائيلية إلى القضاء على حماس التي تقول إن هدفها تدمير إسرائيل. وانطلقت صفارات الإنذار في أنحاء إسرائيل اليوم الاثنين إحياء لذكرى قتلى الحروب الإسرائيليين على مر الأجيال، بينما حذرت صفارات إنذار أخرى من قصف وشيك مع استمرار الحرب في غزة للشهر الثامن.

وتوقفت حركة المرور خلال فترة صمت لدقيقتين بمناسبة ما يعرف بيوم الذكرى، الذي يأتي قبل يوم من ذكرى إعلان قيام دولة إسرائيل.

وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في خطاب، خلال حضوره مراسم في القدس اليوم: "أحباؤنا الذين سقطوا في هذه الحرب وفي كل حروب إسرائيل... يمثلون قيما أبدية..". وأكمل "إما نحن - إسرائيل - أو هم - وحوش حماس". وأضاف أن الهدف من الحرب على حماس هو ضمان "وجود وحرية وأمن وازدهار" إسرائيل. وأضاف "حربنا من أجل الاستقلال لم تنته بعد، فهي مستمرة حتى يومنا هذا".

ويشار إلى أن حركة حماس جماعة إسلاموية فلسطينية مسلحة، تصنف في ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.

محتجون يعترضون مساعدات ويلقونها على الأرض

واعترض محتجون إسرائيليون طريق شاحنات مساعدات كانت متجهة إلى غزة اليوم الاثنين، وألقوا طرود المواد الغذائية على الطريق، في أحدث حلقة من سلسلة الحوادث التي تأتي في وقت تعهدت فيه إسرائيل بالسماح بدخول الإمدادات الإنسانية إلى القطاع المحاصر دون انقطاع. 

وأظهرت مقاطع مصورة متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي محتجين وهم يلقون الإمدادات من الشاحنات على الأرض، مع انسكاب محتويات الصناديق الكرتونية المفتوحة على الطريق.

وقالت الشرطة الإسرائيلية في بيان "في ضوء وقائع الأفعال المخلة بالنظام التي حدثت اليوم، فتحت (أجهزة) إنفاذ القانون تحقيقا أفضى إلى اعتقال العديد من المشتبه بهم" وأضافت أن التحقيق يجري على قدم وساق.

ومن جانبه، قال فيدانت باتيل، نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية،اليوم الاثنين إن الولايات المتحدة أثارت مع إسرائيل واقعة قيام محتجين باعتراض طريق شاحنات مساعدات متجهة إلى غزة، مضيفا أنه لا ينبغي إعاقة وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
 

ص.ش/أ.ح/ هـ.د (رويترز، د ب أ، أ ف ب)