1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

قلق دولي من تحرك أكبر كتلة جليدية على الإطلاق بالقطب الجنوبي

٢٩ نوفمبر ٢٠٢٣

بدأ أحد أكبر الجبال الجليدية في العالم في الانجراف بعيد عن القطب الجنوبي، بعد أن كان قد استقر في مكانه بعد انفصاله عن القارة لأكثر من ثلاثة عقود. تتزايد المخاوف من تأثيرات حركة الجبل الهائل على الكائنات الحية في المنطقة.

https://p.dw.com/p/4ZUb4
صورة قمر صناعي لأكبر جبل جليدي في العالم ، يدعى A23a في 15 نوفمبر 2023.
رصدت الأقمار الاصطناعية حركة جبل A23a وهو يبتعد عن القارة القطبية الجنوبية ما أثار قلق العلماءصورة من: NASA/ZUMA Press Wire/ZUMAPRESS/picture alliance

في عام 1986 انفصل الجبل الجليدي المعروف باسم A23a ، عن الجرف الجليدي الشهير فلشنر Filchner في القطب الجنوبي، ورغم ذلك استقر وضعه في مكانه وبقي لسنوات عديدة في منطقة "بحر ويديل" بفعل وزنه الهائل والتصاقه بالقاع.

لكن مؤخراً كشفت صور الأقمار الصناعية الأخيرة أن الجبل الجليدي الهائل، الذي يزن ما يقرب من تريليون طن، ويبلغ حجمه ثلاثة أضعاف حجم مدينة نيويورك بمساحة تبلغ حوالي 4000 كيلومتر مربع، قد بدأ ينجرف بسرعة عبر الطرف الشمالي لشبه جزيرة أنتاركتيكا القطبية الجنوبية، بمساعدة الرياح وتيارات المياه القوية. وقال أوليفر مارش عالم الجليد البريطاني وخبير المسح الجليدي للقارة المتجمدة القطبية الجنوبية إنه من النادر رؤية جبل جليدي بهذا الحجم أثناء الحركة، لذلك سيراقب العلماء مساره عن كثب، بحسب ما ذكر لصحيفة غارديان البريطانية.

ومع اكتسابه الزخم بسبب التيارات المائية والهوائية، فإنه من المحتمل أن يتوجه الجبل الجليدي الهائل نحو المحيط الجنوبي على مسار يعرف باسم "زقاق الجبل الجليدي iceberg alley" حيث يمكن العثور على جبال جليدية أخرى في هذه المنطقة من المياه العميقة.

وقال مارش: "بمرور الوقت، ربما يبداً A23a في الذوبان جزئياً ليبدأ في الطفو بالقدر الذي يسمح له بالارتفاع عن قاع المحيط وبالتالي إمكانية دفعه بواسطة تيارات المحيط"، مشيراً إلى أن الجبل يعد من بين أقدم الجبال الجليدية في العالم، وفق موقع صحيفة "تسايت" الألماني.

وقال أندرو فليمنغ، خبير الاستشعار عن بعد من هيئة المسح البريطانية لأنتاركتيكا، لبي بي سي إن الجبل الجليدي كان ينجرف ببطء شديد خلال العام الماضي، ويبدو الآن أن حركته تتسارع الآن، مشيراً إلى أن هناك احتمال بأن تغير حرارة مياه المنطقة التي استقر فيها الجبل سابقاً قد تغيرت.

ويخشى علماء الأحياء المائية من أن تدفع التيارات المائية بالجبل الضخم في اتجاه عكسي ليعود ويلتصق بجزيرة جورجيا الجنوبية، وهو الأمر الذي من شأنه أن يشكل أزمة للحياة البرية في القارة القطبية الجنوبية، إذ تتكاثر الملايين من حيوانات الفقمة وطيور البطريق والطيور البحرية في الجزيرة وتتغذى في المياه المحيطة لكن الجبل الهائل قد يقطع الطريق على حركة هذه الحيوانات.

يذكر أنه في عام 2020، أثار جبل جليدي عملاق آخر عرف باسم A68، مخاوف من الاصطدام بجزيرة جورجيا الجنوبية ما كان سيؤدي إلى سحق الحياة البحرية في قاع البحر وقطع وصول الكثير من الكائنات إلى الغذاء، لكن تم تجنب مثل هذه الكارثة في نهاية المطاف عندما تفتت الجبل الجليدي إلى أجزاء أصغر، وهو ما يرجع العلماء أن تكون النهاية المحتمل لجبل A23a أيضا.

وقال مارش إن "جبلاً جليدياً بهذا الحجم لديه القدرة على البقاء متماسكاً لفترة طويلة في مياه المحيط الجنوبي، على الرغم من أنها أكثر دفئاً، ويمكن أن يشق طريقه شمالاً نحو جنوب إفريقيا حيث يمكن أن يعطل حركة الشحن في المنطقة".

عماد حسن

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد