لبنان- أكثر من 200 جريح في مواجهات بين متظاهرين وقوات الأمن
١١ فبراير ٢٠٢٠أفاد الصليب الأحمر اللبناني بأن أكثر من مئتي شخص أصيبوا في المواجهات الدائرة وسط بيروت، منذ صباح اليوم الثلاثاء (11 فبراير/ شباط). وذكر الصليب الأحمر، عبر حسابه على موقع تويتر، أنه "تم نقل 45 جريحاً إلى مستشفيات المنطقة، فيما تم إسعاف 238 مصابا في المكان":
وتدور مواجهات منذ الصباح في محيط مجلس النواب اللبناني بين متظاهرين وقوات الأمن، وذلك بالتزامن مع قيام المجلس بمناقشة البيان الوزاري الذي أعدته حكومة رئيس الوزراء حسان دياب، تمهيداً للتصويت على منحها الثقة.
وحاول المتظاهرون عرقلة وصول النواب إلى مقر المجلس النيابي منعاً لانعقاده انطلاقاً من رفضهم منح الثقة للحكومة برئاسة حسان دياب. لكن 68 نائباً تمكنوا من الوصول ووفروا النصاب اللازم للجلسة، التي قرأ فيها دياب البيان الوزاري، والذي يتضمن تنفيذ خطة طوارئ سريعاً لإخراج البلاد من الانهيار الاقتصادي الذي تشهده منذ أشهر.
ويرى المتظاهرون أن الحكومة لا تحقق مطالب رفعوها منذ أشهر، بتشكيل حكومة من اختصاصيين ومستقلين تماماً عن الأحزاب السياسية التقليدية.
وفرضت القوى الأمنية والجيش طوقاً أمنياً في محيط مقر البرلمان، وأغلقت طرق عدة بالحواجز الإسمنتية الضخمة لمنع المتظاهرين من الوصول إلى مبنى المجلس النيابي.
وتجمع المتظاهرون عند شوارع عدة مؤدية إلى مجلس النواب، واندلعت في أحد الطرق مواجهات وعمليات كر وفر مع القوى الأمنية التي رشقوها بالحجارة، فردت باستخدام خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع.
وفي شارع آخر، جلس متظاهرون على الأرض لقطع طريق من الممكن أن يسلكها النواب، فحاول عناصر الجيش منعهم، ما أدى إلى حصول تدافع بين الطرفين. وقال متظاهرون لوسائل إعلام محلية إنهم تعرضوا للضرب على يد عناصر الجيش، فيما انتقد الجيش اللبناني بدوره في تغريدة على موقع تويتر "أعمال الشغب والتعدي على الأملاك العامة والخاصة":
ويشهد لبنان منذ 17 تشرين الأول/أكتوبر تظاهرات غير مسبوقة ضد الطبقة السياسية التي يتهمها اللبنانيون بالفشل في إدارة الأزمات السياسية والاقتصادية المتلاحقة.
وتراجعت وتيرة التظاهرات بعد تشكيل دياب حكومته خلفاً لحكومة سعد الحريري التي استقالت تحت ضغط الشارع. وشكل دياب الحكومة الشهر الماضي من عشرين وزيراً غير معروفين بغالبيتهم ومن الأكاديميين وأصحاب الاختصاصات. وقد تمّ اختيارهم بغرض تجنب أسماء قد يعتبرها المتظاهرون استفزازية.
ويرى محللون أن الحكومة الجديدة ليست سوى واجهة لفريق سياسي واحد مؤلف من حزب الله وحلفائه، ويأخذ متظاهرون على الوزراء أنهم لا يمثلون سوى الأحزاب التي سمتهم. كما أنهم يطالبون النواب بالاستقالة معتبرين أنهم جزء من الطبقة السياسية الفاسدة.
ع.ح./ ف.ي (أ ف ب، د ب أ)