ماكرون يعول على بن سلمان لـ"تخفيف آثار حرب أوكرانيا"
٢٩ يوليو ٢٠٢٢اتفق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على العمل على "التخفيف من آثار الحرب في أوكرانيا" وفق ما أفادت الرئاسة الفرنسية الجمعة (29 يوليو/تموز 2022)، بعد محادثات يُنظر إليها على أنها إعادة اعتبار دبلوماسية للأمير السعودي.
على غرار الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي زار الرياض في وقت سابق من هذا الشهر، كان ماكرون حريصاً على الحصول على زيادة لإنتاج النفط من الحاكم الفعلي للسعودية الذي كان الغرب ينبذه إلى وقت قريب.
ولم يشر البيان الفرنسي إلى أي اتفاق، لكنه قال إن الرجلين اتفقا على "تكثيف تعاونهما لتخفيف آثار (الحرب) في أوروبا والشرق الأوسط والعالم".
واستقبل الرئيس الفرنسي ولي عهد المملكة مساء الخميس على عشاء عمل في قصر الإليزيه، أكد خلاله ماكرون "أهمية استمرار التنسيق الذي بدأ مع المملكة العربية السعودية في إطار تنويع مصادر الطاقة في الدول الاوروبية"، وفق البيان.
من جانبه، شكر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الجمعة الرئيس الفرنسي على "الحفاوة" التي خصه بها خلال المحادثات التي أثارت غضب المنظمات الحقوقية.
"عشاء لرد الاعتبار"..
كان عشاء الخميس أحدث مبادرة لرد الاعتبار الدبلوماسي للحاكم الفعلي للمملكة السعودية بعدما أصبح الأمير البالغ من العمر 36 عامًا منبوذًا في الغرب إثر مقتل الصحافي في واشنطن بوست جمال خاشقجي في إسطنبول عام 2018.
وعاد قادة الغرب للتودد إلى الأمير في وقت يبحثون فيه بشكل عاجل عن مصادر جديدة للطاقة لتحل محل تراجع الإمدادات الروسية.
وخلال مأدبة العشاء، طلب ماكرون من الأمير محمد بن سلمان مساعدة أوروبا في الاستغناء عن النفط والغاز من روسيا، بحسب ما أوردته وكالة بلومبرج للأنباء اليوم.
..والغاز على طاولة النقاش
وأكد بيان نشره مكتب ماكرون بشكل كبير على التنسيق بين الدولتين، وقال إن ماكرون "شدد على أهمية استمرار التنسيق مع السعودية لتنويع مصادر إمدادات الطاقة للدول الأوروبية".
وتبحث الدول الأوروبية، منذ بدء روسيا لأوكرانيا في 24 شباط/فبراير الماضي، عن بدائل للنفط والغاز من روسيا، وتواصل ماكرون مع قادة دول منتجة للنفط لتسهم في ذلك، وقد استقبل رئيس دولة الإمارات محمد بن زايد في باريس مؤخرا، كما تحدث مع نظيره الإيراني عبر الهاتف.
وقال مسؤول في مكتب ماكرون قبل الاجتماع إن الرئيس يعتزم تطرق إلى توقعاته بشأن نتائج اجتماع مقبل مع الدول المصدرة للنفط (أوبك) وأوصى المجموعة بزيادة إنتاج النفط للمساعدة في خفض الأسعار، لكنه لا يتوقع أي إعلان، أو التزامات على الفور.
وبينما أثارت غضب النقاد التحية بقبضة اليد بين بايدن وبن سلمان، صافحه ماكرون على سلم قصر الإليزيه وربت على يده. وقال النائب اليساري البارز اليكسيس كوربيير لتلفزيون "بي اف ام" الجمعة "صافح مطولا يد رجل ملطخة بالدماء".
لكن حلفاء الرئيس الفرنسي دافعوا عن لقاء انتشرت صوره على نطاق واسع على أنه تجسيد "للسياسة الواقعية" - وهو ما يعني وضع الاحتياجات العملية فوق المبادئ في السياسة الخارجية.
يقول محللون إن السعودية هي من بين دول قليلة في العالم لديها القدرة على زيادة إنتاجها النفطي، على الرغم من أن هامش المناورة لديها محدود.
وقال وزير الخدمات العامة ستانيسلاس غيريني، وهو حليف مقرب من ماكرون، لإذاعة أوروبا 1 الجمعة "هناك شركاء، دول لا تشترك جميعها في قيم فرنسا الديموقراطية نفسها". واضاف "لكنني أعتقد انه سيكون من الخطأ عدم الكلام وعدم محاولة الدفع بالأمور قدما".
وقال إن دور الرئيس هو "حماية الشعب الفرنسي (...) القيم الفرنسية وصوت فرنسا وحقوق الانسان حملها الرئيس الليلة الماضية كما هي العادة". وقالت رئيسة منظمة العفو الدولية أنييس كالامار لوكالة فرانس برس إن الزيارة "أشعرتها بقلق عميق".
ع.ح./ع.ج.م. (أ ف ب، د ب ا)