1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مسلمو بريطانيا بين المشاركة المحدودة في الإنتخابات والطموح لدور مؤثر

٤ مايو ٢٠١٠

تُسلط الأضواء في بريطانيا على الدور الذي يمكن أن يلعبه الناخبون البريطانيون من ذوي الأصول المسلمة في الإنتخابات البرلمانية، وسط مؤشرات على تغيير في توجهات هذه الفئة من الناخبين مما قد يؤثر على موازين القوى في البرلمان.

https://p.dw.com/p/NEAz
مبادرات مكثفة لحث الناخبين البريطانيين من أصول مسلمة على لعب دور مؤثر في الإنتخاباتصورة من: AP

كثفت الأحزاب السياسية في بريطانيا حملاتها لإجتذاب أصوات الناخبين من ذوي الأصول المسلمة في الإنتخابات البرلمانية التي تجري يوم السادس من مايو /أيار 2010 . ويقول مراقبون إنها ربما تفرز تقاربا في نتائج الأحزاب الرئيسية المتنافسة أي حزبي العمال الحاكم والمحافظين المعارض، إضافة لحزب الديمقراطيين الأحرار الذي ترشحه بعض الإستطلاعات للصعود الى مركز منافس للحزبين الذين يتقاسمان تقليديا النفوذ في البرلمان.

من جهتها تقوم هيئات إسلامية في بريطانيا بحث الناخبين من ذوي الأصول المسلمة على المشاركة المكثفة في الإنتخابات، وحسب استطلاع أجرته مبادرة أطلق عليها YouElect (أنت تصوت) في بريطانيا، فقد قال 74 في المائة من الذين استطلعت آراؤهم عبر انترنيت بأنهم سيصوتون هذا العام لصالح حزب الديمقراطيين الأحرار، في مؤشر على تغيير واضح في مزاج الناخبين المسلمين الذين اعتادوا تقليديا منح أصواتهم لحزب العمال.

وفي حوار مع دويتشه فيله قال إسماعيل باتل، مدير المبادرة، أن الاستطلاع يشير "إلى استعداد أكبر للمشاركة في الانتخابات وتغير ملحوظ في التوجهات الإنتخابية لدى الجالية المسلمة في بريطانيا" ملاحظا أن سياسات حكومة حزب العمال خلال العقد الماضي في العراق وأفغانستان، بالإضافة إلى ملفي الهجرة ومكافحة الإرهاب تعتبر من أهم الأسباب التي تساهم في تغيير توجهات الناخبين المسلمين.

مبادرات لحث المسلمين على التصويت

ISAF Britische Soldaten patroulieren zusammen mit afghanischen Soldaten durch Kabul, Afghanistan
تراجع تأييد الناخبين من أصول مسلمة لحزب العمال بسبب سياسة حكومته في العراق وأفغانستانصورة من: AP

تشهد حملات الإنتخابات البرلمانية والمحلية في بريطانيا مبادرات عديدة لهيئات إسلامية بريطانية تحث المسلمين على المشاركة المكثفة في الإنتخابات، والى جانب مبادرة "أنت تصوت" التي تهدف إلى حشد أكبر عدد من البريطانيين من ذوي الأصول المسلمة للإدلاء بأصواتهم، أطلقت مؤسسة ENGAGE الإسلامية غير الربحية في بريطانيا حملة شعارها Get Out and Vote (أخرج وأدل بصوتك) لتشجيع المسلمين على التصويت. وتحظى هذه الحملة بتأييد عدد من المنظمات الإسلامية والمساجد في بريطانيا. كما تسعى مؤسسة ENGAGE (انخرط) بشكل عام إلى تحفيز المسلمين في بريطانيا على المشاركة الفاعلة في الحياة السياسية والإجتماعية.

وتركز هذه المبادرات على توعية المسلمين في بريطانيا بالبرامج الانتخابية التي تقدمها الأحزاب المتنافسة، والتعريف بالمرشحين وعرض أهم الدوائر الانتخابية التي يتواجد فيها المسلمون. ويتوقع إسماعيل باتل أن تشهد نسبة مشاركة الناخبين المسلمين في المواعيد الإنتخابية المقبلة بفضل المبادرات العديدة التي أطلقت في هذا الشأن.

أصوات المسلمين وموازين القوى في البرلمان البريطاني

House of Commons Großbritannien
مجلس العموم البريطاني يضم أربعة نواب من أصول مسلمةصورة من: AP

ويقدر عدد الناخبين المسلمين في بريطانيا بحوالي 1.6 مليون ناخب ويعتقد محللون بأن تصويتهم بكثافة في الإنتخابات المقبلة يمكن أن يؤثر على التوزانات السياسية في البرلمان البريطاني. وحول النتائج المتوقعة لمبادرات حث المسلمين على المشاركة المكثفة في الإنتخابات، يتوقع مدير مبادرة "أنت تصوت" ازدياد عدد النواب المسلمين في البرلمان البريطاني هذا العام إلى ثمانية نواب، ليشكل بذلك أكبر عدد للنواب المسلمين في تاريخ البرلمان البريطاني الذي يضم حاليا أربعة نواب من أصول مسلمة. إلا أن هذا العدد "لا يزال غير مناسب لحجم الناخبين من ذوي الأصول المسلمة" كما يقول باتل، معتبرا أن "الحديث عن أي تمثيل ملائم للبريطانيين من أصول مسلمة في البرلمان يجب أن يتجاوز عشرة مقاعد".

وحسب توقعات بعض المحللين يمكن أن يساهم تصويت الناخبين من أصول مسلمة بكثافة أكبر في تغييرات محتملة على موازين القوى داخل البرلمان المقبل، لاسيما إذا ما طابقت توجهات الإستطلاعات الواقع الانتخابي. وفي هذه الحالة يمكن أن يحصل حزب الليبراليين الديمقراطيين على عشرة مقاعد على الأقل، كانت تذهب تقليديا إلى حزب العمال، وهو ما يمكن أن يؤدي الى اختلال موازين القوى في البرلمان البريطاني في حال تقارب النتائج بين الأحزاب الثلاث الكبرى (حزب العمال، حزب المحافظين وحزب الليبراليين الديمقراطيين). والخارطة السياسية التي يمكن أن تفرزها نتائج الانتخابات المقبلة من الوارد أن ينتج عنها كما يقول اسماعيل باتل "انتخاب برلمان معلق لا يحظى فيه أي حزب بأغلبية مطلقة". جدير بالذكر أن الانتخابات البرلمانية التي ستجري في بريطانيا يوم الخميس تتزامن مع الانتخابات البلدية.

الكاتب: ياسر أبو معيلق

مراجعة: منصف السليمي