1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

كيف يرى الشباب اعتداءات سبتمبر بعد عشر سنوات من وقوعها؟

١١ سبتمبر ٢٠١١

تدفقت صور الهجمات الإرهابية لتخلق هوة بين الشرق والغرب، وتأثر الشارع الأوروبي بتلك الصور وصار لديه خوفا من الآخر. ثم جاءت ثورات الربيع العربي لتفتح أفقا جديدا للحوار، بعد أن أدرك الشباب الأوروبي وجها آخر للشباب العربي.

https://p.dw.com/p/12WxI
صورة من: dapd

منذ الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001، وصور الهجمات الإرهابية التي يقوم بها مسلمون ملتحون تتدفق من خلال وسائل الإعلام لتخلق هوة بين الشرق والغرب، وهو ما تؤكده الألمانية بيريت شوك، العاملة في مجال الأدب والمسرح، والتي كانت تعرف العالم العربي من خلال عدة مشاريع للتعاون الفني والأدبي، وخاصة من خلال مشروع ترجمة أعمال أدبية من الألمانية للعربية وبالعكس.

وتقول بيريت إنها أخذت تحاول استيعاب تلك الصور المتلاحقة: صور تدمير رمز الرأسمالية الغربية المتمثل ببرجي مركز التجارة العالمي، ثم صور الإرهابيين الذين قاموا بالاعتداءات وكذلك الصور القادمة من العالم العربي والمتمثلة بعدد من الملتحين أو الإسلاميين المتشددين. وكانت شوك "تشعر بالأسف لتكرار هذه الصور"، لأنها "تعرف أن هناك أكثر من ذلك في العالم العربي، وأن المتطرفين لا يمثلون سوى الأقلية". فهي زارت العراق ومصر ولبنان والإمارات وتعرف أن هناك تعددية ثقافية ودينية في الدول العربية أكثر كثيراً مما يعرض في وسائل الإعلام. شوك لاحظت أيضا ً أنه لا يمكن جمع العرب جميعاً في سلة واحدة، "فلكل دولة خصوصيتها وثقافتها".

شعور بالغربة في وطني

أما سلوى محمد المغربية المولودة في ألمانيا والناشطة في مجال حقوق الإنسان، فهي تشير إلى أنها شعرت فجأة "أنها غريبة في وطنها" بعد الحادي عشر من سبتمبر، إذ تغيرت نظرة الألمان لها لمجرد ارتدائها الحجاب وصار هناك شك لديهم بأن كل مسلم يمكن أن يكون مشروعا لشخص متطرف، "وأصبح هناك تعميم للمسلم، دون النظر له كإنسان".

Flash Galerie Tahrir Platz sit-in
"هذا هو جيل الشباب العربي الذي نريد التعامل معه"صورة من: picture alliance / dpa

ويؤكد الطبيب المصري والناشط السياسي موفق عبد الغني هذه الملحوظة مشيراً إلى أنه زيارته لبريطانيا بعد هذا التاريخ كانت تختلف كثيراً عن زيارته قبله، "فبدلاً من أن يربط البريطانيون بين مصر والهرم أو أبو الهول أصبحوا يربطون مصر بالإرهاب". عبد الغني يفرق بين فئتين من الشعب البريطاني: الفئة التي تتأثر فقط بوسائل الإعلام، والتي لا ترى سوى صورة سلبية عن العرب، والفئة الثانية التي تتعامل مع الآخر سواء في إطار العمل أو النشطاء في مجال حقوق الإنسان. هذه الفئة شعرت أن انتصار الثورات العربية انتصار لها. ويرى الناشط المصري أن الإعلام البديل كان له دور كبير في هذا التعارف وتغيير الصور المسبقة والنمطية من الجانبين.

"الخوف من المجهول كان سبباً في النظرة السلبية للعرب"

من جانبه، يرجع كريستوف شويرمان، الصحافي بمجلة دير شبيغل الألمانية، سبب تغير نظرة الغرب للعالم العربي والإسلامي بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001 لعدم معرفة الغرب بالعالم العربي ويقول في هذا السياق في حديث لموقعنا: "لم نكن نعرف شيئاً عن الشرق، ولم نكن مهتمين بمعرفته".

ويقسم كريستوف السنوات العشر التي تلت تلك الأحداث إلى ثلاث مراحل، الأولى في رأيه هي مرحلة "الخوف من المجهول"، من الشرق الذي لا يعرفونه، ومن المسلمين، ومن تكرار الضربات الإرهابية. تلتها مرحلة، كانت تهدف لمحاربة الإرهاب، لكن الخوف حولها إلى مرحلة من العنف والحرب وجاءت تحت مسمى "تحقيق الديمقراطية في الشرق الأوسط".

أما المرحلة الثالثة فهي مرحلة الحوار ويصفها الصحافي الشاب قائلاً: "أتمنى أن تطول هذه المرحلة، فهي المرحلة التي نحاول فيها التعرف على البشر، نعرف ما هي ثقافتهم؟ ما هي أحلامهم ومخاوفهم؟ ما الذي يشبهوننا فيه وما الذي يختلفون فيه عنا؟". وكريستوف لا يتحدث فقط، لكنه قام برحلة بنفسه للتعرف على العالم الإسلامي وقضى فترة في مصر والعراق وكردستان ولبنان.

Demonstration in Tunis Tunesien Flash-Galerie
"عرفنا أن هناك شباب مثقف وقادر على التغيير"صورة من: Ons Abid

الثورات العربية تغير صورة الشباب العرب في أعين الغرب

يضيف شويرمان أن الثورة غيرت هذه النظرة الاستعلائية، حيث كان الغرب ينظر للعرب وكأن ليس لديهم القدرة في التخلص من الديكتاتوريات بأنفسهم، ويقول: "كنا نظن أن علينا نحن أن نساعدهم، لكن المفاجأة كانت في وجود جيل من الشباب المثقف والمتعلم القادر على التغيير والذي نظم هذه الثورة". ويرى شويرمان أن هذه المفاجأة ساعدتهم على اكتشاف التشابه الكبير بين جيل الشباب العربي المثقف وبين الألمان، فهم "يلبسون نفس الملابس ويسمعون نفس الموسيقى وواعين لما يحدث في العالم من تغيرات".

وتوافقه بيريت شوك الرأي، مضيفة، أن هذا الجيل المتعلم الذي يجيد عدة لغات ويجيد استخدام الانترنت ولديه الشجاعة في النزول إلى الشارع وتغيير الأوضاع. هذا الجيل أصبح رمزاً وقدوة للشباب الأوروبيين، الذين بدؤوا يراجعون أنفسهم ويفكرون ما الذي يريدون تغييره في بلادهم. وتضيف: "هذا هو جيل الشباب العربي الذي نريد الحوار معه والذي يمكن أن نتعلم منه. وقد أدركت كم كانت الصور التي تعرض للملتحين حاملي السلاح هي مجرد كليشيهات ولا تمثل سوى الأقلية".

وتضيف شوك أن المهم هو الحوار حول المستقبل المشترك، لأن تكرار الصور الإرهابية وصور العنف يؤثر في الفهم الجماعي للشعب عن نفسه وعن الآخر. وفي هذا السياق يشدد عبد الغني على أن الحكومات قد لا تهتم بالحوار، إذا لم يصب في مصالحها الاقتصادية، لكن "منع الحوار أصبح مستحيلاً في ظل وسائل الإعلام الحديثة والإعلام البديل المتمثل في الانترنت".

سمر كرم

مراجعة: أحمد حسو

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد