1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

قصة لاجئة صانعة للأمل بتضامن أكبر للمرأة العربية في برلين

علاء جمعة
٣٠ مايو ٢٠٢٤

جدة لأربع أحفاد، قادتها ظروف الحرب من اليرموك إلى برلين، لتصبح الأمين العام المقرر لاتحاد المرأة العربية في برلين. أرادت فاطمة توفير الدعم اللازم للنساء العربيات لتحقيق الاندماج في المجتمع الألماني ليصبحن أكثر قوة.

https://p.dw.com/p/4gNOd
فاطمة الطيب تشرح أهداف الاتحاد للحضور في برلين
فاطمة الطيب تشرح أهداف الاتحاد للحضور في برلينصورة من: Alla Juma/DW

"في رحلة تعبر بين ضفاف الحنين للوطن ورغبة قوية في بناء مستقبل مشرق، تتجسد قصة فاطمة الطيب، المرأة الفلسطينية الجزائرية القاطنة في  برلين، كرمز للتحدي والإصرار. بعد إرسالها لابنها إلى ألمانيا لبدء حياة جديدة، لم تكن تتوقع فاطمة أن تصبح هي أيضًا لاجئة في هذا البلد، ولكنها واجهت التحديات بكل قوة وعزيمة. يتناول النص رحلتها من مخيم اليرموك في سوريا إلى العاصمة الألمانية برلين، حيث عملت بجد لدعم  المرأة العربية  المهاجرة وتمكينها من التكيف مع الحياة الجديدة. بتأسيسها لاتحاد للمرأة العربية في برلين،

بالرغم من إرسال ابنها إلى ألمانيا للدراسة ومن ثم العمل، لم يكن يخطر على بال فاطمة الطيب بأنها ستترك بلدها سوريا وستنتقل أيضا إلى ألمانيا في رحلة لجوء طويلة، قادتها إلى العاصمة الألمانية برلين. فاطمة الطيب والجدة لأربعة أحفاد تعرف حالها بأنها فلسطينية جزائرية من مواليد مخيم اليرموك في سوريا. ولأصولها الجزائرية قصة أيضا كما تقول حيث هاجر أسلافها في الماضي من الجزائر إلى سوريا بسبب ظروف الحرب هناك. بيد أنها ظلت متمسكة بأصولها الجزائرية كما تقول لتشغل فيما بعد منصب في الاتحاد العام للنساء الجزائريات في سوريا.

لدى قدوم فاطمة إلى ألمانيا آواخر عام 2014 كان من الواضح لها المشاكل التي تواجهها المرأة العربية  في ألمانيا، فالعديد من النساء  جئن لاجئات إلى ألمانيا بسبب ظروف الحروب في العراق وسوريا واليمن والصومال وقبلها أيضا من فلسطين ولبنان. بيد أن فاطمة كانت تنظر لما أمامها من مشاكل من منظور آخر مختلف. فهي قضت سنوات عمرها في العمل النقابي النسائي. وكانت عضوة في اتحادات عديدة للمرأة كما تقول لموقع لمهاجر نيوز.

الاتحاد أساس القوة

وتقول فاطمة: مشاكل المرأة كثيرة، فاللغة ليست العائق الوحيد أمامها، بل أيضا العادات والتقاليد ومنظومة العائلة المختلف مع منظور العائلة في الغرب. وتضيف المرأة العربية مشاكلها قد تكون نسوية، ولكن أيضا عائلية، فهي تسعى طوال الوقت من أجل الحفاظ على تماسك عائلتها وتوفير احتياجاتهم، بيد أنها في الغرب أصبحت وحيدة. بحيث غابت عنها العديد من الأمور التي كانت تساعدها في السابق في رعاية العائلة مثل العائلة الكبيرة والقدرة على التواصل مع المؤسسات الحكومية وتوفير المرشدين والخبراء المناسبين.

لذلك قررت فاطمة ضرورة إيجاد اتحاد خاص  بالمرأة العربية  في برلين، بحيث يتوفر لدى المرأة العربية بغض النظر عن بلدها حاضنة مؤسساتية تدعمها وتعينها على الاندماج بشكل أفضل في مجتمع ناطق بالألمانية، وتمكنها من فهم أفضل بحقوقها وواجباتها من أجل تعزيز وجودها وذاتها في الغربة.

ولأن الاتحاد قوة كما تقول فاطمة، سعت منذ البداية إلى التواصل مع النساء العربيات اللواتي سبقنها بالقدوم إلى ألمانيا وكون لديهن خبرة كافية من أجل نقل هذه الخبرة إلى الأخريات اللواتي يحتجن الدعم والمساعدة.

تريد النساء الفاعلات في المجتمع نقل خبرتهن للقادمات الجدد من أجل اندماج أفضل
تريد النساء الفاعلات في المجتمع نقل خبرتهن للقادمات الجدد من أجل اندماج أفضلصورة من: Alla Juma/DW

نقل الخبرة إلى النساء الأخريات

المهندسة أشجان شعراني والتي تعمل مهندسة معمارية في برلين  وتعمل أيضا بشكل جزئي في مجال رعاية الشباب

" Jugend Hilf" في برلين أخبرت موقع مهاجر نيوز عن كيفية تعرفها على فاطمة والتعاون لاحقا من أجل مساعدة النساء والعائلات المهاجرة. وتقول: التقيت فاطمة في إحدى الفعاليات الخاصة باللاجئين في برلين، ولفتني حماسها وقدرتها الكبيرة على التواصل. اتفقنا على التعاون المستقبلي، وتمكنت من تقديم النصح والمشورة إلى العديد من النساء القادمات حديثا لبرلين.

أشجان والتي تقطن في  برلين  منذ حوالي 25 عاما، كان لديها الخبرة الكافية من أجل التواصل مع السلطات الحكومية، وعملها في مكتب رعاية الشباب مكنها من معرفة العديد من القوانين المفيدة وهو ما حاولت نقله إلى النساء الأخريات. وتقول لمهاجر نيوز: لفت انتباهي ثقة النساء بفاطمة وقدرتها على التواصل السريع معهن وقامت بإرسال العديد منهن إلي أو إلى خبيرات أخريات تعرفت بهن فاطمة من أجل مساعدتهن لدى الدوائر الحكومية أو تقديم الإرشاد لهن. أحببت هذا العمل وأحببت أننا صار لدينا شبكة كبيرة من النساء المتطوعات اللواتي يملكن الخبرة ولديهن الرغبة في المساعدة. لذلك فإن فكرة تكوين اتحاد للمراة العربية  كان مغريا لنا كنساء. ومن أجل الحصول على موافقة حكومية توجهنا للسلطات المختصة ورحبوا بالفكرة لكن كان يتوجب علينا إنجاز بعض المتطلبات التي طلبتها الدوائر الحكومية في ألمانيا مثل قانون تأسيسي وانتخابات وهيئة إدارية وهو ما قررنا عمله.

دعم الأسرة كان المدخل

نجلاء (الاسم تم تغييره) وهي لاجئة سورية قالت لموقع مهاجر نيوز أنها تعرفت على فاطمة لأن ظروف اللجوء الصعوبة كانت ستقودها للطلاق. فهي كانت على خلافات مع زوجها، كما أنها أحست أنها غير قادرة على متابعة تربية الأبناء خاصة أنها كانت لا تزال في طور تعلم اللغة، وهو ما قاد بها للشعور بالعجز. وعندما نصحتها صديقة لها بالتعرف على مجموعة من النساء من بينهن فاطمة تساعد النساء الأخريات ترددت بالبداية لأنها لا تريد أن تفضح نفسها بيد أنها أخبرت فاطمة أنها تبحث عن خبيرة بالإرشاد التربوي والعائلي تتحدث العربية، وهو ما وفرته لها بسرعة وتعددت الزيارات ولاحظت قيام فاطمة بالحرص على تشجيع  النساء  على التعاون من أجل مساعدة بعضهن البعض وهو ما أدى بالنهاية إلى انضمامها للمجموعة.

شبكة المرأة العربية في برلين

تقول فاطمة أنه بعد جهود كبيرة وإجراءات بيروقراطية عديدة تمكنت النساء من عقد مؤتمر تأسيسي، وتم إقرار القوانين التأسيسية المطلوبة وتم اجراء انتخابات كما طلبت الدوائر الحكومية في برلين. وتم في المؤتمر انتخاب فاطمة الطيب لتكون الأمين العام المقرر للاتحاد.

وتقول فاطمة أنا مسرورة للغاية لما يحدث أعلم أن هذه الإجراءات قد يراها البعض بسيطة إلا أنها مهمة جدا من أجل تأسيس اتحاد نسائي يعنى بالمرأة العربية  في برلين، وهو ما سينعكس على واقع المرأة العربية هناك، وقد نرى تحركات مماثلة للانتشار داخل مدن ألمانية وأوروبية أخرى. وتقول "من أجل ذلك تنعقد الآمال وسنسعى لذلك بكل جهدنا".

مهاجر نيوز 2024