قمة عربية إفريقية سعياً إلى شراكة استراتيجيه جديدة

تنعقد اليوم (الأحد) في سرت القمة العربية الإفريقية الثانية بهدف إعادة تفعيل التعاون بين الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي للارتقاء به "إلى مستوى شراكة استراتيجيه جديدة". وكانت القمة الأولى بين الجانبين عقدت في القاهرة عام 1977. وجاء في مشروع استراتيجيه الشراكة العربية الإفريقية أن العقود الثلاثة الماضية "شهدت تحولات كبرى كان لها أثر في تغيير المنطقتين والعالم المحيط بهما، لا سيما انتهاء الحرب الباردة وبروز كتل سياسية واقتصادية وتجارية عملاقة".

ويضيف المشروع بأن "التحديات الجديدة والأزمات العالمية المالية والبيئية والصحية دفعت المنطقتين إلى بحث إعادة تفعيل تعاونهما للارتقاء به إلى مستوى شراكة استراتيجيه جديدة من أجل مصالح شعوبهما". وتحدد الاستراتيجيه المبادئ والأهداف ومجالات التعاون بين المجموعتين، إضافة إلى آليات تنفيذ ومتابعة. وقد تم وضع خطة مفصلة للتعاون الاستراتيجي لمدة ست سنوات من 2011 إلى 2016. كما سيصدر في نهاية القمة "إعلان سرت" الذي سيتضمن مواقف عدة من اهتمامات ومجالات التعاون بين المجموعتين.

اختتام القمة العربية دون الإشارة للملف الفلسطيني

وفي سرت أيضاً أنهت القمة العربية الاستثنائية أعمالها مساء السبت بإقرار سلسلة توصيات خاصة بتفعيل العمل العربي المشترك، وأكدت في بيانها الختامي دعم السودان، بينما لم يُشر إلى الملف الفلسطيني. وتلا الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى البيان الختامي الذي أقر التوصيات الخاصة بتفعيل منظومة العمل العربي المشترك التي أصدرتها اللجنة العربية الخماسية في حزيران / يونيو الماضي مع ترك تفاصيل التنفيذ لوقت لاحق. ومع أن البيان الختامي أشار إلى السودان والصومال فانه تجنب الإشارة إلى الملف الفلسطيني. وكانت القمة العربية الاستثنائية عقدت جلسة أولى مغلقة بعيد ظهر السبت استمرت نحو ثلاث ساعات ونصف الساعة في حين ان الجلسة الثانية كانت قصيرة ولم تدم أكثر من نصف ساعة.

البشير يحذر من تفجر الصراع في الجنوب السوداني من جديد

ومن ناحيته اتهم الرئيس السوداني عمر حسن البشير المتمردين الجنوبيين السابقين بالتراجع عن بنود اتفاقية للسلام. وحذر البشير في قمة سرت من خطر تفجر الصراع من جديد إذا لم يتوصل الجانبان لتسوية الخلافات قبل إجراء استفتاء هناك بشأن انفصال الجنوب. وزادت التصريحات التي أدلى بها البشير من حدة الحرب الكلامية المتصاعدة بين الخرطوم والحركة الشعبية لتحرير السودان المهيمنة في جنوب السودان بعد خمسة أعوام من إنهاء الجانبين حربا أهلية استمرت عشرات السنين باتفاقية أبرمت عام 2005. ولم يتبق سوى ثلاثة أشهر على الموعد المقرر لإجراء الاستفتاء على استقلال الجنوب الغني بالنفط وهو استفتاء يعطى الحق لسكانه كي يقرروا إما إعلان الاستقلال وإما أن يظلوا جزءا من السودان.

وقال البشير في قمة سرت إنه يأسف لأن رئيس حكومة جنوب السودان سلفا كير أعلن نية الانفصال. وذكرت وكالة الأنباء السودانية أن هذا يتناقض وبنود اتفاق السلام المبرم عام 2005 والذي نص على أنه يتعين على الشماليين والجنوبيين محاولة جعل الوحدة أمرا ذي جاذبية بالنسبة للجنوبيين قبل إجراء الاستفتاء. وأضاف البشير إنه لا يزال ملتزما بإجراء الاستفتاء إلا انه يتعين على الجانبين أولا تسوية خلافاتهما بشأن ترسيم الحدود وكيفية اقتسام عائدات النفط والديون والمياه.

(س ج / د ب أ، أ ف ب، رويترز)

مراجعة: ابراهيم محمد