لماذا تنافس إسرائيل وأنديتها في المسابقات الأوروبية؟
١٤ نوفمبر ٢٠٢٤تعد إسرائيل ضمن بلدان منطقة الشام الواقعة في منطقة البحر المتوسط الرابطة بين قارتي أفريقيا وآسيا. وعلى غرار دول الجوار لبنان وسوريا والأردن، تقع إسرائيل جغرافيا في حدود منطقة الشرق الأوسط.
لماذا لا تلعب إسرائيل في المسابقات الكروية الآسيوية؟
تأسست دولة إسرائيل في عام 1948 في أعقاب المحرقة والحرب العالمية الثانية. وفي العام ذاته، تأسس الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم الذي انبثق عن اتحاد كرة القدم في فلسطين؛ إذ كانت الفرق العربية واليهودية ممثلة تحت الانتداب البريطاني.
وفي عام 1956، انضم الاتحاد الإسرائيلي إلى الاتحاد الآسيوي لكرة القدم في قرار منطقي يعكس الموقع الجغرافي لإسرائيل.
وأثبتت إسرائيل نجاحها إلى حد كبير في كأس آسيا، حيث احتلت المركز الثاني بين عامي 1956 و1960 وأحرزت لقب 1964 عندما استضافت النسخة الثالثة من البطولة.
وكان من المفترض أن تستضيف إسرائيل نسخة عام 1972، لكنها اضطرت إلى الانسحاب.
لماذا تلعب إسرائيل في البطولات الأوروبية؟
منذ انضمامها إلى الاتحاد الآسيوي لكرة القدم عام 1956، رفضت دول عربية وإسلامية اللعب ضد إسرائيل.
فكانت البداية مع رفض تركيا وإندونيسيا والسودان اللعب ضد إسرائيل في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 1958. وفي عام 1974، جرى طرد إسرائيل من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم عقب الموافقة على قرار طرحته الكويت؛ إذ حاز القرار على موافقة 17 دولة مع معارضة 13 دولة وامتناع ست دول عن التصويت.
وعلى وقع ذلك، لم يتمكن منتخب إسرائيل لكرة القدم والفرق الإسرائيلية من المنافسة إلا في مسابقات التي ينظمها الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" أو في المنافسات القارية الأخرى.
ومنذ عام 1976 وحتى 1994، شاركت أندية إسرائيلية في بطولة "كأس إنترتوتو" الصيفية الخاصة بالأندية التي لم تتأهل للبطولات الكبرى.
وفي عام 1991، سمح الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (اليويفا) للمنتخب الإسرائيلي بالتنافس تحت مظلته، لتبدأ الفرق الإسرائيلية منذ عام 1992 في التنافس داخل المسابقات الأوروبية. وبحلول عام 1994، أصبح الاتحاد الإسرائيلي عضوا كامل العضوية داخل اليويفا بدلا من كونه في السابق "عضوا مشارك".
ماذا عن الرياضات الأخرى؟
وكحال الساحرة المستديرة، تنافس رياضيو إسرائيل في البداية داخل المسابقات الآسيوية؛ إذ فازوا بـ 53 ميدالية، منها ذهبية، بين عامي 1954 و1974 في الألعاب الآسيوية.
لكن في عام 1962، عارضت الدولة المضيفة، إندونيسيا، مشاركة إسرائيل في دورة جاكرتا بحجة أن هذا من شأنه أن يلحق الضرر بعلاقاتها مع الدول العربية. في عام 1978، جرى منع إسرائيل من المشاركة في كافة الألعاب الآسيوية.
ولا تتوقف مشاركة إسرائيل في المسابقات الأوروبية على الساحرة المستديرة، بل تشارك في منافسات كرة السلة وكرة اليد وألعاب القوى والسباحة؛ إذ تعد إسرائيل عضوا في الاتحادات الأوروبية.
ولأسباب سياسية، تزايدت الدعوات الداعية إلى طرد إسرائيل من الاتحادات الدولية ومقاطعة مشاركتها في المسابقات الرياضية الكبرى.
فقبل الألعاب الأولمبية في باريس التي نُظمت من 26 يوليو/ تموز/ إلى 11 أغسطس/ آب الماضي، حاول الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم تعليق عضوية إسرائيل في الاتحاد الدولي لكرة القدم، فيما رفض رياضيون وفرق اللعب ضد رياضيين وفرق من إسرائيل.
أعمال عنف
ورغم انخراطها في المسابقات الأوروبية، تزامنت المباريات التي تشارك فيها أندية إسرائيلية مع اندلاع أعمال عنف خاصة عقب هجوم حماس الإرهابي على إسرائيل في السابع من أكتوبر/ تشرين الثاني عام 2023 وما تلى ذلك من عمليات إسرائيلية في قطاع غزة. ويشار إلى أن حركة حماس جماعة إسلاموية فلسطينية مسلحة، تصنف في ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.
فبعد مباراة في الدوري الأوروبي بين أياكس أمستردام وفريق مكابي تل أبيب الإسرائيلي في السابع من نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، تعرّض مشجعون للأخير إلى الملاحقة والضرب في شوارع العاصمة الهولندية، ما أدى إلى إصابة ما بين 20 إلى 30 شخصا.
ووسط تدابير أمنية مشددة، تحل اسرائيل ضيفا على فرنسا الخميس (14 نوفمبر/ تشرين الثاني) في باريس ضمن دوري الأمم الأوروبية في كرة القدم. وتعهد وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتيلو بالحفاظ على سلامة المشجعين الإسرائيليين.
أعده للعربية: محمد فرحان