مجموعة العشرين: ماذا يعني هذا النادي في الحقيقة؟
٢٩ نوفمبر ٢٠١٨مجموعة العشرين هي تجمع لـ 19 دولة بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي. ولقاءات هذه القمة تتركز على وجه الخصوص على موضوعات السياسة الاقتصادية. يعقد اللقاء عادة مرة واحدة سنويا. والقرارات التي يتم اتخاذها ضمن بيانات ختامية هي إعلانات نوايا سياسية وغير ملزمة قانونيا.
وتمثل دول مجموعة العشرين نحو ربع سكان العالم وأكثر من 80 في المائة من المردودية الاقتصادية العالمية. وتضم مجموعة العشرين أهم الدول الصناعية والناشئة الـ 19 كالأرجنتين وأستراليا والبرازيل والصين وألمانيا وفرنسا وبريطانيا والهند وأندونيسيا وإيطاليا واليابان وكندا والمكسيك وروسيا والعربية السعودية جنوب أفريقيا وكوريا الجنوبية وتركيا والولايات المتحدة الأمريكية وكعضو عشرين الاتحاد الأوروبي. كما يشارك في لقاءات القمة ممثلون عن منظمات دولية مثل البنك العالمي وصندوق النقد الدولي.
منذ متى تُعقد قمة مجموعة العشرين؟
أصل قمة مجموعة العشرين يعود لقمة الدول السبع الكبرى الأهم صناعيا في كولونيا الذي انعقد في يونيو/ حزيران 1999. هناك اتفق رؤساء دول وحكومات الدول السبع الكبرى على استخلاص العبر من الأزمات وذلك خلال أزمة آسيا في 1997، وجمع أهم الفاعلين الاقتصاديين عالميا بانتظام حول طاولة واحدة. ومنذ سبتمبر 1999 يجتمع وزراء المالية ورؤساء بنوك أهم الدول الصناعية والناشئة للتفاهم حول إجراءات الاستقرار المالي في العالم. ومن يصبح جزءا من مجموعة العشرين، أقره سابقا رؤساء دول وحكومات الدول السبع الكبرى تبعا لمعايير جغرافية وإقليمية. وهذا تسبب منذ البداية في انتقادات، لأن ماليزيا مثلا كممثل عن جنوب شرق آسيا كانت ترغب في الانضمام إلى المجموعة. وعوض ذلك انضمت إندونيسيا.
ومنتدى مجموعة العشرين الكبرى الذي يشارك فيه رؤساء الدول والحكومات انبثق لأول مرة في 2008 بعد الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية. حيث يوضح المشاركون " نحن مصممون على تعميق تعاوننا والتكاتف فيما بيننا لإيجاد النمو العالمي وإدراج الإصلاحات الضرورية في النظام المالي العالمي"، وذلك كما أعلن رؤساء دول وحكومات مجموعة العشرين في منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2008 في واشنطن.
والجانب المضيف لقمة مجموعة العشرين الأولى كان الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش. وأصدر ممثلو الدول كجزء من بيانهم فصلا بعنوان "الاعتراف باقتصاد عالمي منفتح"، وفيه يتم التأكيد على "الأهمية الحاسمة" في الكفاح ضد الإجراءات الوقائية ويتم تحذير البلدان من الاهتمام في أوقات الأزمات بنفسها فقط. وبعدها بنصف سنة قبل انعقاد القمة الثانية لمجموعة العشرين في لندن، أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب مؤخرا باراك أوباما أن "الولايات المتحدة مستعدة لتحمل القيادة".
الأهمية الحالية لقمة مجموعة العشرين
منذ أن بدأ دونالد ترامب الحكم في البيت الأبيض، فإنه وضع علامات استفهام على نظام السياسة الاقتصادية حيث خالف سياسة الرئيس السابق باراك أوباما بإقراره سياسة "أمريكا أولا" والرسوم الجمركية المفروضة ضد الصين والاتحاد الأوروبي. وابتعد عن قواعد لعبة مجموعة العشرين المعهودة. فمنذ البداية لم يخف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تغريداته عبر تويتر وخطاباته أنه متمسك بسياسة "أمريكا أولا" وليس التعاون عبر المنتديات أو المنظمات الدولية.
وسبق لترامب أن أوضح خلال قمة هامبورغ في صيف 2017 أنه بدون مساندة أكبر قوة اقتصادية لا يمكن لمنتدى مثل مجموعة العشرين أن يحقق النجاح. وبعد خلافات طويلة حول مبادئ التجارة الدولية والتعرفة الجمركية والمسؤولية العالمية تجاه حماية المناخ صدر لأول مرة بيان ختامي عن مجموعة العشرين بدون الإجماع الضروري، بل ظل الخلاف قائما، وذلك في قضايا حماية المناخ.
وبعد مرور سنة وسط دوامة تصعيد أطلقها ترامب بسبب التعرفة الجمركية وأخرى مضادة مصحوبة باتهامات قوية ضد شركاء تجاريين لأمريكا قد يحصل خلاف جديد: ربما لن يصدر في الأرجنتين بيان ختامي مشترك، كما عُلم في أوساط الجهات المنظمة لقمة رؤساء الدول والحكومات. وبعض الفاعلين مثل الدولة المضيفة الأرجنتين يأملون في تفادي هذه الحقيقة.
توماس كولمان/ م.أ.م