مشجعو كرة القدم ورحلة البحث عن مأوى

تستقبل ألمانيا هذا الصيف ما يزيد عن مليون زائر أجنبي من مختلف أنحاء العالم. وذلك بمناسبة بطولة كأس العالم لكرة القدم التي ستدوم شهرا كاملا ابتداء من التاسع من يونيو/ حزيران المقبل. وبالطبع فقد باشر المسئولون الألمان اتخاذ كافة الإجراءات والتحضيرات اللازمة لهذا الحدث العظيم، الذي يجرى تحت عنوان "العالم كضيف لدى أصدقاء"، بعد أن كانت ألمانيا قد استضافت البطولة للمرة الأخيرة قبل الآن عام 1974. ومن البديهي أن يبدأ عشاق كرة القدم والذين سيقطعون مسافات بعيدة لمشاهدة وتشجيع منتخباتهم المفضلة في البحث عن أماكن مناسبة للإقامة. فهم وبعد انتهاء المباراة بحاجة إلى مكان ينامون فيه وينالون قسطا من الراحة بعد يوم رياضي طويل. ويا حبذا لو كان هذا المكان مريحا ومعتدل الثمن، لكي تتسنى لهم فرصة توفير بعض المال الذي يمكنهم بذله عندئذ من أجل تناول وجبة عشاء شهية احتفالا بفوز منتخبهم المفضل مثلا.

الانترنت: العنوان السليم من أجل العثور على غرفة

تصل تكلفة الغرفة الواحدة حسب بيانات خدمة السكنى الخاصة ببطولة كأس العالم(World Cup Accommodation Services) خلال المونديال 190 يورو، أي ما يعادل 241 دولار، لليلة الواحدة. ويقول إرغن ليليكتش المتحدث باسم وكالة العقارات الألمانية (Scout 24):" إن هذا المبلغ مرتفع جدا بالنسبة للكثير من عشاق كرة القدم وهو لا يتوافق ولا بأي شكل من ألأشكال وإمكانياتهم المادية المتواضعة". وعلى غرار ذلك قامت وكالة (Scout 24) بإعداد موقع خاص على الانترنت لمساعدة الزائرين الذين يبحثون عن غرف للإقامة في ألمانيا خلال مباريات كأس العالم. ويضيف ليليكتش:" إن معدل أسعار الغرف في الفنادق يتغير بسرعة من ليلة إلى أخرى، مما يدفع بالعديد إلى البحث عن غرف على مواقع الانترنت لأن الأسعار فيها ثابتة لا تتغير. وفضلا عن ذلك فإن هنالك أيضا إمكانية الإقامة لدى عشاق كرة قدم ألمان". وتقول نيكولا غونتر التي تساعد عشاق الكرة في البحث عن غرف بأن قامت بإعداد موقع على الإنترنت لهذا الغرض خصيصا: "حتى الأشخاص الذين يستطيعون دفع تكاليف غرفة في فندق ما ربما لن يستطيعوا إيجاد غرف شاغرة بسبب تزايد الطلب عليها في فترة المونديال".

العرض يفوق الطلب

وتقول غونتر:" حين أتخذ القرار بإقامة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2006 في ألمانيا، أدركنا مباشرة أن ما يتوفر لدينا من غرف وأسرة لا يكفي للعدد الهائل المتوقع من الزوار". وأضافت:" هناك بعض المواقع التي توفر غرف يتراوح معدل تكلفتها ما بين 20 إلى 30 يورو لليلة الواحدة". وهناك أكثر من 15 ألف إعلان سكن يتضمن الكثير من العروض من وجود سرير احتياطي بالغرفة منه إلى شقة كاملة وحتى منازل بأكملها تحتوي علىغرف كثيرة مفردة. عملية البحث عن غرف على مواقع الإنترنت لا تكلف الباحث شيئا. غير أن هنالك بعض المواقع التي تطلب الرسوم من المستضيفين، وذلك للحيلولة دون عبث البعض في هذا الموضوع، فقد قام وللأسف عدد من الأشخاص بتقديم عروض وهمية على مواقع الإنترنت المختلفة، حتى أن البعض منهم قد قام بتسجيل اسم جاره من باب المزاح.

مشجعو كرة القدم يساعدون بعضهم البعض

يقول ليليكتش من وكالة Scout 24:" نحن واثقون تمام الثقة من أن العرض والطلب هما اللذان سيتحكمان بأسعار الغرف. ومن يطلب 500 يورو لليلة الواحدة لن يجد أي شخص يهتم بالإقامة لديه". ويشير جيرهارد شوبرت أحد عشاق كرة القدم البالغ من العمر 43 سنة:" حين أسافر أنا شخصيا إلى بلد آخر من أجل مشاهدة مبارة لكرة القدم، فإنني أفضل الإقامة لدى عشاق كرة قدم آخرين عن النزول في فندق ما وأعتقد أنه ينبغي علي أن أقوم بتقديم عرض من هذا القبيل أيضا. وهو فعلا يضع الأريكة الموجودة في غرفة الضيوف في شقته تحت تصرف أحد عشاق كرة القدم قائلا: " أنا أعيش في ميونخ وأعرف تمام المعرفة كم هي المعيشة باهظة الثمن في هذه المدينة.

المونديال فرصة للتعارف

وفي نفس السياق يقول أندرياس شلوتر:" أنا وزميلي في الشقة وجدنا أنها لفكرة رائعة أن نقوم باستقبال أحد مشجعي كرة القدم، فنحن نملك غرفة إضافية ويمكن لأحد عشاق كرة القدم الإقامة وأخذ راحته بها". ويضيف قائلا:" علينا أن نفي بالوعد الذي ضمناه لشعار المونديال "العالم كضيف لدى أصدقاء" وها هو يضع غرفة كاملة تحت تصرف أحد المشجعين دون خوفه من أن يكون هذا الشخص من المشاغبين كما يقول:" فأنا أعتقد أن المثقفين والمنفتحين على الثقافات الأخرى وذوي الاهتمامات والأذواق الرفيعة هم الذين يشاركون في أحداث كهذه وأعتقد أن نصف مواطني ألمانيا مستعدين لأخذ شعار المونديال بمنتهى الجدية ولتطبيقه بحذافيره أيضا". ويوضح مارك بيالويان العامل في منظمة "سقف لعشاق الكرة" (Ein Dach für Fans) إن هذا النوع من اللقاءات الشخصية تبرز أن بإمكان عشاق الكرة أن يكونوا أصدقاء ومتنافسين في آن واحد. وهذا بالذات هو ما يجعل لعبة كرة القدم رائعة إلى هذا الحد.