كوشنر ينهي جولته الشرق أوسطية للترويج لخطة السلام في المنطقة
٢٨ فبراير ٢٠١٩أعلن البيت الأبيض أمس الأربعاء (27 شباط/فبراير 2019) أنّ مستشار الرئيس دونالد ترامب وصهره جاريد كوشنر أجرى في الرياض محادثات مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، وذلك في إطار جولة إقليمية يرمي من ورائها إلى حشد التأييد لخطة واشنطن لحلّ النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني. وهذا أول اجتماع لكوشنر مع العاهل السعودي ونجله منذ مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول في تشرين الأول/ أكتوبر الفائت في جريمة لطّخت صورة المملكة في العالم.
وقالت الرئاسة الأمريكية في بيان مقتضب إنّ كوشنر والمسؤولين السعوديين "ناقشوا، بناء على المحادثات السابقة، تعزيز التعاون بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وجهود إدارة ترامب لتسهيل السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين". ورافق كوشنر كلّ من جيسون غرينبلات، المبعوث الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط، وبراين هوك، الممثل الأمريكي الخاص إلى إيران.
وجولة كوشنر الأخيرة شملت بالإضافة إلى السعودية كلا من الإمارات والبحرين وسلطنة عمان، فضلا عن تركيا التي زارها كوشنر أمس الأربعاء. وبحث كوشنر جهوده للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وناقشا كذلك زيادة التعاون الأمريكي التركي وسبل تحسين الأوضاع الاقتصادية في المنطقة. وقال كوشنر، الذي يتولى مسؤولية سياسة واشنطن مع إسرائيل والفلسطينيين، إن خطة السلام ستتناول قضايا الوضع النهائي في الصراع بما في ذلك تعيين الحدود. وأفاد البيت الأبيض بأن الساسة في الاجتماع مع أردوغان بحثوا أيضا "سبل تحسين أوضاع المنطقة بأسرها من خلال الاستثمار الاقتصادي".
وتأتي زيارة كوشنر إلى المنطقة في وقت جمّدت فيه القيادة الفلسطينية الاتصالات مع إدارة ترامب بسبب اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل. وتعتبر القيادة الفلسطينية أن الولايات المتحدة أقصت نفسها من دور الوسيط بعد اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل أواخر عام 2017. وترفض السلطة الفلسطينية إجراء محادثات مع واشنطن ما لم تتخذ الإدارة الأمريكية موقفا "أكثر اعتدالا" في النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين.
وتتزامن جولة كوشنر في الوقت الذي تقود فيه إسرائيل حملة دبلوماسية علنية للتقرب من دول الخليج، عبر سلطنة عُمان والإمارات، حيث يخيم قلق مشترك من سياسات إيران. ويروج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو المدعوم من إدارة ترامب لما يصفه بالتهديد الإيراني ويؤكّد للدول العربية في المنطقة المعادية لإيران أن ثمة تقاربا في المصالح.
وخلال مؤتمر حول الشرق الأوسط عقد في وارسو منتصف شباط/ فبراير تطرق كوشنر في جلسة مغلقة إلى الخطة الأمريكية للسلام في الشرق الأوسط والتي ستكشف عنها إدارة ترامب رسمياً بعد الانتخابات الإسرائيلية المقرّرة في 9 نيسان/ أبريل القادم. وهيمن ملف إيران على مؤتمر وارسو. ويقول نتانياهو إن هذا المؤتمر شكل "منعطفا تاريخيا" بسبب وحدة الموقف بين إسرائيل والدول العربية حيال إيران.
ز.أ.ب/ع.ج (د ب أ، أ ف ب، رويترز)