قمة مكافحة الفقر الأممية تجمع 16 مليار دولار لتحقيق أهداف الألفية للتنمية
٢٦ سبتمبر ٢٠٠٨أعلن الأمين العام للأم المتحدة بان كي مون تعهد زعماء العالم بتقديم 16 مليار دولار في إطار برامج جديدة للمساعدة في القضاء على الفقر ومكافحة الأمراض ودعم مسارات التعليم في أفقر دول العالم وذلك أثناء مؤتمر الأمم المتحدة بشأن التنمية الذي عقد أمس الخميس في نيويورك.
وأكد بان كي مون أن "هذه التعهدات تفوق أكثر توقعاتنا تفاؤلا". ووفقا للتقديرات الأولية للأمم المتحدة فقد تضمنت التعهدات تقديم ثلاثة مليارات دولار للقضاء على مرض الملاريا وملياري دولار لمواجهة أزمة الغذاء الحالية و4.5 مليار دولار لبرامج التعليم.
أهداف طموحة
وجاءت التعهدات من دول ومؤسسات خيرية ورجال أعمال وذلك من خلال مؤتمر عقد على مدار يوم واحد بهدف "دفع أهداف التنمية العالمية"، وهو أحد أهداف الأمم المتحدة الطموحة لتحسين أوضاع الدول الأكثر فقرا في العالم بحلول عام 2015. فمن جهته قال بيل جيتس مؤسس شركة مايكروسوفت إن هناك حاجة إلى ابتكارات أعظم مثل تطوير لقاحات وأمصال جديدة لمنع انتشار الأمراض. وأضاف أنه سيتبرع بمبلغ 168.7 مليون دولار للأبحاث المتعلقة بابتكار جيل جديد من أمصال الملاريا.
وبين الالتزامات التي قطعت أيضا ما أشار إليه بان كي مون من إعلان رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون والبنك الدولي عن خطة بقيمة مليار دولار لإنقاذ أرواح عشرة ملايين امرأة وطفل بحلول العام 2010 ممن يتخطفهم المرض والجوع.
الأزمة المالية العالمية ومكافحة الفقر
وكان الأمين العام للأمم المتحدة قد أكد أن الأزمة المالية العالمية الحالية التي تجتاح الاقتصاديات الكبرى في العالم سيكون تأثيرها أكبر على الدول الفقيرة. وأضاف أن هذه الأزمة سوف يكون تأثيرها مباشرا على مستوى المعيشة لمليارات البشر خاصة الأشد فقرا منهم، داعيا حكومات العالم إلى التحلي "بالشجاعة والسخاء" في الوفاء بتعهداتها تجاه الفقراء.
غير أن وزير الخارجية الفرنسية قال إنه "من غير الإنصاف" التحدث عن الأهداف المتعلقة بالحد من الفقر في الوقت الذي تواجه فيه الدول الغنية أزمة ائتمانية عالمية. وطالب الوزير الفرنسي بابتداع وسائل جديدة للتمويل من أجل التنمية في ظل النمو الاقتصادي المنخفض الذي تعيشه الدول المتقدمة. في حين ناشد رئيس الوزراء البريطاني الدول الغنية ألا تستخدم الأزمة المالية الحالية كذريعة للتخلي عن أهداف الحرب ضد الفقر في العالم، مؤكدا أن هذا سيكون "أسوأ وقت للعودة إلى الخلف".
يشار إلى أنه من بين أهداف الألفية للتنمية التي وافق عليها قادة العالم عام 2000 هي خفض الفقر الشديد والمجاعة بمعدل النصف بحلول العام 2015 مقارنة مع مستوياتها عام 1990 وخفض الأمراض مثل الايدز والملاريا ومعدل وفيات الأطفال ومحو الأمية.