متحف مدام توسو البرليني في رونق متميز
٨ يوليو ٢٠٠٨واجهة صغيرة على شارع الزيزفون Unter den Linden، احد أشهر شوارع العاصمة الألمانية برلين. قد يمر المرء أمامها، دون أن يكتشف بأنه يقف أمام الفرع الألماني لمتحف مدام توسو، وهو المتحف الذي يعرض تماثيل من الشمع لأبرز الشخصيات. يعد المتحف الرئيسي أحد المعالم السياحية في العاصمة البريطانية لندن، لما يجسده من شخصيات مشهورة في عالم السياسة والفن والرياضة وغيرها.
جدل حاد بسبب تمثال يمثل الزعيم النازي هتلر
افتتح متحف مدام توسو برلين يوم السبت الماضي (5 يوليو/ تموز 2008). وقد أثار قبل افتتاحه موجة من الجدل بسبب عرضه لتمثال يجسّد الزعيم النازي هتلر. وفي هذا السياق طالب الكثيرون بالاستغناء عن العرض لما يمثله صاحبه من رمز للاضطهاد والديكتاتورية. إلا أن القائمين على المتحف أصروا عليه، لاسيما وأن التمثال يظهر صاحبه" كشخص منهك وحزين بملامح تشبه ملامحه قبل وقت قصير من انتحاره"، على حد قول سوزانه كيلر، من طاقم إدارة المتحف. وتضيف كيلر: "أظن أننا بذلك حسمنا الجدل بشكل ممتاز". غير أن افتتاح المتحف لم يسر بهذا الشكل، فبعد دقائق على ذلك أقدم الزائر الثاني للمتحف على تهشيم رأس الزعيم النازي وفصله عن الجسد وهو يصرخ "لا حرب بعد اليوم". هذا الأمر استدعى إبعاد التمثال حتى إشعار آخر.
ميركل تستقبل زوار المتحف
على غرار المتحف الأم يعرض متحف مدام توسو البرليني 75 شخصية معروفة، تبدأ بشخصية المستشارة الألمانية انجيلا ميركل التي تستقبل زوار المتحف بابتسامتها المعروفة. وفي الطرف المقابل يقف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بطريقة تهكمية حاملاً هاتفاً محمولاً. وعن المتحف تذكر سوزانه كيلر من طاقم إدارته بأنه يمكن من خلاله التفاعل بين الناس والمعروضات. "هنا يستطيع الزائر التقاط الصور مع شخصيته المفضلة بالشكل الذي يرغبه"، تقول كيلر.
الشخصيات الهامة متعاونة
وعن تحضيرات صنع تماثيل الشخصيات الهامة تقول كيلر: "عادة ما تكون هذه الشخصيات متعاونة جداً ومتشوقة، فهذا أمر لا تقوم به كل يوم، وهو ويخرج عن إطار المواعيد الرسمية التي اعتادت عليها". وهذا ينطبق على المستشارة ميركل التي حضرت لمدة ساعتين لأخذ المقاسات والنقاش في التجسيد الذي تتصوره. الجدير بالذكر أن صنع التمثال الواحد يستغرق أكثر من ستة أشهر في لندن، أما تكلفته فقد تصل إلى حوالي مائتي ألف يورو.
الثورة الفرنسية وموهبة مدام توسو
أما عن مدام ماري توسو التي أسست هذه النوع من المتاحف فقد بدأت علاقتها بتماثيل الشمع منذ عامها السابع عشر. آنذاك كانت تعمل مدبرة منزل عند طبيب فرنسي انتبه إلى موهبتها في نحت الشخصيات. وقبل قيام الثورة الفرنسية في عام 1789 كانت تعمل نحاتة في قصر فرساي. أما بعد قيام الثورة فكانت تجلس عند عتبة المقصلة لتضع رؤوس الشخصيات المشهورة المقطوعة في سلتها، لتصنع فيما بعد قوالب من الشمع على شاكلتها. وواكب ذلك بداية تأسيس متحف يحمل اسمها في العاصمة لندن التي انتقلت إليها بسبب الركود الاقتصادي الذي ساد فرنسا آنذاك.