قتلى وجرحى في قصف "عشوائي عنيف" لمدنية تعز اليمنية

قتل سبعة مدنيين وأصيب 22 آخرون في قصف عنيف استهدف في وقت متأخر الثلاثاء العديد من أحياء مدينة تعز اليمنية، وفق ما أفاد مصدر طبي لوكالة الأنباء الفرنسية. وقال المصدر إن سكان الإحياء التي استهدفها الحرس الجمهوري والوحدات الخاصة في الشرطة وجهوا نداءات لتلقي المساعدة وخصوصا أنهم عجزوا أحيانا عن إجلاء الضحايا. وأضاف أن القصف استمر ليلا من دون أن يوضح أسبابه.

وذكرت تقارير إخبارية اليوم الأربعاء بأن تعز (200 كلم جنوبي صنعاء) تعرضت إلى قصف وصفه محليون بأنه الأعنف على الإطلاق. وذكر موقع "مأرب برس" اليمني أن الأحياء السكنية في المدينة تعرضت لقصف من قبل معسكرات القوات العسكرية الموالية للرئيس علي عبد الله صالح، والمتركزة في جميع الجهات. وقاتلت وكالة رويترز إن القوات الموالية للرئيس اليمني أطلقت قذائف مدفعية في وقت متأخر يوم الثلاثاء على مقاتلين مسلحين يساندون المحتجين في مدينة تعز بجنوب اليمن في أحدث تفجر للعنف في المعقل المناهض لصالح، حيث كانت شرارة الانطلاقة الأولى للانتفاضة الحالية ضد الرئيس اليمني.

وقالت مصادر محلية بأن قوات صالح أغلقت الليلة جميع المنافذ المؤدية إلى المدينة، فيما انقطع التيار الكهربائي عن المدينة بشكل كلي، بالتزامن مع بدء القصف العشوائي بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة، على المدينة، واندلاع اشتباكات مسلحة في عدد من أحيائها. وأضافت المصادر أن عدد القتلى والمصابين يقدر حتى الآن بالعشرات، ومن الصعب الجزم بحصيلة نهائية للضحايا بسبب عدم التمكن من إسعاف عشرات المصابين العالقين في الأحياء السكنية بسبب القصف فضلا عن تعرض سيارات الإسعاف والدراجات النارية التي تقوم بنقل المصابين لإطلاق النار من قبل من يوصفون بالبلاطجة الموالون لصالح.

وقال عبد القادر الجنيد أحد سكان المدينة لرويترز "القوات الحكومية من التلال ومن المتاريس الأمنية ومن مستشفى الثورة وساحة الحرية يطلقون قذائف مدفعية". وأضاف قوله إن المناطق السكنية بالمدينة تشهد كل أنواع القصف الذي يتخلله أحيانا تراشق بالنيران. قالت قناة الجزيرة التلفزيونية إن ستة أشخاص جرحوا في القصف المدفعي وصلوا إلى المستشفى وإنه من المتوقع وصول المزيد لكنها استدركت بقولها انه لم يمكن على الفور تحديد عدد الإصابات. وألقى التلفزيون الحكومي اللوم على المعارضة في تفجر القتال وقال إن أربعة من الجنود الحكوميين أصيبوا بجراح.

قصف ومسيرات ليلة في صنعاء

وفي "ساحة التغيير" بصنعاء، التي يعتصم فيها عشرات الآلاف المطالبين برحيل الرئيس صالح، خرجت مسيرة داخلية انطلقت في تمام الساعة الواحدة بعد منتصف الليل للتضامن مع أبناء تعز والتنديد بالقصف الذي تتعرض له. وكانت تجمعات ضخمة احتشدت في صنعاء أمس للمطالبة بدعم دولي للانتفاضة اليمنية، ودعا المتظاهرون إلى محاكمة صالح وأسرته، محملين إياه المسؤولية عن حالة عدم الاستقرار الحالية. وقتل شخصان أمس وجرح شخص عندما أطلقت قوات موالية لصالح النار عشوائيا على منطقة مجاورة لـ"ساحة التغيير" في هائل بصنعاء.

وحسب رويترز فقد أسفرت قذائف مورتر عن مقتل اثنين وإصابة ستة في صنعاء في تجدد فيما يبدو للقتال بين القوات الموالية للرئيس علي عبد الله صالح والقوات المنحازة إلى صفوف محتجين مناهضين لنظامه. ونقلت الوكالة عن طبيب إن الضحايا جميعهم من المدنيين أصابتهم قذيفة مورتر سقطت في سوق بحي تتصارع على السيطرة عليه القوات الموالية لصالح وقوات موالية للواء علي محسن الذي كان حليفا للرئيس صالح وانشق عليه. وأحد القتلى كان في الرابعة عشرة من العمر. وقال الطبيب إنه تلقى تهديدات بالقتل لمساعدته الجرحى وعلقت في فناء مسكنه حقيبة من الرصاص كتحذير. وقال "نعالج هؤلاء المحتجين والمدنيين لكن الحكومة تريد تهديدنا كي نتوقف عن أداء وظيفتنا. والآن يهددون أسرتي."

ولقي نحو 650 متظاهرا حتفهم وأصيب الآلاف منذ شباط/فبراير عندما خرج اليمنيون إلى الشوارع للمطالبة بإنهاء حكم صالح المستمر منذ 33 عاما.

(ع.ج.م/ رويترز، أ ف ب/ د ب أ)

مراجعة: حسن زنيند