1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مخاوف من تسليح المعارضة السورية ومن عدمه

٢ أبريل ٢٠١٢

إلتأم مؤتمر" أصدقاء سوريا" مباشرة بعد قمة بغداد التي لم تقدم حلولا عاجلة للأزمة السورية.ولم يكن موضوع دعم أو تسليح الجيش السوري الحر محلَ اتفاق في مؤتمر اسطنبول، بينما تشير تقارير إلى تعهد دول خليجية بالقيام بالمهمة.

https://p.dw.com/p/14WfB
صورة من: AP

لم تشر مجموعة أصدقاء سوريا إلى دعم أو تسليح الجيش السوري الحر، لكنها قالت إنها "ستواصل العمل بشأن تدابير إضافية لحماية الشعب السوري ". بعض دول الخليج، وفي طليعتها السعودية وقطر، قد تفسر هذه العبارة باعتبارها ترخيصا لتقديم الأموال للجيش السوري الحر. لكن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون كانت أكثر وضوحا بشأن المساعدات إلى المعارضة المسلحة السورية حين قالت أمام المؤتمر في اسطنبول إن حكومتها تقدم "معدات اتصالات لتسمح للنشطاء بتنظيم أنفسهم وتجنب هجمات النظام وتتيح لهم الاتصال بالعالم الخارجي" .

اجتماع اسطنبول ضم وزراء من الولايات المتحدة وأوروبا ودول عربية ولكن الدولتين الكبريين الصين وروسيا كانتا غائبتين مما يعكس عدم توحد الاستجابة الدولية للازمة السورية.

Treffen Freunde von Syrien in Istanbul
رئيس وزارء تركيا اردوغان ونظيره القطري حمد بن جاسم آل ثانيصورة من: Reuters

وعود خليجية بدفع رواتب الجيش الحر

تسريبات صحفية نقلتها وكالة أنباء رويترز أشارت إلى أن 4 دول خليجية ستدفع رواتب الجيش السوري الحر، وهذا يثير أسئلة عن هوية هذا الجيش، عن هذه الأسئلة أجاب عضو المجلس الوطني السوري المعارض وليد البني الذي تحدث من قاعة المؤتمر في اسطنبول إلى DW نافيا علمه بقيام دول خليجية بدفع رواتب الجيش السوري الحر ومؤكدا " أن الجيش الحر يجب أن يدعم، ولابد من دعم الجنود الذي تركوا نظام الأسد بالمال والمعدات، وإذا كانت هناك جهة واحدة قادرة على حماية الناس وممتلكاتهم، فهل من العدل أن يتركها المجتمع الدولي دون دعم".

و أذا صحت توقعات المراقبين لجهة الدعم الذي يمكن أن تقدمه قطر والسعودية، فإن البعض يتوقع أن يتصدر السلفيون والإسلاميون المعارضة السورية، وهو أمر قد لا يسر الأطراف الليبرالية والعلمانية في هذه المعارضة، لكن وليد البني يختلف مع هذا الرأي ويرى " أن المعارضة السورية في الداخل ليست سلفية أو إسلامية بل هي من هؤلاء ومن العلمانيين والمسيحيين و من كل الأطياف، والجيش الحر هم مجموعة منشقة عن الجيش السوري ترفض إطلاق النار على أبناء شعبهم، وهم بالتالي يشكلون نوعا من الحماية للشعب من بطش النظام".

"السعودية تريد تسليح جماعات قريبة جدا لتنظيم القاعدة"

وزارة الخارجية الروسية أعلنت اليوم 02.04.2012 أن مؤتمر "أصدقاء سوريا" الذي عقد في اسطنبول الأحد يتناقض مع "أهداف تسوية سلمية للنزاع" في هذا البلد. وأشار بيان الوزارة إلى أن "النوايا والتأكيدات التي تم التعبير عنها في اسطنبول من اجل دعم مباشر بما في ذلك عسكري ولوجستي للمعارضة المسلحة (...) يتناقض بشكل لا جدل فيه مع أهداف تسوية سلمية للنزاع". كما عبرت موسكو عن أسفها للطابع "الأحادي" للاجتماع الذي "لم تكن الحكومة السورية ممثلة فيه".

وفي نفس السياق حذر العراق الدول العربية اليوم الأحد من تسليح مقاتلي المعارضة الذين يسعون للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد ودعمهم ماليا قائلا إن مثل هذه الخطوة من شأنها تصعيد الصراع. ردود الفعل هذه جاءت إثر دعوات علنية متكررة صدرت عن السعودية وقطر لتسليح المعارضة السورية، وفي هذا السياق تحدث فؤاد إبراهيم الباحث والمعارض السياسي السعودي إلى DW مشيرا إلى " أن السعودية لا تريد تسليح المعارضة السورية، بل تسليح جماعات كانت تحمل السلاح ضد حكومة الأسد منذ البداية، وهي جماعات قريبة جدا لتنظيم القاعدة، وأنا شخصيا أرى أن محاولة تجري لإعادة توظيف فروع تنظيم القاعدة في العراق وفي لبنان وبلاد الشام وشمال أفريقيا وأوروبا وليبيا وتوجيهها إلى سوريا".

وكان مسؤولون في الاستخبارات الاميركية قد أشاروا في وقت سابق لاحتمال تورط القاعدة في التفجيرات التي وقعت في دمشق. وكررت السلطاات السورية اتهاماتها بوجود ما تصفهم بـ"جماعات إرهابية". ومن جهتها نفت قوى المعارضة السورية أي صلة لها بالتفجيرات واتهمت أجهزة نظام الأسد بالوقوف وراءها، وتشدد المعارضة على أن منشقين عن الجيش السوري رفضوا أوامر باطلاق النار على المدنيين، يشكلون قوام الجيس السوري الحر الذي يواجه قوات نظام الأسد.

Guido Westerwelle Treffen Freunde von Syrien in Istanbul
وزير الخارجية الالماني غيدو فيستر فيله في مؤتمر اصدقاء سوريا باسطنبولصورة من: Reuters

"الأسد وعد بتنفيذ خطة انان إلا انه شن هجمات جديدة "

صحيفة البعث السورية اعتبرت اليوم إن مؤتمر اسطنبول يؤكد حجم "التورط الخارجي في تأجيج الإحداث"، فيما أشار الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله من جانبه إلى أن حديث التدخل العسكري في سوريا قد انتهى بنهاية قمة بغداد، مؤكدا "أن إسقاط النظام بالخيار العسكري من الداخل قد انتهى أيضا، والمطلوب حل سياسي للازمة".

وتضع المخاوف من تسليح المعارضة السورية سيناريو تشير تفاصيله السوداوية إلى احتمال تسرب هذا التسليح إلى أجنحة إسلامية أصولية متطرفة تعتبرها أغلب دول العالم تنظيمات إرهابية، وهو رأي المعارض السعودي فؤاد إبراهيم عن اعتقاده" أن السعودية وقطر تلعبان على التناقضات الداخلية في سوريا وتسعيان لاستثمار تنظيم القاعدة للوصول إلى مشاريع سياسية خاصة بهما". بينما تشدد الرياض على أن النظام السوري لم يترك المجال لخيار أمام شعبه غير خيار مواجهته عسكريا، وقد أكد الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي في تصريح صحافي"ندعم تسليح المعارضة (....) ولو كانت قادرة على الدفاع عن نفسها لكان بشار الاسد انتهى منذ زمن".

وكانت كبيرة الدبلوماسية الأمريكية هيلاري كلينتون قد قالت أمام مؤتمر اسطنبول، إن "الأسد وعد بتنفيذ خطة انان إلا انه شن هجمات جديدة على مدن سورية ومنع تسليم المساعدات"، ودعت إلى تشديد العقوبات وإلى دعم جهود المعارضة لقيام رؤية ديمقراطية وتعددية لسوريا المستقبلية، معلنة عن مساعدة إنسانية إلى سوريا بقيمة 12 مليون دولار.

ملهم الملائكة

مراجعة: منصف السليمي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد