1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مسيرات الفصح مستمرة في حمل هموم السلام والعمل من أجل تحقيقه

ظهرت في بريطانيا وانتقلت منها إلى اوروبا لتصبح تقليداً سنوياً، إنها مسيرات عيد الفصح المجيد التي غيرت مع الوقت من طابعها الديني لتصبح احتجاجات عامة يغلب تأثير اليساريين ومعارضي العولمة عليها وتوجه ضد الحروب والظلم والقهر

https://p.dw.com/p/6PwL
مسيرات عيد الفصح ترسم على الرض اشارة السلامصورة من: AP

أربعة عقود مرت على تقاليد مسيرات عيد الفصح التي نُظمت لأول مرة في بريطانيا. جاء ذلك يومها عقب حملة نجحت في تنظيم مسيرة ضمت عشرة آلاف شخص للمطالبة بنزع السلاح النووي. وقد انطلقت المسيرة من لندن باتجاه مركز الأبحاث النووية إدلرماستون. ومنذ ذلك الحين أصبحت هذه المسيرات تقليداً سنوياً امتد إلى العديد من الدول الأوروبية الأخرى. ويتم تنظيمها سنوياً مع اقتراب عيد الفصح المجيد. ويشارك فيها عشرات الآلاف المنادين بالسلام ونزع التسلح ومنع الحروب وسيطرة الاغنياء على بقية العالم.

رداً على انتشار السلاح النووي

وفي ألمانيا ظهرت مسيرات مماثلة لمسيرات أعياد الفصح في الستينيات من القرن الماضي. وقد بدأت كاحتجاجات على التصريحات الذي أدلى بها المستشار الألماني السابق كونراد أديناور في مقابلة له عام 1957، تحدث خلالها عن السلاح الذري. وجاء في المقابلة أن الجيل الجديد من الأسلحة النووية التكتيكية ليست فقط مجرد تطوير للترسانة العسكرية وإنما أداة ردع للقوى المعادية ممثلة بالاتحاد السوفيتي آنذاك. ولم تلق هذه التصريحات سوى السخط والغضب الشعبي في صفوف الألمان الذين أنهكتهم الحرب العالمية الثانية. وعلى أثره قام كل من الحزب الديمقراطي الاشتراكي (SPD) والنقابات العمالية مطلع عام 1958 بشن حملة ضد حكومة أديناور شعارها "لا للموت النووي". لكن الرفض الكبير بين صفوف الشعب الألماني والحملات الحاشدة التي نظمتها الكنائس والنقابات العمالية والحزب الديمقراطي الاشتراكي (SPD) لم تفلح جميعها في وقف قرار التسليح الصادر عن البرلمان الألماني في مارس/ آذار 1958.

Raketenstart unter Palmen
الأسلحة النوويةصورة من: AP

رواج واسع في ألمانيا

Ostermarsch in Ruppiner Heide, Brandenburg, Demonstration gegen einen Bombenabwurfplatz der Bundeswehr
احدى مسيرات عيد الفصح أمام مصنع لتصنيع القذائف الملقاة بواسطة الطائراتصورة من: AP

نظمت مسيرات عيد الفصح لأول مرة في ألمانيا في عام 1960 شمال البلاد بمشاركة حوالي 1000 شخص. وفي السنوات اللاحقة للعام المذكور أخذت أعداد المشاركين بالزيادة إضافة لامتدادها إلى مدن ومناطق كثيرة في البلاد. وكان أهم ما طالبت به هذه المسيرات آنذاك هو الحد من انتشار الأسلحة الذرية ووقف سباق التسلح النووي. وفي عام 1968 ارتفع عدد المشاركين ليصل إلى 300000 شخص. وقد اقتصرت المسيرات حتى ذلك الوقت على مشاركة الأشخاص العاديين دون التنظيمات والأحزاب. بعد ذلك أخذ أنصار حركات السلام ومن منطلقات دينية وأخلاقية بالمشاركة فيها. ومع مرور الوقت توسعت هذه النواة لتشمل أحزاباً يسارية ومنظمات عديدة شكلت ما أصبح يعرف آنذاك بالمعارضة من خارج صفوف البرلمان.

ولوحظ التحول في هذه المسيرات من خلال الشعارات التي حملتها مثل "حملة ضد التسلح" في عام 1963 ثم "حملة من أجل الديموقراطية وعدم التسلح" في عام 1968. وبعد نهاية الستينيات تراجع زخم هذه المسيرات لفترة بسيطة إلى أن عادت للظهور بقوة مجدداً نهاية السبعينيات. وجاء ذلك بعد قرار حلف شمال الأطلسي بنشر أسلحة نووية في جمهورية ألمانيا الاتحادية. وعلى ضوء ذلك خرج ما يقارب من 700 ألف ألماني للتظاهر من أجل السلام في عام 1983. وقد أدى انتهاء الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي إلى تراجع الاهتمام بهذه المسيرات. غير أنها انعشت مجدداً على ضوء حرب الخليج وإرسال الجيش الألماني للقيام بمهام متزايدة في الخارج.

مسيرات هذا العام

Ostermarsch in München Friedensbewegung
احدى مسيرات عيد الفصح في ميونخ الامانيةصورة من: AP

يتوقع أن يشهد هذا العام أيضاً تنظيم العديد من المسيرات خلال أيام عيد الفصح المجيد في أنحاء مختلفة من ألمانيا. وتتناول مسيرات هذا العام التنديد بالنازية بمناسبة مرور مرور 60 عاماً على التخلص منها. كما ستتناول مواضيع أخرى في مقدمتها احتلال العراق والسلام في الشرق الأوسط والتخلص من الأسلحة بشكل عام ومن الأسلحة النووية بشكل خاص إضافة إلى مرور 60 عاماً على هيروشيما.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد