مواجهات دامية بين قوات حفتر ومليشيات إسلامية
٢٥ ديسمبر ٢٠١٤أعلنت مصادر عسكرية متطابقة "مقتل 19 جنديا في سرت والسدرة إثر هجمات لمليشيات فجر ليبيا الإسلامية التي تسببت في احتراق أول خزانات النفط الخام في مرفأ السدرة أكبر المرافيء النفطية في ليبيا" بحسب وكالة فرانس برس.
وتحاول هذه المليشيات التي بدأت هجماتها على ما يعرف بمنطقة الهلال النفطي منذ نحو أسبوعين، السيطرة على هذه المنطقة التي تعد أغنى مناطق البلاد بالنفط. وتضم منطقة الهلال النفطي مجموعة من المدن بين بنغازي وسرت (500 كلم شرق العاصمة وتتوسط المسافة بين بنغازي وطرابلس)، وتحوي المخزون الأكبر من النفط إضافة إلى مرافئ السدرة وراس لانوف والبريقة وهي الأهم في ليبيا.
وقال مصدر عسكري لفرانس برس إن "19 جنديا قتلوا خلال هجمات لمليشيات فجر ليبيا على سرت وما يعرف بمنطقة الهلال النفطي شرق البلاد، فيما أصيب خزان نفطي في مرفأ السدرة النفطي بقذيفة صاروخية تسببت في اشتعال النيران به".
وأضاف أن "هجوما مباغتا شنه مسلحون تابعون لمليشيات فجر ليبيا الإسلامية التي تضم مقاتلين في أنصار الشريعة الخميس على حراس محطة الكهرباء البخارية غربي سرت والتابعين لكتيبة (الجالط) 136 مشاة التابعة للجيش وقتلوا 14 جنديا". وأضاف المصدر العسكري الذي طلب عدم ذكر اسمه إن "أربعة جنود آخرين من هذه الكتيبة قتلوا بعد اشتباكات دارت مع مليشيات فجر ليبيا بسبب هذا الهجوم المباغت". واعلن متحدث باسم الجيش الليبي لاحقا مقتل أحد حراس المنشآت النفطية.
والكتيبة 136 مشاة (الجالط) هي إحدى الكتائب التابعة للجيش، لكنها مبنية في الاصل على أساس قبلي كون معظم منتسبيها من قبيلة (الفرجان) وهم ابناء عمومة للواء خليفة حفتر الذي يقود منذ ايار/مايو عملية الكرامة العسكرية لـ"تطهير بلاده من الإرهاب" حسبما قال.
واستنكر مجلس الحكماء والشورى مقتل الجنود وطالب "كافة أبناء قبائل سرت ضبط النفس، وعدم الانجرار وراء الإشاعات، التي هدفها إثارة الفتن حتى تظهر نتائج التحقيق". وأعلن هذا المجلس والمجلس المحلي للمدينة "الحداد في المدينة ثلاثة أيام ترحما على أرواح هؤلاء الضحايا اعتبارا من الجمعة"، عقب تشييع القتلى فيما شنت الكتيبة هجوما على تمركز لفجر ليبيا وقتلت أحد أفرادها.
معارك " الهلال النفطي"
وفي سياق متصل، صدت وحدات الجيش المرابطة في "الهلال النفطي" هجوما عنيفا لمليشيات فجر ليبيا شنته على المنطقة من عدة محاور من بينها البحر والصحراء. وقال علي الحاسي المتحدث باسم غرفة عمليات الجيش في الهلال النفطي إن "قوات الجيش صدت اليوم هجوما على المنطقة حاولت من خلاله مليشيات فجر ليبيا السيطرة على مرفأ السدرة النفطي".
وأوضح أن "قوات المشاة المتكون معظمها من حرس المنشئات النفطية، صدت الهجوم بالمدفعية الثقيلة والمتوسطة، فيما أجبر سلاح الجو من خلال غارات مكثفة القوات المهاجمة على الانسحاب غربا باتجاه سرت وأعطبت ثلاثة زوارق بحرية هاجمت بها المرفأ من المياه المقابلة له".
وفيما أعلن عن قتيل من حرس المنشئات النفطية، قال الحاسي إن "الزوارق البحرية أطلقت عدة صواريخ باتجاه مرفأي السدرة وراس لانوف وأصابت خزانا للنفط جنوب ميناء السدرة بقذيفة صاروخية، وتسببت في احتراقه".
وكانت الحكومة المؤقتة برئاسة عبدالله الثني دعت الأسرة الدولية إلى تحمل مسؤولياتها فيما يتعلق بحماية المدنيين في ليبيا، محذرة من انتشار الإرهاب في دول الجوار إذا ما تمكن مقاتلو "فجر ليبيا" من احتلال الموانئ النفطية، فيما اعتبر البرلمان المعترف به من الاسرة الدولية الهدف من وراء محاولة السيطرة على المنطقة الغنية بالنفط هو "تمويل الانشطة الارهابية" في ليبيا والعالم.
وفي بنغازي، خسر الجيش والقوات الموالية للواء حفتر مواقع هامة في المدينة بمنطقة الليثي معقل الجماعات الإسلامية المتشددة التي أحرقت خلال 24 ساعة مضت نحو 45 بيتا لموالي حفتر فيما قتلت أكثر من 20 شخصا في أعمال اعدام انتقامية واشتباكات، بحسب مسؤولين عسكريين. وقال مسؤول عسكري إن "مسلحين إسلاميين سيطروا على أجزاء كبيرة من منطقة الليبي جنوب وسط مدينة بنغازي وأقدموا على حرق نحو 45 بيتا لموالي الجيش واللواء حفتر فيما أعدموا نحو ستة أشخاص ذبحا، وقتلوا نحو 14 آخرين خلال الاشتباكات في الـ24ساعة الماضية".
وفي الوقت ذاته، أعلن عمر السنكي وزير الداخلية في حكومة عبدالله الثني التي تعترف بها الأسرة الدولية أن "وزارته ستباشر مهامها مطلع الاسبوع من مدينة بنغازي"، لتكون أول وزارة تعمل في هذه المدينة منذ سقوط نظام معمر القذافي في العام 2011.
وتتنازع على السلطة في ليبيا التي يعصف بها القتال والفوضى الأمنية، حكومتان وبرلمانان وذلك منذ سيطرة "فجر ليبيا" على العاصمة طرابلس في اب/أغسطس 2014.
ع.غ/ م.س( أ ف ب، رويترز)