1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مجدل شمس.. قرية صغيرة قد تشعل فتيل حرب شاملة في المنطقة!

محمد فرحان
٢٩ يوليو ٢٠٢٤

عقب الهجوم الصاروخي الذي أوقع 12 قتيلا، أعرب الكثير من سكان قرية مجدل شمس في الجولان عن مخاوفهم من ازدياد التوتر والتصعيد. وهناك خشية من اندلاع حرب شاملة في المنطقة. فكيف هو الوضع في مجدل شمس وما أهميتها الاستراتيجية؟

https://p.dw.com/p/4irCw
آثار الهجوم الصاروخي في ملعب كرة قدم بقرية مجدل شمس بالجولان، 27 يوليو/تموز عام 2024
ازدياد التوتر وقلق من اندلاع حرب واسعة شاملة في المنطقة بعد الهجوم الصاروخي الدامي في الجولانصورة من: Ammar Awad/REUTERS

في عبارة عفوية تسرد مخاوف سكان قرية مجدل شمس في الجولان، قالت الطالبة العشرينية أماني الصفدي "أرى أن الأمر تجاوز قدراتنا، انا خائفة جدا". وفي مقابلة مع فرانس برس الأحد (28 يوليو/ تموز)، أضافت أماني أن سكان بلدتها لم يتوقفوا عن سماع دوي الانفجارات خلال الأشهر العشرة الماضية.

وتعكس نبرة أماني، حالة القلق والخوف التي وجدت طريقها إلى سكان القرية التي بات اسمها القاسم المشترك لمعظم عناوين الصحف العالمية عقب الهجوم الصاروخي الذي أصاب ملعبا لكرة القدم في البلدة يوم السبت (27 يوليو/ تموز) وأسفر عن مقتل 12 فتى وفتاة قالت السلطات المحلية إن أعمارهم تتراوح بين 10 و 16 عاما.

مجدل شمس.. أكبر قرى الجولان

تعد قرية مجدل شمس كبرى قرى هضبة الجولان الذي احتلته إسرائيل عام 1967؛ إذ تبلغ مساحتها 12 كيلو متر مربع من مساحة الجولان الكلية البالغة 1860 كيلومترا مربعا. وتشير دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية إلى أن أكثر من 11 ألف درزي يعيشون في القرية من إجمالي نحو 20 ألف درزي في مرتفعات الجولان. وتشتهر مجدل شمس بالزراعة التي تعد العمود الفقري لاقتصاد سكانها، ويُقال إنها شهدت بداية زراعة التفاح بالمنطقة.

بعد احتلال الجولان عام 1967 تم ضمها عام 1981 إلى إسرائيل ودمج المنطقة في نظام المجالس المحلية الإسرائيلي بشكل رسمي في قرار لم يحظ باعتراف دولي باستثناء إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي أقر بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان في مارس / آذار عام 2019.

عشرات الآلاف شيعوا ضحايا الهجوم الصاروخي في مجدل شمس، 28 يوليو/ تموز 2024
حالة حزن تسود قرية مجدل شمس في الجولان عقب الهجوم الصاروخي وسط قلق حيال تزايد التصعيدصورة من: Ammar Awad/REUTERS

"وضع سياسي معقد"

قالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" في تقرير لها: إن الهجوم الذي طال مجدل شمس يسلط الضوء على "الوضع الأمني الهش" في الجولان. وأشارت الصحيفة إلى أن السكان الدروز في القرية والجولان بشكل عام، يعيشون في كنف "وضع سياسي معقد" داخل المجتمع الإسرائيلي، مضيفة أنهم يرفضون عروض الحصول على الجنسية الإسرائيلية.

وقالت الصحيفة إن معظم الدروز في الجولان يختارون "الإقامة الدائمة" بدل الجنسية، وعزت ذلك إلى الخوف من أن قبولهم للسيادة الإسرائيلية قد يعرض أفراد أسرهم داخل سوريا للخطر أو يعرضهم لخطر الاتهام بـ "الخيانة" من قبل دمشق في حالة إعادة المنطقة إلى سوريا.

وتمكن "الإقامة الدائمة" السكان الدروز في الجولان من الإقامة والعمل في إسرائيل، لكن لا يحق لهم التصويت في أي انتخابات إسرائيلية أو الحصول على جواز سفر إسرائيلي.

وأوضحت الصحيفة أنه بعد عام 1967، شجعت الحكومة السورية الحفاظ على الروابط مع السكان الدروز في الجولان من خلال دعم العلاقات التجارية وحتى السماح بالدراسة مجانا في المؤسسات الأكاديمية السورية، فضلا عن الزواج بين الدروز في الجولان والدروز على الطرف الآخر من الحدود في سوريا.

وفي عام 2022، أفادت منصة التحقيق الإسرائيلية "شومريم" بارتفاع عدد الدروز في الجولان الذين تقدموا للحصول على الجنسية الإسرائيلية، مشيرة إلى أنه في عام 2021، بلغ عدد طلبات الحصول على الجنسية الإسرائيلية بين السكان الدروز في الجولان 239، مقارنة بـ 75 في عام 2017 وأربعة فقط في عام 2010.

مجدل شمس، هل تؤدي لاندلاع حرب شاملة في لبنان؟

وتشير بيانات إسرائيلية رسمية إلى أن إجمالي عدد الدروز في الجولان ممن يحملون الجنسية الإسرائيلية بلغ 4300 في عام 2022 ما يمثل 20 بالمئة من السكان. ونقلت شبكة "سي إن إن" الإخبارية عن مجلس إدارة قرية مجدل شمس القول إنه "لم يكن أي من الدروز الذين قُتلوا في هجوم السبت يحملون الجنسية الإسرائيلية".

وشكّلت مسألة الجولان عقبة أساسية في مباحثات السلام الاسرائيلية السورية التي انطلقت في التسعينات. وبعدما ساد الهدوء نسبيا المناطق الحدودية على مدى عقود بعد اتفاق فض الاشتباك، شهدت المنطقة توترابعد اندلاع الانتفاضة السورية عام 2011 بلغ أحيانا حد إطلاق قذائف من الجانب السوري، ما أثار ردود فعل من الجانب الإسرائيلي.

وتزايد التوتر في الجولان بشكل ملحوظ منذ هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي واندلاع الحرب في غزة، وما أعقبه من تبادل شبه يومي للقصف عبر الحدود بين إسرائيل وحزب الله.