ترامب يبلغ مساعديه برغبته في انسحاب أمريكا من سوريا
٣١ مارس ٢٠١٨قال مسؤولان كبيران بالإدارة الأمريكية إن الرئيس دونالد ترامب أبلغ مستشاريه برغبته في انسحاب قوات الولايات المتحدة مبكرا من سوريا، وهو الموقف الذي قد يثير خلافات بينه وبين الكثير من كبار مسؤوليه. وقال مسؤولون أمريكيون مطلعون على الخطة إن من المقرر أن يعقد مجلس الأمن الوطني اجتماعا في بداية هذا الأسبوع لبحث الحملة التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم "داعش" في سوريا.
من جانب آخر، أكد مسؤولان آخران بالإدارة الأمريكية تقريرا لصحيفة وول ستريت جورنال أمس الجمعة بأن ترامب أمر وزارة الخارجية بتجميد أكثر من 200 مليون دولار من الأموال المخصصة لجهود التعافي في سوريا مع قيام إدارته بإعادة تقييم دور واشنطن في الحرب الدائرة هناك منذ فترة طويلة. وكان ريكس تيلرسون وزير الخارجية الأمريكي المُقال قد تعهد بتقديم هذا المبلغ خلال اجتماع للتحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" في الكويت في شباط/ فبراير الماضي. ويتمشى قرار تجميد هذه الأموال مع إعلان ترامب خلال كلمة في ريتشفيلد بولاية أوهايو يوم الخميس الماضي بأن الوقت حان كي تنسحب الولايات المتحدة من سوريا.
وقال متحدث باسم مجلس الأمن الوطني التابع للبيت الأبيض إنه "وفقا لتوجيهات الرئيس ستعيد وزارة الخارجية تقييم مستويات المساعدات الملائمة وأفضل طرق استخدامها والتي تقوم بها بشكل مستمر".
وجاءت تصريحات ترامب في الوقت الذي قالت فيه فرنسا أمس الجمعة إنها ستزيد وجودها العسكري في سوريا لتعزيز الحملة التي تقودها الولايات المتحدة. وعلى الرغم من أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) قدر أن تنظيم "داعش" فقد نحو 98 في المئة من الأراضي التي كان يسيطر عليها في العراق وسوريا حذر مسؤولون عسكريون أمريكيون من أن التنظيم قد يستعيد المناطق المحررة بسرعة ما لم يتم تحقيق الاستقرار فيها. وقال المسؤولون الأمريكيون المطلعون على اجتماع مجلس الأمن الوطني إنه مازال من الضروري إقناع ترامب بذلك.
وفي العام الماضي خاض ترامب جدلا مشابها بشأن ما إذا كان سيسحب قوات بلاده من أفغانستان ووافق في نهاية المطاف على الإبقاء عليها، لكن بعد أن تساءل مرارا عن السبب في استمرارها هناك. وربما يؤدي موقف ترامب من سوريا إلى خلاف بينه وبين مندوب الولايات المتحدة السابق بالأمم المتحدة جون بولتون الذي اختاره ترامب قبل أسبوع ليخلف إتش.آر. مكماستر في منصب مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض.
وكانت صحيفة وول ستريت جورنال قد ذكرت أمس الجمعة أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمر بتجميد أكثر من 200 مليون دولار مخصصة لإعادة إعمار سوريا، وقالت الصحيفة إن ترامب أمر وزارة الخارجية بتجميد هذه الأموال بعدما علم من مقال صحافي قرأه أن الولايات المتحدة تعهدت دفع أموال للمساهمة في إعادة إعمار سوريا.
وكان ترامب أعلن في خطاب ألقاه أمام عمال صناعيين في أوهايو أن القوات الأمريكية ستنسحب من سوريا. وأضاف "سنخرج من سوريا في وقت قريب جدا. فلندع الآخرين يتولون الاهتمام بها الآن". ولم يحدد ترامب مَن يقصد بـ"الآخرين" الذين يمكن أن يتولوا امر سوريا. وقال ترامب "أنفقنا سبعة تريليونات دولار في الشرق الأوسط. هل تعلمون ما الذي حصلنا عليه لقاء ذلك؟ لا شيء"، متعهدا تركيز الإنفاق الأمريكي في المستقبل على خلق وظائف وبناء بنية تحتية في بلده.
ز.أ.ب/ع.ش (أ ف ب، رويترز)