1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مركز الدراسات الشرقية والآسيوية في بون...مسيرة قرنين من الزمان

شيرين حامد فهمي٢٤ يوليو ٢٠٠٦

يضم مركز الدراسات الشرقية والآسيوية بجامعة بون تخصصات مختلفة من بينها العلوم العربية والإسلامية. وتشهد هذه التخصصات إقبالاً كبيراً من جانب الطلبة الألمان على دراستها، نظراً لرغبتهم في فتح آفاق للعمل في مجالات جديدة.

https://p.dw.com/p/8qXE
جامعة بون احتضنت المركز منذ نشأتها في عام 1818صورة من: DW/Max Marenbach

لمركز الدراسات الشرقية والآسيوية بجامعة بون تاريخ عريق يمتد إلى العقود الأولى من القرن التاسع عشر. ففي عام 1818 – وهو تاريخ إنشاء جامعة بون – كانت البذرة الأولى لذلك المركز، حيث وضع أوجوست فيلهيلم شليجيل – الخبير بالدراسات الهندية – حجر أساسه، مُعلناً الانطلاقة الأولى التي ما زالت مستمرة حتى وقتنا الراهن. وبعد عامٍ واحد، أسلم شليجيل الراية إلى جيورج فيلهيلم فرايتاج، المتخصص في الدراسات العربية.

الدراسات الشرقية في صلب اهتمام المركز

Uniturm Bonn
أحد أبراج جامعة بونصورة من: DW/Max Marenbach

ويعتبر عام 1913 نقطةً فاصلة في تاريخ المركز؛ فبحلول هذا العام تم تحديد طبيعة دراساته المختلفة، وذلك عبر تأسيس معهد العلوم الشرقية على يد كارل هينريش بيكير. كما تشكلت معاهد أخرى للعلوم السامية والهندية. والحقيقة، إن الدراسات العربية والسامية والهندية كانت تُمثل العمود الفقري لدراسات المركز؛ إلا أنه قد تم بعد ذلك اعتماد دراسات أخرى. ففي عام 1920، تأسس معهد الدراسات الدينية تحت إشراف كارل كليمين. وبعد الحرب العالمية الثانية، التي كانت نقطةً فاصلةً ثانيةً في تاريخ المركز، دُشنت معاهد منفصلة ومستقلة للدراسات الآسيوية. وبدأت تلك الحركة "الانفصالية" بـتأسيس معهد خاص بالدراسات الهندية في عام 1955، وتلاه آخر للدراسات الصينية والوسط آسيوية في عام 1964، ثم معهد الدراسات اليابانية في عام 1966، وأخيراً معهد تاريخ الفنون الشرقية عام 1981.

الطلاب معظمهم ألمان

Wandelhalle
الفناء الداخلي لكلية الفلسفة والعلوم الدينية بجامعة بونصورة من: DW

أما النقطة الفاصلة الحقيقية، فكانت في عام 2005، كما يقول المُنسق الحالي للمركز أولريش فولمار في حوار مع موقعنا، فلقد تم آنذاك توحيد كل المعاهد الشرقية والآسيوية تحت سقف واحد وتحت اسم واحد، ألا وهو "مركز الدراسات الشرقية والآسيوية". ويدرس بالمركز حالياً نحو 2200 طالب وطالبة. يتوزع هؤلاء الطلاب على تسعة أقسام جديدة هي: التاريخ الفني الآسيوي والإسلامي؛ الدراسات الهندية؛ الدراسات الإسلامية؛ الدراسات اليابانية؛ دراسات المغول والتبت؛ اللغات الشرقية والآسيوية؛ الدراسات الدينية؛ لغة وتاريخ الصين؛ دراسات جنوب شرق آسيا. ويشرف على الدراسة بالمركز 12 أستاذاً جامعياً، وأكثر من ثلاثين باحثاً في المجالات المعنية. ويُفيد فوللمار بأن الألمان يشكلون الغالبية العظمى للطلاب قائلاً: "إن الطلاب الألمان يُشكلون حوالي 80 بالمائة من إجمالي عدد طلاب شهادة البكالوريوس، ويقبلون في الغالب على دراسة اللغات الصينية واليابانية والهندية".

Studieren in Deutschland: International studieren
الطلاب يقبلون غالباً على اللغات الصينية واليابانية والهندية لأسباب اقتصادية

ويعلل فوللمار تلك الظاهرة قائلاً: "إن الأمر يتعلق بعوامل اقتصادية بحتة. فالطالب الألماني يقبل على دراسة تلك اللغات الثلاث، ليتسنى له العمل في تلك البلاد مُستقبلاً". ويعكس ذلك اتجاه العولمة من دول الشمال إلى الجنوب، واتجاه الدفة من أوروبا وأمريكا إلى الصين واليابان والهند. وهو وضع لا يخفى على الشباب الألماني. فتفوق العمالة الصينية والهندية على العمالة الغربية بات أمراً متوقعاً، إن لم يكن عاجلاً فآجلاً. ويُكمل فوللمار قائلاً: "إن تواجد الطلاب العرب ضئيل جداً بالمركز. فعلى سبيل المثال، لا يوجد لدينا طالب مصري واحد. أما من المغرب، فلا يوجد سوى طالبين". ويرجع ذلك إلى اتجاه غالبية الطلاب العرب – الوافدين إلى أوروبا – إلى الدراسة والتخصص في مجالات الطب والعلوم والهندسة.

لغتان آسيويتان أمر لا مفر منه

ويشترط المركز على طلابه تعلُم لغة آسيوية - من اللغات الإحدى عشر – في العام الأول من الدراسة. فمن بين العربية والصينية والهندية والإندونيسية واليابانية والكورية والمغولية والفارسية والتبتية والتركية، يقوم الطالب باختيار لغة واحدة بجانب مادتي "التاريخ الآسيوي" و"التطور الحديث للقارة الآسيوية"، وهما من المواد الإجبارية في المنهج الدراسي. أما المواد الاختيارية، فهي تبدأ من العام الثاني، مُركِزَةً على المناطق الآسيوية المختلفة، ومُعطيةً الفرصة للطالب لمزيد من التعمق والتخصص. وبإمكان الطالب أن يختار مواد قانونية واقتصادية أولية – إضافية – تبعاً للمهنة التي يريد أن يتخصص فيها مستقبلاً. إلا أن الطالب لا يستطيع أن يُكمل العام الثاني دون دراسة لغة آسيوية أخرى، غير تلك التي اختارها في العام الأول.

البكالوريوس بعد 3 سنوات فقط

Studieren in Deutschland
الطلاب الألمان يُمثلون 80 بالمائة من إجمالي طلاب المركز

وتعتبر فترة الدراسة بالمركز قصيرة المدى، إذا ما قارناها بالدراسة في الكليات الأخرى. فطلاب المركز يحصلون على شهادة البكالوريوس بعد ثلاث سنوات، وعلى شهادة الماجستير بعد مرور سنتين من الحصول على شهادة البكالوريوس. وكما يشير كُتيب المركز، فإن "هدف دراسة الماجستير في المركز يتمثل في تحفيز الطلاب – من خلال توفير مواد علمية كثيرة عبر مداخل مختلفة – على أن ينتهجوا في النهاية نهجاً بحثياً مستقلاً ذاتياً نابعاً من رؤاهم الخاصة"، وهو الأمر الذي لا يتوفر في الجامعات العربية التي تُملي على طالب الدراسات العليا اختيار مناهج بحثية مُعينة.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد