كورونا.. اكتشاف متحورة جديدة وميركل تطالب بإجراءات أشد
٢٥ نوفمبر ٢٠٢١أعلن علماء الخميس (25 نوفمبر/تشرين الثاني 2021) اكتشاف متحوّرة جديدة من كوفيد-19 قد تكون شديدة العدوى في جنوب أفريقيا، البلد الأفريقي الأكثر تضررا من الوباء والذي يشهد ارتفاعا جديدا في عدد الإصابات.
وقال عالم الفيروسات توليو دي أوليفيرا في مؤتمر صحافي عقد افتراضيا وأشرفت عليه وزارة الصحة "للأسف، اكتشفنا متحوّرة جديدة مثيرة للقلق في جنوب أفريقيا (...) تظهر المتحّورة (بي.1.1.529) عددا مرتفعا جدا من الطفرات ويمكننا رؤية أن لديها القدرة على أن تنتشر بسرعة كبيرة".
وكان فريقه من معهد "كريسب" للبحوث المدعوم من جامعة كوازولو-ناتال اكتشف المتحوّرة بيتا الشديدة العدوى العام الماضي. ويمكن لتحوّلات الفيروس الأولي أن تجعله أكثر قابلية للانتقال إلى حد يصبح فيه مهيمنا، وهذه كانت الحال مع المتحورة دلتا التي اكتشفت في الهند والتي، بحسب منظمة الصحة العالمية، خفضت من فعالية اللقاحات المضادة لكوفيد-19 بنسبة 40 في المئة.
وفي هذه المرحلة، يجهل هؤلاء العلماء ما إذا كانت اللقاحات المتاحة حاليا فعالة ضد المتحورة الجديدة التي اكتشفوها.
من جهته، قال البروفسور ريتشارد ليسيلز وهو باحث آخر في المعهد "ما يقلقنا هو أن هذه المتحورة قد لا تكون لديها قدرة على الانتقال بشكل أسرع فحسب، بل أن تكون أيضا قادرة على إتلاف أجزاء من جهاز المناعة لدينا".
وحتى الآن، تم الإبلاغ عن 22 إصابة بهذه المتحورة الجديدة وهي تعود بمعظمها إلى شباب، وفقا للمعهد الوطني للأمراض المعدية. وسّجّلت إصابات أخرى بهذه المتحوّرة في بوتسوانا المجاورة وهونغ كونغ لدى شخص عاد من رحلة في جنوب إفريقيا.
ومن المقرر أن تجتمع منظمة الصحة العالمية يوم غد الجمعة لتحديد مدى خطورة هذه المتحورة. وقال جون نكينغاسونغ من المراكز الإفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها في مؤتمر صحافي "هناك العديد من المتحوّرات لكن بعضها لا يؤثر على تطور الوباء".
ومن المحتمل أن ظهور هذه المتحورة الجديدة تسبب بالارتفاع التصاعدي" في عدد الإصابات بكوفيد-19 في الأسابيع الأخيرة"، بحسب وزير الصحة جو فاهلا الحاضر في المؤتمر الصحافي الذي عقده العلماء. وأضاف أن ظهور هذه المتحورة الجديدة "يعزز حقيقة أن هذا العدو غير المرئي الذي نتعامل معه غير قابل للتوقع".
وعلى الصعيد العالمي، أصبحت أوروبا مجددا بؤرة للوباء. وقد أعادت النمسا أخيرا فرض تدابير الإغلاق وأعلنت فرنسا تعزيز الإجراءات الصحية فيما تجاوز عدد الوفيات في ألمانيا عتبة 100 ألف وفاة.
ميركل: إجراءات مكافحة كورونا غير كافية
على صعيد متصل، أعربت المستشارة الألمانية المنتهية ولايتها أنغيلا ميركل عن اعتقادها بأن الإجراءات التي تم اتخاذها للحد من الموجة الرابعة لوباء كورونا غير كافية. وقالت ميركل في برلين اليوم الخميس:" نحتاج إلى مزيد من القيود على الاختلاط".
ورفضت ميركل إلزام نفسها بمطالب بعض الولايات بتبكير موعد مشاورات الحكومة الاتحادية والولايات للوقوف على وضع وباء كورونا، والمحدد لها التاسع من كانون الأول/ديسمبر المقبل، وقالت إن تحديد مواعيد جديدة يعتمد على الولايات" ولا أود أن أقول شيئا عن هذا اليوم".
وأوضحت ميركل أنها تعتبر أن التطور الراهن خطير للغاية، وطالبت بأخذ الاحتياط حتى لا يؤدي هذا التطور إلى أعباء زائدة على كاهل المستشفيات " وكل يوم له أهميته في هذا الشأن".
وأضافت أنها لهذا السبب تلقت باهتمام شديد نبأ اعتزام خليفتها المحتمل أولاف شولتس تشكيل "خلية أزمة" في ديوان المستشارية لمتابعة كيفية التعامل مع الجائحة، "وقد أوضحت له اليوم أن بإمكاننا أن ننجز هذا الأمر معا في هذه المرحلة الانتقالية".
وأشارت ميركل إلى أنها على قناعة "بالخطورة الكبيرة للموقف، فالوضع خطير لأننا لا نزال في حالة نمو أسي (لأعداد الإصابات) ولأن الحالات التي نراها تصاب بالمرض اليوم هي بالأساس حالات لمرضى في الرعاية المركزة".
ألمانيا تسجل أكثر من 100 ألف شخص
كان معهد روبرت كوخ الألماني لأبحاث الفيروسات أعلن تجاوز حصيلة الوفيات في ألمانيا جراء الإصابة بفيروس كورونا حاجز الـ 100 ألف شخص.
وفي أعقاب لقائها مع رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي، قالت ميركل تعليقا على هذا التطور: "هذا يوم حزين للغاية"، وأعربت عن أسفها لعودة وصول الحصيلة اليومية لوفيات كورونا في الوقت الراهن إلى أكثر من 300 حالة يومية.
وكانت ميركل ورؤساء حكومات الولايات اتفقوا في مؤتمرهم الأخير على الاجتماع مجددا في التاسع من الشهر المقبل للتشاور حول كيفية مواصلة مكافحة الجائحة وتقييم الإجراءات الراهنة. وكان العديد من حكام الولايات، ومن بينهم رئيس حكومة بافاريا ماركوس زودر، دعوا إلى عقد المؤتمر الجديد في أقرب وقت ممكن وذلك في رد فعل منهم على التزايد القوي في أعداد الإصابات.
ز.أ.ب/أ.ح (أ ف ب، د ب أ)