1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

قرارات "سياسية" تربك الجامعات المصرية

وفاء البدري ـ القاهرة١٢ سبتمبر ٢٠١٤

حزمة من القرارات سبقت عاما دراسيا جديدا كان أبرزها تأجيل موعد بدء الدراسة، وهو ما اختلف على أسبابه الطلاب والأساتذة. فهل تتدخل الحكومة بقرارات سياسية من شأنها الضغط على الطلاب؟.

https://p.dw.com/p/1DB2t
Ägypten Studenten Protest Al-Azhar Universität Kairo 27. Dez.
صورة من: Reuters

تغيرات متتالية على الساحة السياسية المصرية كان لها انعكاساتها على فئة الشباب، التي لعبت دورا فاعلا في التطورات السياسية التي شهدتها البلاد. وبما أن الجامعات ملتقى لأعداد كبيرة من البشر، فقد نالت نصيبها من التأثر بخروج بعض التظاهرات وانخراط طلابها في الأحداث.

قرارات رئيس جامعة القاهرة جابر نصار بتجميد أنشطة الأسر الطلابية - مجموعات النشاط الطلابي -التي قد تروج لأنشطة سياسية ومنع ارتداء ملابس عليها شعارات سياسية داخل الجامعة، بدت كخطوة استباقية قبل عودة الطلاب إلى الجامعات. وتلا تلك القرارات قرار بتأجيل الدراسة بالجامعات الحكومية فيما أعلنت الحكومة أن الأسباب تقتصر على إعادة ترميم المباني الجامعية التي أتلفتها أعمال العنف في العام الدراسي الماضي.

قراءات مختلفة لأسباب القرارات

أثارت تلك القرارات ردود أفعال متباينة بين الطلاب والأساتذة، إذ يرى محمود الأزهري الطالب بجامعة الأزهر والمتحدث باسم ما يعرف بـ "طلاب ضد الانقلاب" أنه في العام الماضي تم تأجيل النصف الثاني من العام الدراسي، حتى وصل عدد أيام الدراسة الفعلية إلى ما يقرب من شهر واحد مما أضر بالتحصيل الدراسي للطلاب.

Mahmoud Al Azhari
صورة من: Wafaa Albadry

يقول الأزهري لـ DW عربية إن "قرار تأجيل الدراسة قرار سياسي من الدرجة الأولى هدفه الانتهاء من إجراءات تعسفية تجاه طلاب محددين ما زال مصيرهم مجهولا حتى الآن. كما أن الحكومة تقول إنها تؤجل الدراسة حتى الانتهاء من صيانة المدن الجامعية، في حين يقترح نائب رئيس الجامعة إلغاء المدن الجامعية تماما أو تأجيل تسكين الطلاب بها شهرين بعد بداية العام الدراسي". ويكمل الأزهري "التظاهرات الطلابية ستعود حتما في الجامعات لأن الطلاب غاضبين بسبب أحداث العام الماضي".

ومن جامعة أسيوط بجنوب مصر فإن محمد عسران الطالب بكلية الهندسة وأمين اتحاد طلاب الجامعة يرى أن أسباب تأجيل الدراسة هي سياسية وأمنية. ويضيف عسران في حديثه مع DW " اللائحة الطلابية المنظمة لدراسة الطالب وإقامته وأنشطته داخل الجامعة ما زال عليها خلاف كبير والهدف من التأجيل هو تمرير تلك اللائحة المعيبة، التي تسلب الطلاب الكثير من حقوقهم". ويؤكد عسران انسحاب معظم أمناء الاتحادات الطلابية لمصر في آخر اجتماع لعدم تمرير تلك اللائحة القانونية إلا أن التأجيل سيمنح فرصة لتمريرها عبر طلاب غير منتمين للاتحادات الطلابية المنتخبة.

أما عبد الرحمن ناصر المحاضر بجامعة القاهرة وطالب الدراسات العليا فيرى أن التأجيل مستحب لتجهيز الجامعة ويقول "لا أمانع إذا كان التأجيل لأسباب أمنية، فما شهدته الجامعات العام الماضي لا يحتمل تكراره هذا العام. فكما أن التأجيل قد يضر الطالب فإن عدم وجود أمن بشكل كاف قد يضر الطالب أيضا". ويرى ناصر أن جامعة القاهرة ما زالت تعمل بشكل طبيعي حتى في فترة الصيف وأن هناك إنشاءات جديدة لتأمين أسوار الجامعة ضد الدخلاء.

Kairo Ägypten Student Protest Demonstration
جامعة الأزهر شهدت عدة مظاهرات مناوئة للحكم الجديد في مصرصورة من: picture alliance/AP Photo

تأجيل الجامعات لراحة الحكومة أم لراحة الطلاب؟

ما بين مؤيد ومعارض من الطلاب تمتد الحيرة إلى أساتذة الجامعات محمد وهدان، أستاذ الإعلام بجامعة الأزهر الذي يقول: "تعاقدت الجامعة مع شركة أمنية خاصة لتقوية الحرس الإداري والتأجيل لعدم جاهزية المباني". ويضيف وهدان في لقائه مع DW "العام الدراسي الماضي هو أصعب عام مر على الجامعة على الإطلاق فقد شهدت بنفسي حمل الطالبات لمواد حارقة وكيماوية لتهديد أخريات أثناء الامتحانات".

ويؤكد أن الجامعة ليست مكاناً لممارسة أي نشاط سياسي وأفضل القرارات هو التصدي لمثل تلك الأنشطة. وهو ما يراه أيضا المنسق العام للأنشطة الطلابية لجامعة القاهرة نبيل خليل علي. ويقول علي لـDW عربية أن منع الشعارات السياسية على الملابس شيء قانوني تنص عليه اللائحة الطلابية وأنه مسموح بارتداء ملابس عليها شعارات فقط للانشطة المصرح بها داخل الجامعة. ويضيف "تأجيل الدراسة لتوفير وقت الطلاب المغتربين ولا توجد أسباب أمنية فالمتظاهرين عشرات فقط وأتمنى أن تعود الشرطة إلى الحرس الجامعي فالحرس الإداري أضعف من حماية الجامعة في هذا الوقت الصعب".

Ägypten Studenten Protest Al-Azhar Universität Kairo 27. Dez.
احتجاجات طلابية، صورة من الأرشيفصورة من: Reuters

على النقيض يرى محمود خفاجي، الأستاذ غير المتفرغ بجامعة الأزهر أن القرار سياسي. ويضيف خفاجي، الذي يقترب من سن السبعين لـ DW عربية قائلا: "لم أر موجات طلابية عنيفة طوال تاريخي في التدريس الجامعي منذ عام 1965 مثلما شاهدت العام الماضي. الطلاب حقا غاضبون واعتقد أن التظاهرات ستعود بعودتهم إلى التجمع في الدراسة". ويوضح خفاجي أن "قرار تأجيل الجامعات هو قرار سياسي ضاغط على الطلاب وأعضاء هيئة التدريس على السواء"، على حد تعبيره.

ويتساءل خفاجي "كيف لطالب لديه إمكانات بسيطة أن يدرس مناهج طويلة في وقت قصير ومضغوط بارتباكات أمنية؟". ويرى الأستاذ المخضرم أن "التدخل السياسي في الجامعات لم يكن هكذا في الماضي. فهذه هي المرة الأولى التي أشهد فيها إقصاء لكل المنتمين لتيار واحد دون الاعتبار لمكانتهم العلمية".

أطراف الوسط الجامعي الذين ينقسمون بين مؤيد ومعارض لتلك القرارات الأخيرة هم الحلقة الواصلة بين الساحتين السياسية والتعليمية. وعلى اختلاف الآراء فإنه أصبح واضحا أن الموسم الجامعي الجديد سيكون حافلا بالجدل الذي قد يتخطى ساحات التعليم إلى ساحات السياسة أو العكس.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات