1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

كورونا ـ إغلاق تام في النمسا واحتجاجات في دول أوروبية عدة

٢٢ نوفمبر ٢٠٢١

دخل الإغلاق التام في النمسا حيز التنفيذ اليوم الاثنين سعيا لوقف انتشار كوفيد19، ما أدى لاحتجاجات واسعة وسط موجة رابعة تهدد كامل أوروبا. كما ستكون النمسا أول دولة أوروبية تفرض التطعيم بحلول شباط / فبراير من العام المقبل.

https://p.dw.com/p/43KlX
مصادمات في احتجاجات على إجراءات كورونا في هولندا (21/11/2021)
مصادمات في احتجاجات على إجراءات كورونا في هولنداصورة من: Olivier Matthys/AP/picture alliance

أصبح الإغلاق سارياً منذ منتصف ليل (الاثنين 22 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021) رسمياً في النمسا، وهو إجراء جذري أثار الغضب في الدولة الواقعة في جبال الألب، على غرار بلجيكا وهولندا حيث أدت إعادة فرض تدابير للحد من انتشار كوفيد-19 إلى وقوع صدامات. وأصبحت فيينا من جديد مدينة ميتة. وهكذا أغلقت المتاجر والمطاعم وأسواق الميلاد والحفلات الموسيقية ومراكز التجميل، باستثناء المدارس، وساد الصمت في العاصمة وفي سائر البلاد منذ اليوم الاثنين.\

وتعد النمسا أول دولة أوروبية تعاود حجر سكانها بالكامل، منذ تم توفير اللقاحات للسكان على نطاق واسع. وفرض الحجر المنزلي على 8.9 ملايين نمساوي باستثناء حالات معينة مثل شراء الحاجيات وممارسة الرياضة وتلقي الرعاية الطبية. كذلك يمكن الذهاب إلى العمل واصطحاب الأطفال إلى المدرسة، لكن السلطات دعت إلى إبقائهم في المنزل. وأمام ارتفاع عدد الاصابات إلى مستويات غير مسبوقة منذ بداية انتشار الوباء، استهدف في البداية غير المُلقحين ومنعهم من دخول الأماكن العامة، ثم فرض عليهم قيوداً على الخروج من منازلهم. واشار إلى أن نسبة التطعيم "منخفضة بشكل مخجل" (66% في مقابل 75% في فرنسا على سبيل المثال).

 واضطر بعد ذلك إلى اتخاذ هذه التدابير "الجذرية" التي كانت مستبعدة في البداية. فبالإضافة إلى هذا الحجر المقرر لغاية 13 كانون الأول/ديسمبر، سيصبح تطعيم السكان البالغين إلزامياً اعتباراً من الأول من شباط / فبراير 2022، وهو ما أقرته دول قليلة في العالم حتى الآن.

احتجاجات واسعة ضد القرار

 وكان هذا السيناريو غير وارد قبل بضعة أسابيع. وكان المستشار المحافظ السابق سيباستيان كورتس أعلن أن الوباء "انتهى"، على الأقل بالنسبة للملقحين. ولم يرغب خلفه ألكسندر شالنبرغ الذي تولى منصبه في تشرين الأول / أكتوبر الماضي، في "أن يناقض هذه الرسالة وتبنى لفترة طويلة الوهم" بأن كل شيء على ما يرام، على ما ذكر المحلل السياسي توماس هوفر لوكالة فرانس برس.

وندد هوفر بال"فوضى حقيقية" منتقدا "عدم وجود خطة واضحة للحكومة". قال أندرياس شنايدر، وهو خبير اقتصادي يبلغ من العمر 31 عامًا التقته وكالة فرانس برس في أحد الشوارع التجارية في فيينا بعد إعلان الحكومة الجمعة، "كنت آمل ألا نصل إلى هذا الحد، خصوصا الآن بعد أن حصلنا على اللقاح. إنه أمر مأسوي".

وجاءت ردة الفعل سريعة، حيث تظاهر السبت في فيينا نحو 40 ألف شخص منددين "بالديكتاتورية"، تلبية لدعوة اطلقها حزب اليمين المتطرف، بينما كان عدد من النمساويين يحتسون آخر كأس نبيذ أو يتسوقون قبل إغلاق المتاجر. وحذر وزير الداخلية كارل نهامر الأحد من انه إلى جانب "المواطنين القلقين" يوجد آخرون "يتطرفون". فقد نظمت الاثنين أيضا، في لينز (شمال)، مسيرة حاشدة خرى استقطبت آلاف المتظاهرين.

 

أوروبا في مواجهة مأزق الوباء

في أوروبا التي صارت مرة أخرى بؤرة الوباء، بعد ارتفاع عدد الاصابات، عاد فرض التدابير والتعبير عن الاستياء. ولليلة الثالثة على التوالي، اندلعت الاضطرابات في هولندا الأحد. أطلق المتظاهرون الألعاب النارية وألحقوا أضراراً جسيمة في إنشيده، بالقرب من الحدود الألمانية، وفي غرونينغن وليوفاردن في الشمال وتيلبورغ في الجنوب.

 لكن هذه التظاهرات الأخيرة كانت أقل حدة من أعمال العنف التي اندلعت في روتردام الجمعة وفي لاهاي السبت. بلغ عدد التوقيفات على مدى ثلاثة أيام من الاحتجاجات 145، بحسب الشرطة ووسائل الإعلام المحلية.  وأثارت الحكومة الغضب مع فرض إغلاق جزئي يتضمن سلسلة من التدابير الصحية التي تتعلق خصوصا بقطاع المطاعم والتي ينبغي أن تغلق أبوابها عند الساعة الثامنة مساءً. وتنوي كذلك منع الأشخاص غير الملقحين من دخول أماكن معينة للحد من انتقال العدوى.

ألمانيا: إلزامية ارتداء الكمامات بالمدارس

 وفي بروكسل أيضا، شابت الأحد صدامات تجمعا ضم نحو 35 ألف متظاهر رافض للتدابير الجديدة، وفقا للشرطة. وأعلنت بلجيكا تعميم وضع الكمامة وتنوي كذلك جعل العمل عن بُعد إلزاميًا للوظائف التي تسمح بذلك من أجل وقف انتشار الوباء في البلاد.

وفي غوادلوب إحدى الجزيرتين الرئيسيتين في جزر الأنتيل الفرنسية، تحولت تظاهرات معارضي الشهادة الصحية والتطعيم الإجباري للعاملين في مجال الرعاية الصحية إلى أزمة ضخمة. ووصلت تعزيزات من الشرطة بعدما عمت اعمال العنف ليل السبت إلى الأحد تخللتها أعمال نهب وحرق. وأدى إضراب عام دعت إليه النقابات إلى أجل غير مسمى في البداية، إلى إغلاق طرق واحتجاج في مستشفى جامعة غوادلوب ما منع المستشفى من العمل بشكل صحيح.
 

 وأطلق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الإثنين دعوة إلى الهدوء في غوادلوب وطمأن غوادلوب الى "تضامن" الأمة وطلب "عدم الاستسلام للأكاذيب والتلاعب من قبل البعض بهذا الوضع". وأضاف "لا يمكننا استخدام صحة الفرنسيات والفرنسيين لشن معارك سياسية. من الضروري الحفاظ على النظام العام" مشددا على "التزام متزايد بالتطعيم" في الجزيرة رغم معارضة "أقلية صغيرة جدا".

وفي المانيا أعلن معهد "روبرت كوخ" لمكافحة الأمراض المعدية وغير المعدية اليوم الاثنين أن عدد الإصابات الجديدة بالفيروس خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية بلغ 30.643إصابة، استنادا إلى بيانات الإدارات الصحية المحلية. وبلغ عدد الإصابات الجديدة يوم الاثنين الماضي 23.607 إصابة. وأظهرت التجربة أن الأرقام المسجلة يومي الأحد والاثنين عادة ما تكون أقل، بسبب عدم تسليم بعض الإدارات الصحية بيانات الإصابات الجديدة لمعهد "روبرت كوخ" في عطلة نهاية الأسبوع. وسجل المعهد 62 حالة وفاة جديدة جراء الفيروس في غضون 24 ساعة، مقابل 43 حالة يوم الاثنين الماضي. وبلغ معدل انتشار المرض بين كل مئة ألف نسمة في غضون سبعة أيام اليوم الاثنين مستوى قياسي جديد، حيث سجل 386.5 إصابة، مقابل 372.7 إصابة أمس الأحد.

واعتبرت المستشارة الألمانية المتهية ولايتها أنغيلا ميركل أن القيود المفروضة حاليا غير كافية لاحتواء الموجة الوبائية الرابعة الشديدة، وفق ما أفادت مصادر في حزبها لفرانس برس. وقالت ميركل خلال اجتماع لقادة حزبها "الاتحاد المسيحي الديموقراطي"، "لدينا وضع خطير للغاية -- القواعد المفروضة حاليا غير كافية"، في وقت "تتضاعف (الإصابات الجديدة بكوفيد) كل 12 يوما"، وفق ما نقل مشاركون عنها.
 

ح.ز/ ع.ج.م (أ.ف.ب / د.ب.أ)

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد