لماذا لا يهاجر النرويجيون إلى أمريكا مثلما يريد ترامب؟
١٣ يناير ٢٠١٨يبدو أن النرويج هي البلد النظيف الوحيد الذي يراه ترامب، رئيس الولايات المتحدة الأميركية، ليقع خياره عليه لاستقبال المهاجرين منه برحابة صدر، بعد تصريحات وصف فيها البلدان التي يأتي منها المهاجرون بـ" البلدان القذرة". غير أن تصريحاً كهذا منه غير مفاجئ أبداً في الواقع، إذ قال في وقت سابق إن جميع سكان هايتي "مصابون بالإيدز"، بالإضافة إلى غيرها من الإساءات العنصرية لشعوب أخرى.
لكن هل حقاً يتطلع النرويجيون إلى الهجرة إلى الولايات المتحدة؟ قد يكون ترامب ما يزال ينظر إلى النرويج كما كانت قبل أكثر من مائة عام، عندما هاجر حوالي 100 ألف نرويجي بين عامي 1825 و1925 إلى الولايات المتحدة، واستقر معظمهم في الغرب الأوسط. آنذاك، كان منتصف القرن التاسع عشر الوقت المناسب لمغادرة النرويج. ومن الممكن أنه قد كان ضمن قائمة "البلدان القذرة" بالنسبة لأحدهم، حيث كانت نسبة البطالة مرتفعة والحركة الاجتماعية منخفضة، ولم يكن هناك ما يكفي من الأراضي للمزارعين. حينها فقط، كانت الولايات المتحدة الوجهة المحببة التي قصدها العديد من النرويجيين، وفقدت النرويج في تلك الحقبة حصة كبيرة من سكانها للولايات المتحدة أكثر من أي بلد آخر، باستثناء إيرلندا، إلى أن تم وضع قانون الهجرة عام 1924، الذي حد من عدد المهاجرين سنوياً، بحسب ما نشره موقع مجلة (ذا أتلانتيك) الأميركي.
النرويج من أغنى بلدان العالم
لكن في ستينيات القرن الماضي انقلب الحال في هذا البلد الاسكندنافي بعد اكتشاف النفط هناك. وعلى عكس الدول الأخرى الغنية بالموارد الطبيعية التي استسلمت لسوء الإدارة والفساد في مواجهة الثروة المفاجئة، استثمرت النرويج تلك الثروات بكثافة لصالح شعبها واقتصادها، لتصبح واحدة من أغنى بلدان العالم. كما تتمتع النرويج بمزايا اقتصادية واجتماعية تتفوق بها على الولايات المتحدة، من حيث دخل الفرد وانخفاض نسبة البطالة والرعاية الصحية ورعاية الطفولة والتعليم.
بالإضافة إلى ذلك، احتلت النرويج المرتبة الأولى كأسعد بلد في العالم، كما تتمتع بحرية سياسية كبيرة وحرية صحافة وحرية التعبير، فضلاً عن أنها البلد الأكثر ازدهاراً وتتفوق في ذلك على الولايات المتحدة.
فما الذي قد يدفع النرويجيين إلى ترك كل ذلك خلفهم والهجرة إلى بلد يحكمه ترامب؟
ر.ض/ ي.أ