معارضة أوروبية لدعوة ميركل وماكرون عقد قمة مع بوتين
٢٤ يونيو ٢٠٢١أبدى قادة دول الاتحاد الأوروبي انقساما حول الاستعداد لعقد لقاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو الأمر الذي اقترحته ألمانيا وفرنسا قبل قمة تستضيفها بروكسل.
وتشكل العلاقات المتوترة مع الجارة الشرقية للتكتل واحدة من أكثر التحديات الأكثر أهمية التي يتعين على القادة الـ27معالجتها خلال قمتهم التي تستمر يومين. وحذر مسؤول الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الأسبوع الماضي من أن العلاقات بين الجانبين في طريقها لمزيد من التدهور. إلا أن دول التكتل منقسمة بشأن كيفية التعامل مع موسكو.
وكانت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل قالت إن على الاتحاد الأوروبي أن يجد السبل للدخول في حوار مباشر مع روسيا، معتبرة أنه "يمكن حل النزاعات ... إذا تحدثتم أنتم أيضا مع بعضكم". كما أشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن التقى بوتين، على الرغم من أنه بعيد جغرافيا عن روسيا والاتحاد الأوروبي.
ورحب الكرملين بفكرة عقد قمة، قائلا إن كلا من بروكسل وموسكو بحاجة للحوار. والاتحاد الأوروبي وروسيا على طرفي النقيض في أزمتي أوكرانيا وروسيا البيضاء وعلى خلاف بشأن قضايا حقوق الإنسان، كما يتبادلان الاتهامات بالتدخل في الانتخابات ونشر معلومات مضللة وتهديد الأمن والاستقرار من البلطيق إلى البحر الأسود.
معارضة من جانب بعض الدول
إلا أن دولا أخرى شككت في هذا النهج وحثت على توخي الحذر، وعلى رأسها دول البلقان وبولندا.
وقال رئيس ليتوانيا جيتاناس نوسيدا: "إننا لا نرى أي تغير جذري في نمط سلوك روسيا ... وإذا ما بدأنا في الانخراط مع روسيا دون أية تغيرات إيجابية في سلوكها، فإن هذا سيرسل بإشارات ملتبسة وسيئة إلى شركائنا، دول الشراكة الشرقية على سبيل المثال." وأضاف: "يبدو لي أننا نحاول إشراك الدب للحفاظ على جزء من العسل".
بدوره قال رئيس الوزراء الهولندي مارك روته إنه لا يعارض من حيث المبدأ التعامل المباشر مع روسيا، ولكنه أضاف أنه لن يحضر مثل هذا الاجتماع.
ومن بين القادة الأكثر دعما للحوار المباشر مع بوتين المستشار النمساوي سيبستيان كورتس، الذي قال إن الوقت حان لعقد مثل هذا الاجتماع. وسيتعين على القادة محاولة تحقيق توازن خلال قمتهم.
ووفقا لمسودة بيان، اطلعت عليه وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، ويمكن أن يوافق عليها قادة الاتحاد الأوروبي اليوم، فإن القادة قد يطالبون المفوضية الأوروبية وبوريل بـ "تقديم خيارات لتدابير عقابية إضافية، تتضمن عقوبات اقتصادية".
وبينما سيهدد القادة بفرض عقوبات اقتصادية، فإنهم سيكررون التأكيد على "انفتاح الاتحاد الأوروبي على تعامل انتقائي مع روسيا في المجالات التي تخدم مصالح الاتحاد الأوروبي".
وانعقدت آخر قمة بين الاتحاد الأوروبي وروسيا في يناير/كانون الثاني 2014، قبل وقت قصير من ضم روسيا لشبه جزيرة القرم الأوكرانية. وتوقف الاتحاد الأوروبي بعد ذلك عن عقد قمم مع بوتين وفرض عقوبات اقتصادية على موسكو، لكنه سمح باكتمال خط أنابيب غاز جديد من روسيا إلى ألمانيا.
ف.ي/أ.ح (د.ب.ا، رويترز)