مؤتمر دولي يبحث خطة عالمية لمواجهة خطر أنفلونزا الطيور
تشهد العصمة السويسرية جنيف حالياً مؤتمرا دوليا حول أنفلونزا الطيور بمشاركة حوالي أربعمائة من الخبراء يناقشون على مدى ثلاثة أيام خطة عالمية لمواجهة الوباء. وتشارك في المؤتمر، الذي يعد الأكبر من نوعه حول المرض على الصعيد العالمي، أربع منظمات دولية هي منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) والمكتب الدولي للأوبئة الحيوانية ومنظمة الصحة العالمية والبنك الدولي.
خطة عمل دولية
ويتوقع أن يبحث المؤتمر قضايا عدة منها المساعدات المالية لبعض الدول الأكثر فقرا في العالم إضافة إلى سيل تحسين إجراءات المراقبة بهدف تدعيم أنظمة الوقاية من فيروس انفلونزا الطيور. وتعمل المنظمات الدولية على الاستفادة من مستوى التحرك العالمي الحالي لمواجهة المرض ووضع خطة عمل دولية بكلفة 175 مليون دولار لمواجهته لدى الطيور الداجنة. وقد تم حتى الآن تامين مبلغ 30 مليون دولار فقط منها أتت من ألمانيا واليابان وهولندا والولايات المتحدة. ويقدر البنك الدولي أن الأمر سيتطلب ما مقداره 400 إلى 500 مليون دولار لمساعدة بعض الدول على الاستعداد لمواجهة الوباء.
ورغم هذا الاهتمام الكبير بالموضوع إلا انه من غير الواضح حتى الآن ماذا سيتمخض عن هذا المؤتمر من الناحية العملية وماذا سيطلب من الحكومات والجهات الصحية عمله في ظل الانتقادات التي وجهت إلى مؤتمرات سابقة مشابهة. وتأمل منظمة الصحة العالمية التوصل إلى خطة عمل يتحدد بموجبها ماذا يجب عمله الآن، وما هي الخطوات التالية وسبل التمويل اللازمة.
المسؤولية جماعية وعالمية
فيروس أنفلونزا الطيور لا يعرف الحدود ولا يتوقف عندها وبالتالي فان المسؤولية جماعية على عاتق المجتمع الدولي. ومما يتطلبه ذلك تكاتف جهود جميع الحكومات والسلطات المختصة وتنسيق التعاون بينها."هذا هو الوقت المناسب لكي تلتقي الدول وتتشاور فيما بينها وتبدأ بالتخطيط"؛ كما يقول المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، ديك تومسون. ويضيف المسؤل الدولي أن "المشكلة تؤخذ في الوقت الحالي على محمل الجد لذلك اعتقد أن الاهتمام الرسمي بها قد ازداد".
استراتيجية محاصرة المرض
يعتقد الخبراء بان أفضل السبل لمواجهة المرض هي محاصرته جغرافيا في الاماكن الموجود فيها وكذا الحد من خطر انتشاره ووصوله إلى الإنسان. ويعتقد جوزيف دومينيتش كبير الأطباء البيطريين في منظمة الأغذية والزراعة انه "لا تزال توجد فعليا نافذة لتقليل خطر تطور فيروس اتش5ان1 إلى عدوى بشرية" وذلك من خلال السيطرة على الفيروس في مناطق تواجده. ويعترف المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية بأنه وان كان من غبر المعروف حتى الآن ماذا كان الفيروس سوف ستحول إلى وباء أم لا أو متى ومدى خطورة هذا الوباء إن حدث، لكن "لا يوجد سبب للاعتقاد بان ذلك لن يحدث" اليوم أو بعد ثلاثين سنه، على حد تعبير تومسون. لذلك لابد من وجود حلول عملية لمواجهة الخطر. ويقترح تومسون مساعدة الدول التي ينتشر فيها المرض مثل فيتنام وكمبوديا لان وجوده فيها يهدد الجميع. ويعود السبب في ذلك إلى أن قدراتها الذاتية لا تمكنها من مواجهته. ويأتي هذا التحرك الدولي في الوقت الذي أعلنت فيه الصين عن ظهور بؤرة جديدة لفيروس أنفلونزا الطيور خلال اشهر.