للتحقيق في منشأ كورونا.. فريق منظمة الصحة يزور سوقا في ووهان
٣١ يناير ٢٠٢١في إطار زيارة شديدة الحساسية للصين، يواصل خبراء منظمة الصحة العالمية مهمتهم للتحقق من مصادر وباء كوفيد-19. وقام فريق خبراء التحقيق في منشأ الفيروس بزيارة اليوم الأحد (31 يناير/ كانون الثاني 2021) لسوقٍ لبيع المأكولات البحرية بالجملة في مدينة ووهان الصينية، كان البؤرة الأولى لظهور فيروس كورونا المستجد قبل عام.
ووصل فريق الخبراء إلى سوق هوانان بعد ظهر اليوم (بالتوقيت المحلي) وسط حضور أمني مكثف إذ أقيمت حواجز إضافية خارج سياج أزرق عال يحيط بالسوق.
ولم يرد الخبراء الأحد على أسئلة وجهها لهم صحفيون احتشدوا عند المدخل حيث مر موكب فريق منظمة الصحة لدخول السوق. وطلب عناصر الأمن من الصحافيين الموجودين في محيط السوق المغادرة وهزّ أحدهم سلماً طويلاً كان مصور يجلس عليه لالتقاط صور أفضل.
وهذه الزيارة لمنظمة الصحة العالمية شديدة الحساسية من الناحية السياسيّة بالنسبة لبكين المتهمة بأنها تأخرت في التحرك في مواجهة أولى الإصابات بكوفيد-19 في المدينة الهائلة الواقعة في وسط الصين.
وبعد أن انتهى يوم الخميس الماضي الحجر الصحي لفريق منظمة الصحة بالمدينة، زار الخبراء مستشفيات وأسواقا ومعرضا يوثق معركة ووهان مع الفيروس حيث فرضت المدينة، التي يعيش فيها 11 مليون نسمة، العزل العام لمدة 76 يوما.
وقالت منظمة الصحة العالمية يوم أمس الجمعة إن أنشطة الفريق ستقتصر على الزيارات التي ينظمها مضيفوه الصينيون وإن الخبراء لن يتواصلوا مع أفراد المجتمع في ضوء القيود الصحية.
النظام الصيني: السوق ليس منشأ الفيروس
ويلتزم النظام الشيوعي الصيني شبه صمت حيال هذه الزيارة وتقلل بكين من أهمية مهمة الخبراء الأجانب. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تجاو ليجيان الجمعة "إنه ليس تحقيقاً"، رافضاً توجيه أصابع الاتهام إلى بلاده.
وقال بعض الدبلوماسيين الصينيين ووسائل إعلام رسمية إنهم لا يعتقدون أن السوق هي المنشأ وأيدوا نظريات تقول إن الفيروس ربما نشأ في دولة أخرى.
ومنذ بضعة أيام، نشرت صحيفة "غلوبال تايمز" القومية مقالا يقلل من أهمية هذا السوق في تحديد مصدر الوباء، مؤكدا أن "تحقيقات" تشير إلى أنه ليس منشأ الفيروس.
ويشدد النظام الشيوعي الذي لطّخت صورته إدارته المثيرة للجدل للأزمة الصحية في أسابيعها الأولى، على انتصاره على الوباء، في وقت تبدو دول العالم غارقة في الأزمة.
وتمكنت الصين من الحدّ من عدد الإصابات على أراضيها الذي يبلغ أقل من 90 ألفا بينما بلغ عدد الوفيات 4636، بحسب التعداد الرسمي، فيما تفشى الفيروس في كافة أنحاء العالم مسجلاً أكثر من مليوني وفاة.
وفي 31 ديسمبر/ كانون الأول 2019، وبعد الربط بين سوق هوانان وأربع حالات إصابة بالتهاب رئوي غامض، تقرر إغلاق السوق. وبحلول نهاية يناير/ كانون الثاني من العام التالي، كانت ووهان قد فرضت العزل العام لمدة 76 يوما.
ويرى الخبراء أن سوق هوانان ما زالت تلعب دورا في تقفي أثر منشأ الفيروس لأن أول تفاقم لحالات الإصابة كان بها.
ووفُرضت قيود شديدة على دخول الناس للسوق منذ إغلاقها أوائل العام الماضي. وقبل إغلاقها، كانت سوق هوانان تعج بالحركة وتضم مئات الأكشاك التي تبيع اللحم والمأكولات البحرية والخضروات.
ص.ش/م.س (رويترز، أ ف ب )