1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

قسم اللغة الألمانية وآدابها بجامعة الأزهر: أحد منابر حوار الثقافات والأديان

أجرى الحوار في القاهرة: علاء الدين إبراهيم سرحان١٧ فبراير ٢٠٠٧

طالما ساهمت جامعة الأزهر بكلياتها المختلفة في تأهيل كوادر تنوط بمهمة تفعيل حوار الحضارات. موقعنا أجرى خلال زيارته لهذه الجامعة العريقة الحوار التالي مع أ.د. محمد أحمد منصور، رئيس قسم اللغة الألمانية بها:

https://p.dw.com/p/9rfP
لغة جوته وشيللر في رحاب جامعة الأزهر
Gespräch mit Mohammed Ahmed Prof. Mansour
موقعنا في حوار مع أ.د. محمد أحمد منصورصورة من: Aladdin Sarhan/DW-WORLD

DW-WORLD.DE: أنتم ترأسون قسم اللغة الألمانية بجامعة كان لها دوراً حيوياً في تحديد ملامح تاريخ دول العالم الإسلامي قاطبة. هل لكم أن تذكروا لنا أسباب إنشاء هذا القسم؟

منصور: كلية اللغات والترجمة من الكليات الحديثة أو المستحدثة بجامعة الأزهر، وهى جامعة يبلغ عمرها ما يزيد عن ألف عام. ويرجع تاريخ إنشاء هذه الكلية إلى عام 1965 وقسم اللغة الألمانية بها إلى عام 1969. وكما تعلمون فإن تعلم اللغة الألمانية يلقى إقبالاً شديداً في مصر حالياً، ومن ثم كانت الحاجة إلى أقسام للغة الألمانية بالجامعات المصرية. وهناك أسباب أخرى لإنشاء هذا القسم بجامعة الأزهر: فالجامعة تدرك أهمية أقسام اللغات الأجنبية عموماً، واللغات الأوروبية الهامة على وجه الخصوص. واللغة الألمانية الآن من اللغات الهامة في أوروبا والعالم بسبب الدور الريادي لألمانيا على الصعيد السياسي والثقافي والاقتصادي. ولدينا هنا قسمان أتشرف برئاستهما هما: قسم دراسة اللغة الألمانية وآدابها أو ما نسميه بـ"الجرمانيات" وشعبة الدراسات الإسلامية باللغة الألمانية. والسبب في تأسيس هذه الشعبة يكمن في كون كتابات المستشرقين الألمان عن الإسلام كثيرة ومتعددة ومتنوعة ومختلفة الرؤى والاتجاهات، ومن ثم كان لابد من إدخال شعبة موازية لها بجامعة الأزهر.

هل لنا إذاً أن نعتبر شعبة الدراسات الإسلامية باللغة الألمانية في جامعة الأزهر مرادفاً لأقسام الاستشراق والعلوم الإسلامية، التي تزخر به العديد من جامعات ألمانيا؟

إذا صح مصطلح "الاستشراق" فهي ترادف وتماثل التخصص المعروف في الجامعات الألمانية بهذا الاسم. وفي شعبة الدراسات الإسلامية يدرس الطالب خمس سنوات أي عشرة فصول دراسية، حيث يتعلم في البداية اللغة الألمانية فقط، وابتداءً من الفصل الدراسي الثالث يدرس الطالب المواد الإسلامية بكافة فروعها كالحديث والتفسير والسيرة النبوية وكل ما يتصل بالعلوم الإسلامية، وكل ما يشكل اللبنة الأولى لفهم الإسلام فهماً صحيحاً سواء باللغة العربية أو الألمانية أو بأي لغة كانت.

Koran.jpg
الأزهر يهتم بكل ما يكتبه المستشرقون عن الإسلامصورة من: DW

وماذا يميز قسم اللغة الألمانية وآدابها بجامعة الأزهر عن نظيره في أي جامعة ألمانية؟

ثمة مصطلح أكاديمي شائع هو "اللغة الألمانية وآدابها في الخارج"، أي تخصص الدراسات الجرمانية خارج ألمانيا. ويتم التركيز في هذا النوع من التخصصات على دراسة الظواهر المتشابهة والمختلفة بين الثقافة الألمانية والثقافة الأخرى في مجالي الأدب واللغة، بالإضافة إلى العوامل المشتركة اجتماعية كانت أم تاريخية. وهذا ما يتميز به قسم اللغة الألمانية وآدابها في مصر عموماً وجامعة الأزهر خصوصاً. أما خصائص اللغة الألمانية في العصور الوسطي أو اللهجات الألمانية فيتم التطرق إليها، لكن لا تتم دراستها بنفس التعمق المعهود في ألمانيا. من ناحية أخرى يخدم هذا القسم بدون أدنى شك الحوار بين أتباع الثقافة الألمانية والعربية، فعندما ينشأ جيل يستطيع أن يتكلم اللغتين ويفهم الحضارتين، ويدرك أبعاد وطريقة الفكر الأوروبي ومزود بمعرفة ثقافية عن العالم العربي الإسلامي، فلا بد أنه سيكون قادراً على الحوار. وعملية الحوار هذه لن تؤتي أُكلها بدون استعداد جيد وبدون محاورين يفهمون طريقة تفكير الطرف الآخر. وما يتميز به قسم اللغة الألمانية وآدابها في جامعة الأزهر عن بقية أقسام اللغات الألمانية في جامعة القاهرة أو عين شمس أو المنيا أو المنوفية، على سبيل المثال، هو الجمع بين القيم المشتركة والاختلافات الحضارية في الأدب والتركيز على ما يعرف بالحوار بين الثقافات والحرص ألا تكون الدراسة مجرد عرض واحد فقط للحضارة واللغة الألمانية، وإنما عرض للحضارتين العربية والألمانية في وقت واحد.

ما مدى الإقبال على دراسة هذا التخصص بجامعة الأزهر؟

الإقبال على دراسة اللغات الأجنبية كبير في الجامعات المصرية. والدليل على ذلك أن كلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر تضم عدداً كبيراً من الطلاب ممن حصلوا على أعلى الدرجات في مرحلة الثانوية العامة. ويأتي قسم اللغة الألمانية على رأس قائمة الأقسام التي تقبل الطلاب المتفوقين في الثانوية العامة. أما عدد الطلاب هنا فيرتبط بما يعرف في مصر بمكتب التنسيق، الذي تمكن مهمته في توزيع خريجي الثانوية العامة حسب الرغبات والمجموع على الكليات المختلفة. لكن بغض النظر عن عدد الطلاب، لا يدرس في قسم اللغة الألمانية إلا أكثر الطلاب تفوقاً. ويتراوح عدد المسجلين حالياً في الفرقة الأولى في شعبة الجرمانيات بين مائتي ومائتي وخمسين طالباً.

ما هى المجالات التي يعمل بها خريجو هذا القسم؟

هناك فرص عديدة منها العمل بعد التخرج في مجال التدريس. وهناك من يعمل في مجالات الإرشاد السياحي أو الترجمة الفورية أو الأدبية. ومشاريع الترجمة الآن لا تعد ولا تحصى وتدر ربحاً وفيراً، لذلك هناك حاجة إلى أعداد هائلة من المتخصصين العارفين باللغتين العربية والألمانية.

Al Azhar
الأزهر حدد معالم التاريخ الإسلامي على مر العصورصورة من: Tierecke/Flickr.com

هناك من يتهم العرب والمسلمين بالتقوقع داخل نطاق حضارتهم، إلا إن تواجد مثل هذا القسم في جامعة الأزهر وهى جامعة ذات خلفية إسلامية يدحض هذا الادعاء، أليس كذلك؟

أنه بالطبع اتهام لا يصمد أمام أي جدلية عقلانية. والسبب في ذلك أن دراسات اللغات الأوروبية سواء الإنجليزية أو الفرنسية قائمة في مصر منذ بدايات القرن التاسع عشر. وبعد أن عاد طه حسين من باريس أدخل دراسة اللغة الإغريقية والإيطالية في جامعة القاهرة. إذاً فالعالم العربي ومصر بالدرجة الأولى مهتمة ومنفتحة على الثقافات الأخرى منذ فترة طويلة، ناهيك عن العلاقات الثقافية المستمرة بين العرب وأوروبا منذ أيام الحملة الفرنسية والبعثات العلمية، التي أرسلها محمد علي باشا إلى فرنسا. لكن البعض قد يأخذ علينا عدم تبينا لكل ما تنجه الحضارة الأوروبية. وهذا محل الاختلاف، لكني دائماً ما أضرب مثلاً تعلمناه في ألمانيا هو: أننا عندما نقدم لشخص ما طعام نتركه يأكل ما يشأ، لأنه يتناول ما يحتاجه جسمه أما ما لا يحتاجه فلا يأكله، لأن في جسمه ما يكفيه من العناصر. وعندما تنتج الحضارة الأوروبية قيم أخلاقية وقيم فكرية وتصورات ورؤى للحياة لا نحتاج نحن إليها أو مختلفة عما نحتاجه تماماً فليس بالضرورة أن يتبناها العرب والمسلمون.

ما هي الجهات الألمانية التي تدعم هذا القسم؟

نتلقى الدعم من الجانب الألماني ممثلاً في الهيئة الألمانية للتبادل العلمي، التي توفد إلينا بشكل دوري أستاذاً جامعياً ألمانياً متخصصاً. ويتولى هذا الأستاذ مهمة التدريس للطلاب في مرحلتي الليسانس والدراسات العليا، بالإضافة إلى مشاركته في الإشراف العلمي ومناقشة رسائل الماجستير والدكتوراة/ مما يجعله يشكل همزة الوصل بيننا وبين الطرف الألماني. وفي عام 2007 وهو العام المصري الألماني للعلوم والتكنولوجيا سيتم بالتأكيد تعزيز هذا التعاون.

كيف تشجعون الطالب المصري على الالتحاق بقسم اللغة الألمانية وآدابها بجامعتكم؟

نقدم للطلاب خدمة تعليمية جيدة وليس هذا من باب التفضل وإنما هو واجبنا، كما نحاول تطبيق أساليب التدريس والبحث العلمي، التي تعلمناها في ألمانيا من حيث المنهج الأكاديمي والعلمي المنضبط البعيد كل البعد عن الهوى والتحيزات الذاتية والفردية، بالإضافة إلى الحرص على الانضباط والجدية هو ما تعلمناه أيضاً في المجتمع الألماني. ومكتبي مفتوح دائماً للطلاب سواء كان الأمر يتعلق بمشكلة علمية أو غير علمية داخل نطاق ما أستطيع أن أساعد فيه وهذا ما يجعل العلاقة بيني وبين الطلاب وثيقة وإنسانية بالدرجة الأولى قبل ان تكون علاقة أكاديمية.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد