كورونا..السلالة الجديدة في فرنسا وتوزيع اللقاحات متواصل
٢٦ ديسمبر ٢٠٢٠يواصل فيروس كورونا المستجد تحديه للعالم، مسجلا إصابات جديدة سواء في آسيا أو أوروبا أو الأمريكتين. ففي كوريا الجنوبية التي كانت قدوة في مجال محاربة تفشي الوباء سُجّل اليوم السبت (26 ديسمبر/ كانون الأول)، ما مجموعه 1132 حالة، وهي ثاني أعلى حصيلة إصابات مع تفاقم تفشي المرض في سجن ودور لرعاية المسنين وكنائس، مما دفع السلطات إلى مناشدة المواطنين إلغاء كل التجمعات للاحتفال بنهاية العام.
وتكرر المشهد في اليابان، برقم قياسي جديد بلغ 949 إصابة، مع اقتراب عطلة رأس السنة التي عادة ما تشهد توافد سكان العاصمة على الأقاليم. ورغم أن هذه الأرقام تبدو بسيطة مقارنة بما سجِّل في العديد من دول العالم، إلا أنها معادلات مرتفعة جدا لما عرفه البلدان إلى غاية اليوم منذ انتشار الجائحة.
من جهتها ذكرت وزارة الصحة والسكان المصرية في وقت مبكر من صباح السبت أنه تم تسجيل 1133 حالة جديدة مؤكدة للفيروس، فضلا عن 49 حالة وفاة جديدة. وإلى غاية كتابة هذا التقرير، أعلنت القاهرة عن حصيلة إجمالية للإصابات بمجموع 130 ألفا و126 حالة، غير أن العديد من التقارير والمصادر تشكك في هذا الرقم المعلن عنه لكونه "بعيدا" عن الواقع الصحي الحقيقي للوباء في بلد يضمّ 90 مليون نسمة.
أوروبا الموبوءة
أما القارة العجوز التي أنهكها الوباء منذ ظهوره في إقليم ووهان الصيني قبل نحو عام، فقد سجلت ما يزيد عن 25 مليون إصابة بفيروس كورونا المستجدّ. وبهذا تكون منطقة أوروبا الجغرافية التي تضمّ 52 دولةً (وتصل إلى الشرق وتشمل أذربيجان وروسيا) الأكثر تضرراً في العالم من حيث عدد الإصابات، تليها منطقة الولايات المتحدة وكندا (19,188,172 إصابة) وأميركا اللاتينية والكاريبي (15,024,469) وآسيا (13,617,004)، حسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس أمس الجمعة، وقد كانت الأولى التي تجاوزت عتبة نصف مليون وفاة في 17 كانون الأول/ديسمبر. ففي إيطاليا وحدها بلغ العدد الإجمالي للإصابات مليوني و30 ألف إصابة حتى الساعة السابعة والنصف من صباح اليوم السبت بتوقيت ميلانو، بحسب بيانات جامعة جونز هوبكنز الأمريكية ووكالة بلومبرغ للأنباء.
ورغم أنه من المزمع إطلاق حملة تطعيم في الاتحاد الأوروبي غدا الأحد، إلا أنه تمّ فرض حجر في النمسا وإيرلندا وإيطاليا مع انطلاق أعياد الميلاد، بينما كانت كل من فرنسا وألمانيا وهولندا وبلجيكا سبّاقة لذلك.
السلاسة الجديدة تصل فرنسا
وبات الفيروس المتحوّر في بريطانيا مدعاة قلق أكثر فأكثر. فبعد ألمانيا وقبلها هولندا، أعلنت وزارة الصحّة الفرنسية الجمعة تسجيل أول إصابة بطفرة فيروس كورونا المستجدّ مشيرة إلى أنّ المصاب فرنسي عاد مؤخّراً من المملكة المتّحدة إلى مدينة تور (وسط) حيث يخضع للحجر المنزلي.
ولا يزال الشيء الكثير لا يعرف عن السلالة الجديدة للوباء لكن دراسة بريطانية أشارت إلى أن معدل العدوى يصل ما بين 45 إلى 50 بالمائة أعلى من السلالة المعهودة للفيروس التاجي.
ومن الطبيعي جدا أن تتحور الفيروسات يقول الخبراء، وقد رصد العلماء نحو 300 طفرة منذ ظهور الوباء إلا أنهم "قلقون" من طفرتين جديدتين، الأولى ظهرت في بريطانيا والثانية في جنوب إفريقيا، كما أوردت صحف عالمية.
خفض سقف التوقعات في ألمانيا
وفي ألمانيا البلد الذي شهد تطوير أحد أهم اللقاحات المطروحة (فايزر-بيونتيك)، يواجه وزير الصحة بحكومتها ينس شبان انتقادات شديدة بصفته مسؤولا عن أكبر حملة تطعيم في تاريخ البلاد الحديث. فالمنتقدون يرون أن موعد انطلاق حملة التلقيح "متأخر جدا" في ظل ارتفاع عدد الوفيات يوميا، كما أن البلاد لم "تحصل" على كميات كافية لتسريع حملة التلقيح حتى يتم الوصول وبسرعة إلى مستوى "مناعة القطيع" للقضاء على الوباء. ومن هذا المنطلق خفضت جمعية المدن الألمانية اليوم السبت من سقف التوقعات بشأن اللقاح على المدى القصير، عشية إطلاق الحملة.
وقال رئيس الجمعية، بوركهارد يونغ، لمجموعة "فونكه" الإعلامية في مقابلة: "إنها بداية، لكن شبح فيروس كورونا الخطير لم يختف بعد". وتابع أن الموقف المتعلق بمعدلات الإصابة لا يزال مقلقًا، والتلقيح على نطاق واسع ليس ممكنا بعد. وأوضح "يوجد كميات قليلة للغاية من اللقاح من أجل ذلك حاليا".
وقررت الحكومة الاتحادية السماح بتوصيل عدة آلاف من جرعات اللقاح التي تنتجها شركتا بيونتيك وفايزر إلى 27 موقعا، والتي سيتم توزيعها بعد ذلك على 440 مركزا للتلقيح.
وسيكون الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 80 عاما بالإضافة إلى أطقم التمريض والعاملين بالمستشفيات المعرضين لخطر العدوى بشكل خاص، أول من سيتلقون اللقاح.
وبحلول نهاية آذار/مارس، من المفترض أن تتوفر جرعات كافية لنحو 6 ملايين شخص، حيث توقع وزير الصحة ينس شبان أن يتم إعطاء اللقاح لجميع الأشخاص الذين يعيشون في ألمانيا بحلول الصيف.
حساسية مفرطة بعد لقاح موديرنا
وبينما تجري عمليات توزيع اللقاحات على قدم وساق، وذلك ليس في دول الاتحاد الأوروبي فحسب، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية الجمعة عن الدكتور حسين صدر زاده زميل طب أورام المسنين بمركز بوسطن الطبي قوله بأنه أصيب بحساسية شديدة فور تلقيه التطعيم هذا اللقاح وشعر بدوار وتسارع في ضربات القلب. ويعتبر هذا أول رد فعل حاد يجري ربطه علنا بلقاح مودرنا الذي طُرح قبل أيام على مستوى الولايات المتحدة.
وقال ديفيد كيبي المتحدث باسم مركز بوسطن الطبي في بيان يوم الجمعة إن الدكتور صدر زاده "شعر بأنه أصيب بحساسية.. نُقل إلى قسم الطوارئ وقيم الأطباء حالته وعالجوه وأخضعوه للملاحظة وخرج من المستشفى. وهو في حالة جيدة اليوم".
يذكر أن مسؤولين بإدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية أعلنوا الأسبوع الماضي إن الإدارة تتحقق من نحو خمس حالات أصيبت بحساسية في الولايات المتحدة بعد تلقيها لقاح كوفيد-19 الذي تنتجه فايزر وشريكتها الألمانية بيونتك. ويقول الخبراء إنه من الوارد جدا أن تظهر حالات حساسية مفرطة بعيد التطعيم، على أن تبقى تحت السيطرة.
و.ب/ م.س(د ب أ، أ ف ب، رويترز)