مئات الآلاف يتظاهرون مطالبين بتنحي الرئيس اليمني ومحاكمته

خرجت حشود ضخمة في أنحاء اليمن اليوم الجمعة للمطالبة بالرحيل الفوري للرئيس اليمني علي عبد الله صالح بدلا من تسليمه السلطة تدريجيا كما ينص اتفاق يرعاه مجلس التعاون الخليجي من المفترض أن يتم توقيعه خلال يومين. فقد تظاهر في منطقة شارع الستين في صنعاء نحو 100 ألف محتج من المناهضين لصالح وغطت المظاهرة، وفقا لرويترز، مسافة خمسة كيلومترات في اليوم الذي أطلق علي الثوار عليه اسم "جمعة الوفاء للشهداء"، الذي بلغ عددهم نحو 142 متظاهرا خلال ثلاثة أشهر من الاحتجاجات في أنحاء اليمن.

وسار المتظاهرون على طول جادة الستين هاتفين "ارحل فورا" في إشارة إلى الرئيس اليمني، مرددين أيضا شعارات تدعو إلى محاكمة صالح على "المجزرة" بحق المتظاهرين وخصوصا مقتل 13 شخصا الأربعاء الماضي برصاص الشرطة. وكرروا الثوار رفضهم مشروع التسوية الذي اقترحته دول مجلس التعاون الخليجي ودعوا أحزاب المعارضة اليمنية إلى عدم توقيعه. ولم تشهد تظاهرات الجمعة التي جرت وسط تدابير أمنية مشددة، أعمال عنف وتفرق المشاركون فيها بهدوء وفق مراسلي فرانس برس.

وقال خطيب الجمعة أمام الثوار إن اليمنيين سيواصلون ثورتهم بقوة وإنهم لن يتراجعوا حتى لو قدموا مليون شهيد. وانتهت المظاهرات بجنازة لقتلى الأربعاء الماضي حيث مرت النعوش الخشبية بين آلاف الأيدي التي حملتها بينما هتف بعض المتظاهرين "الشعب يريد محاكمة القاتل".

ووفقا لرويترز خرج عشرات الآلاف (نحو مليون وفقا لتقديرات وكالة الأنباء الألمانية) في عموم اليمن في تظاهرات مناهضة للنظام، لاسيما في مدن إب والبيضاء والحديدة حيث قال ناشطون إن مسلحين بملابس مدنية أطلقوا النار وجرحوا عشرة متظاهرين قبل أن تفض قوات الأمن المسيرة الاحتجاجية. وقالوا إن نحو 13 متظاهرا آخرين اعتقلوا لأسباب غير معروفة.

وفي موقع أخر من العاصمة اليمنية خرج عشرات الآلاف من الموالين لصالح خرجوا أيضا في مسيرة في يوم أطلقوا عليه اسم "جمعة الشرعية الدستورية" وهم يلوحون بالأعلام اليمنية وصور الرئيس ورددوا هتاف "الشعب يريد علي عبد الله صالح". وتحدث صالح أمام مؤيديه قائلا إن جموع الشعب اليمني قالت كلمتها وهي "نعم نعم للشرعية الدستورية. لا للانقلابات. لا للفوضى لا لقتل النفس المحرمة."

من جانبها حذرت منظمة هيومان رايتس ووتش الرئيس اليمني من استخدام الحصانة من المحاكمة التي سيمنحه اياها اتفاق تسليم السلطة كتصريح مفتوح بمهاجمة المتظاهرين سلميا. وقال جو ستورك نائب مدير قطاع الشرق الأوسط في المنظمة التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها "الرئيس صالح وهؤلاء الذين ينفذون أوامره يجب أن ينتبهوا: لن يعفيكم أي اتفاق حصانة من المسؤولية عن القتل غير المشروع المنتشر."

(ع.ج.م/ رويترز، أ ف ب، دب أ)

مراجعة: حسن زنيند