مجلس الأمن يناقش حظراً جوياً والقذافي يهاجم فرنسا وبريطانيا

قدم لبنان، بالنيابة عن جامعة الدول العربية ، الثلاثاء مسودة مشروع قرار يدعو مجلس الأمن الدولي إلى فرض منطقة حظر طيران وإجراءات جديدة لتشديد العقوبات على ليبيا. من جانبه أعلن سفير فرنسا لدى الأمم المتحدة، جيرار ارو، أن بلاده وبريطانيا أكدتا دعمهما لفكرة صدور قرار يتضمن إمكانية فرض حظر جوي في ليبيا بالرغم من معارضة عدة قوى لهذا المشروع. وقال ارو للصحافيين إن "الوقت يداهمنا وخلال الساعات المقبلة اقل ما يمكننا القيام به هو فرض منطقة حظر جوي". ومع ذلك ليس من المقرر إجراء أية عملية تصويت خلال الساعات ال24 المقبلة. في هذا السياق قال الدبلوماسي الفرنسي "نحن متأثرون جدا لتدهور الوضع على الأرض وان تتقدم القوات الموالية للقذافي بسرعة كبيرة وأن لا يتحرك المجلس". وسوف تتواصل المحادثات حول مشروع القرار هذا من قسمين اليوم الأربعاء ولكن ارو قال إنه لا يتوقع إجراء أي تصويت عليه قبل الخميس.

ويتضمن مشروع القرار قسما اقترحه لبنان باسم الجامعة العربية ويدعو إلى فرض منطقة حظر جوي لحماية المدنيين وقسما أخر أعدته فرنسا وبريطانيا ويدعو إلى فرض عقوبات معززة ضد نظام القذافي.

مشاركة الدول العربية في حظر جوي محتمل

ويبدو أن روسيا والصين اللتين تتمتعان بحق النقض في مجلس الأمن تعارضان مثل هذا الإجراء. كما ن البيت الأبيض دافع من ناحيته الثلاثاء عن موقف باراك اوباما المتحفظ بشأن فرض منطقة حظر جوي في ليبيا. ومن ناحيته، ل سفير الصين لدى الأمم المتحدة لي باودونغ إن "بعض الدول الأعضاء (في المجلس) عندها أسئلة وهي بحاجة لإيضاحات قبل اتخاذ أي قرار".

وتشكل المشاركة العربية في مشروع القرار عاملا حاسما في المحادثات، وبالرغم من أن الجامعة العربية قد دعت إلى فرض منطقة حظر جوي فان ايا من أعضائها لم يتطوع للمشاركة في تطبيق هذا الحظر كما أن الدول العربية شددت على عدم حصول تدخل أجنبي في ليبيا. في هذا السياق قال سفير ألمانيا لدى الأمم المتحدة بيتر ويتيغ "لقد طرحنا أسئلة ونعتقد أن قسما منها سيبقى بدون أجوبة مثل المشاركة العربية في هذا الإجراء ومعرفة ما إذا كان تطبيق فرض منطقة حظر جوي لن يتعارض مع نوايا الجامعة العربية نفسها".

القذافي: سنقاتل حتى لو يفنى الشعب الليبي كله

وشن القذافي هجوما عنيفا على من يساندون فرض منطقة لحظر الطيران فوق ليبيا وحث الليبيين على حمل السلاح والاستعداد للتصدي لغزو محتمل من الدول الغربية. وقد وجه انتقادات عنيفة لفرنسا وبريطانيا بسبب موقفهما من الأحداث التي تشهدها ليبيا. وقال إن فرنسا نسيت هزيمتها المنكرة في الجزائر وفي فيتنام وفي كل مكان وراحت ترفع عقيرتها مرة ثانية. أما بريطانيا "التي انتهت وأصبحت أثرا بعد عين، ترفع عقيرتها ولسانها وتقول إنها هي أيضا تريد أن تهجم على ليبيا".

وجدد العقيد الذي يحكم ليبيا منذ نحو 42 سنة، تصميمه على هزيمة "هذه المؤامرة الاستعمارية"، و"سحق" من أسماهم بـ "الأعداء" سواء كانوا من الداخل أو الخارج، وقال "نحن قابلون التحدي وسنحرر ليبيا شبرا شبرا". وقال إن فرنسا وأمريكا وبريطانيا سوف تهزم وسينتصر الشعب الليبي "وستنتصر الحرية"، مؤكدا أن "البترول حياتنا، سنقاتل من أجل بترولنا حتى لو يفنى الشعب الليبي كله".

وميدانيا قالت السلطات الليبية إنها سيطرت على اجدابيا. وقال خالد الكعيم وكيل وزارة الخارجية الليبية لفرانس برس لقد تجاوزنا اجدايبا والقوات في طريقها إلى بنغازي". بيد أن الناطق العسكري باسم المجلس الوطني الانتقالي نفى ذلك وقال "لا تزال اجدابيا بأيدي الثوار". وأضاف "قصفوا المدينة من مسافة بعيدة. لكن حاليا الوضع جيد. حاولت وحدات من الجيش دخول المدينة لكن قواتنا تصدت لها".

(ع.ج.م/ أ ف ب/ رويترز/د ب أ)

مراجعة: حسن زنيند