1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

Facebook in Gaza

٣ يناير ٢٠١١

يعتبر فيسبوك وسيلة الاتصال الأبرز لأبناء قطاع غزة المحاصرين. فمنهم من يستخدمه للتواصل مع أقاربهم بالخارج ومنهم من يستخدمه لنقل معاناتهم وما حَل بهم بعد حرب عام 2008، بينما يستخدمه آخرون لعرض الهوايات والقُدُرات لتنميتها.

https://p.dw.com/p/zqkq
صورة من: AP

أضحى بوسع كل شخص في العالم الانضمام إلى الشبكة الاجتماعية المعروفة بـ"فيسبوك" وإنشاء صفحة خاصة به من خلال حساب مجاني. وأبناء قطاع غزة، مثلهم مثل كل شعوب العالم، أدخلوا هذه الوسيلة إلى مجتمعهم. وسرعان ما انتشرت بشكل كبير بفعل انتشار الحواسيب في المنازل ومقاهي الانترنت الموجودة في كل أرجاء قطاع غزة. فحصار إسرائيل لغزة، منذ أكثر من أربع سنوات، دفع بالغزيين إلى اللجوء لصفحات فيسبوك، وخصوصا لمن تقطعت بهم السُبل في السفر للخارج لرؤية ذويهم.

ووفقا للكثيرين ممن استطلعت دويتشه فيله آرائهم في القطاع حول استخدامهم فيسبوك، وجدنا أنهم يخصصون ساعات عديدة للاستفادة منه في مجال صقل مهارات التعامل مع الآخرين، وكسب صداقات من مختلف الدول ومعرفة طبيعة حياتهم. كما يعكف كثيرون منهم على تبادل الآراء حول المواضيع السياسية الفلسطينية وسط الخلافات الداخلية التي عَصَفت بالمجتمع الغزي المُنقسم ما بين"حمساوي وفتحاوي". وقد أفرز هذا الخلاف سجالات واتهامات بين الطرفين ميدانها صفحات فيسبوك. علاوةً على ذلك هناك من يبادر إلى إنشاء صفحات خاصة لنشر الواقع الحياتي في القطاع.

حلقة وصل قصَّرت المسافات

NO FLASH Facebook Symbolbild
فيسبوك ـ حلقة وصل قصرت المسافاتصورة من: picture alliance / dpa

دويتشه فيله ارتادت مقاهي الانترنت في أنحاء متفرقة من القطاع للتعرف على أهمية فيسبوك. ففي وسط غزة، وفي أحد تلك المقاهي وجدنا "خالد" منهمكا في عرض صور شخصية في صفحته على فيسبوك إلى جهات وصفها لنا بالأقارب في الكويت. وحسب خالد فإن هؤلاء الأقارب لم يتمكنوا من دخول القطاع لفقدهم الهوية الفلسطينية منذ نحو ثلاثين عاما. ويضيف خالد بأن هذه الوسيلة "خلتني كأنهم قاعدين معي وقصرت المسافات فيما بيننا".

وبدوره يرى أحمد أبو جلمبو، وهو صاحب مقهى وسط خان يونس، أن فيسبوك قدم أعظم خدمة للشعب الفلسطيني للتواصل ولمّ شَمْل العائلات، مشيرا إلى حصوله على عناوين أقارب له، لم يرهم منذ عشرين عاما، عن طريق البحث في صفحات هذا الموقع. ويضيف أبو جلمبو بأنه تمكن من مشاهدتهم وتبادل الأخبار والآراء معهم عبر فيسبوك. أما أنيس هشام فيستخدم هذا الموقع لتسويق "بطاقات الكاش" واستضافة المواقع الالكترونية. وتقول فاطمة، وهي إحدى طالبات جامعة الأقصى، بأنها تنشر الشعر والنثر وتتبادل الآراء مع المهتمين بهذه القضايا؛ بينما تستخدمه أسرة عماد عبد الكريم للتواصل مع أقاربها الذين يحول الحصار دون السفر إليهم.

"مضيعة للوقت وانتهاك للحرية الشخصية"

Facebook in Gaza
عائلة عماد عبد الكريم تستخدمفيسبوك للواصل مع أقربائها خارج القطاعصورة من: DW

الآراء في كل شيء تأتي متباينة، فهناك فريق معارض لفيسبوك ويعتبره "مضيعة للوقت وانتهاكا للحرية الشخصية"، حسب كلام منصور عبد الله من الجامعة الإسلامية في غزة. ويضيف عبد الله، في حوار مع دويتشه فيله، بأنه اشترك في فيسبوك لمدة شهر وكان يقضى أكثر من ست ساعات يوميا واكتشف بأن "المحصلة كانت مضيعة وقت وهبل في هبل". إلا أن لأنيس هشام رأيا آخر، إذ يقول "نحن من نسمح بعرض أو إخفاء المعلومات الخاصة بنا. ومن يقول عنه هبل يعني أنه لا يعرف أن يستغله بشكل صحيح".

وأكبر الأضرار التي تحدث في فيسبوك، وفق ما أكده لنا خبير الحاسوب المهندس رامي مرتجى، فهي غالبا ما تخص الفتيات. وهي تكمُن، حسب مرتجى، في بعض الحسابات الشخصية خصوصا لمن تصنع لنفسها غرفة خاصة، وتضع بها صورها الشخصية وصور عائلتها، متجاهلة "أن فيسبوك مجرد موقع قد يتعرض للاختراق من قبل ضعاف النفوس". كما ينتقد إبراهيم فيسبوك واصفاً إياه بالمُسبب للمشاكل الأُسرية للبعض بفعل الجلوس أمامه لساعات متواصلة، مقرا، من جهة أخرى، بأنه "ثورة العصر في تكنولوجيا المعلومات".

"منبر للدعاية السياسية ولتجنيد العملاء"

Facebook in Gaza
أنيس هشام يستخدم فيسبوك لتسويق بطاقات الكاش وحسابات الهوت فايلصورة من: DW

وبفعل الحصار وما خلفته حرب غزة، أدخل بعض أبناء القطاع وسيلة فيسبوك في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. كما يستخدمونه في محاولاتهم لفك الحصار عن القطاع. ويكشف الناشط الفلسطيني طارق حسن لدويتشه فيله أن لديه صفحة على فيسبوك استطاع من خلالها "نشر الكثير عما خلفته الحرب من قتل و دمار وتشرد". وشدد حسن على أن قناعات الكثيرين في الغرب ممن اتصل بهم عبر فيسبوك قد "تغيرت تجاه إسرائيل".

وبالرغم من أن المهندس سالم الحلو يستغل فيسبوك "لنقل معاناة أبناء القطاع جراء الحصار"، فإنه يرى فيه "بنكاً مجانيا للموساد الاسرائيلى لتجنيد العملاء". وهو ما أكده أيضا المتحدث باسم وزارة الداخلية في حكومة حماس بغزة إيهاب الغصين. وشدد الغصين على أن أجهزة المخابرات الإسرائيلية تستخدم "المعلومات التي تحصل عليها عن طريق فيسبوك، ووسائل الاتصال الحديثة الأخرى، للضغط على الأشخاص لتجنيدهم كي يصبحوا جواسيس بعد أن توهمهم بأنها تعرف عنهم كل شيء".

شوقي الفرا ـ غزة

مراجعة: أحمد حسو

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد