1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

في اليوم الخامس.. أنباء متضاربة عن توغل بري في غزة

١٤ مايو ٢٠٢١

تجاوزت حصيلة قتلى القصف الإسرائيلي على قطاع غزة المائة فلسطيني، بينهم 27 طفلاً. في الوقت الذي قتل فيه 7 أشخاص داخل إسرائيل، بينهم طفل وجندي. ولكن ما حقيقة ما قيل عن "توغل" بري إسرائيلي في القطاع؟

https://p.dw.com/p/3tMlZ
جانب من غارة جوية إسرائيلية على بيت لاهيا شمالي قطاع غزة
قتل في العمليات العسكرية على قطاع غزة نحو 105 فلسطيني بينهم 27 طفلاصورة من: Mohammed Abed/AFP/Getty Images

التصعيد يأخذ منحى جديدا..فهل تنفع الوساطة الأمريكية بخفضه؟

تواصَل القصف العنيف ليل الخميس-الجمعة على قطاع غزّة، بينما كانتدفعات الصواريخ تنطلق من القطاع في اتّجاه المدن والبلدات الإسرائيلية، لا سيما الجنوبية منها، في اليوم الخامس من نزاع تسبّب بمقتل أكثر من مئة فلسطيني وسبعة إسرائيليين.

وحصل لبعض الوقت لغط حول توغّل لقوّات إسرائيليّة في قطاع غزة المحاصر أعلنه المتحدث باسم الجيش جوناثان كونريكوس، قبل أن يتراجع ويقول إنّ الجنود لم يدخلوا القطاع، بل حصل خطأ داخلي "في التواصل".

وأثار الإعلان خشية من تصعيد جديد في النزاع الأخطر منذ حرب 2014 بين إسرائيل وحركة حماس.

كان الجيش الإسرائيلي نشر في وقت سابق الخميس دبابات ومركبات مدرّعة على طول الحاجز الفاصل بين إسرائيل والقطاع. وقال أبو عبيدة، المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحماس، في بيان "أيّ توغل برّي في أي منطقة في قطاع غزة سيكون بإذن الله فرصة لزيادة غلّتنا من قتلى وأسرى العدو، وجاهزون لتلقينه دروسا".

وأطلقت الفصائل الفلسطينية المسلحة في غزّة ليلاً دفعات متتالية من الصواريخ نحو جنوب إسرائيل المتاخم للقطاع الفلسطيني.

وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة الخاضع لسيطرة حركة حماس ارتفاع  حصيلة  القتلى إلى 119شخصاً والمصابين إلى 625 بعد 
الغارات التي شنتها اسرائيل خلال ليلة امس الخميس. وقالت الوزارة إن من بين القتلى 27 طفلاً و11سيدة، بحسب وكالة سما الفلسطينية للأنباء. 
وقتل سبعة أشخاص في الجانب الإسرائيلي منذ الاثنين، بينهم طفل وجندي.

ودوت أصوات انفجارات عبر شمال وشرق غزة. وقال شهود عيان إن أسراً كثيرة تعيش في مناطق قريبة من الحدود تركت منازلها وتبحث أسر أخرى عن مأوى في المدارس التي تديرها الأمم المتحدة.

وأعلن الجيش الإٍسرائيلي أن حوالي 160 طائرة استهدفت في منتصف ليلة أمس الخميس شبكة من الأنفاق حفرتها حركة حماس تحت مدينة غزة  في أكبر غارة إسرائيلية منذ اندلاع القتال في وقت سابق من هذا الأسبوع. وبحسب الجيش الإسرائيلي، في هذه الحملة الجوية التي استمرت قرابة 40 دقيقة، تم اطلاق نحو 450 صاروخا على 150 هدفًا شمال غزة، بحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" في موقعها الإلكتروني.

صواريخ كتائب القسام أمكن رؤيتها من أشكيلون بإسرائيل
أطلقت كتائب القسام صاروخ "عياش 250" الذي يتجاوز مداه 250 كلم في اتّجاه مطار رامون جنوب إسرائيلصورة من: Amir Cohen/REUTERS

تغير نوعي 

وقال الجيش الإسرائيلي إنّ حماس حاولت توجيه طائرات مسيّرة محمّلة بمتفجّرات نحو إسرائيل. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي تفقّد الخميس موقع بطّارية لمنظومة "القبة الحديد" المضادّة للصواريخ في وسط البلاد، "سيستغرق الأمر وقتاً، لكنّنا سنُعيد الاطمئنان إلى إسرائيل".

وكانت حماس أعلنت في وقت سابق إطلاق صاروخ "عياش 250" الذي يتجاوز مداه 250 كلم في اتّجاه مطار رامون في جنوب إسرائيل، ثاني أكبر مطار في الدولة العبرية، رداً على مقتل عدد من قادتها الأربعاء و"نصرة للمسجد الأقصى"، وفق بيان لها.

وعلّقت شركات طيران عدّة خدماتها إلى الدولة العبريّة، خوفاً على أمن ركّابها، فيما دعت الولايات المتحدة رعاياها إلى تجنب السفر إلى إسرائيل بسبب أعمال العنف، كما أوصت رعاياها بعدم الذهاب إلى قطاع غزّة والضفّة الغربيّة حيث رفعت مستوى التحذير إلى أقصى درجة.

ودعت حماس "شركات الطيران العالميّة إلى وقف فوري لرحلاتها إلى أيّ مطار في نطاق جغرافيا فلسطين المحتلة". ولم يُعرف مكان سقوط الصاروخ وما إذا تسبّب بأضرار، بعدما ذكرت حماس أنّ "قدرته التدميريّة كبيرة".

وبلغ عدد الصواريخ التي انطلقت من غزّة حتّى الآن نحو 1750 بحسب الجيش الإسرائيلي الذي نفّذ أكثر من 600 ضربة على القطاع المحاصر الذي يقطنه قرابة مليوني شخص.

صواريخ من لبنان

وليلاً، أُطلقت ثلاثة صواريخ من جنوب لبنان باتّجاه إسرائيل، وفق ما أفاد مصدر عسكري لبناني وكالة فرانس برس. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنّ الصواريخ سقطت في البحر قبالة سواحل البلاد الشماليّة.

وذكر مصدر عسكري لبناني أنّ إطلاق الصواريخ حصل من بساتين قريبة من مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين، ولم تُعلن أيّ جهة مسؤوليتها عن القصف. وأكّد مصدران مقرّبان من حزب الله الذي يتمتع بنفوذ كبير في المنطقة وخاض حربا مدمرة ضد إسرائيل في 2006، أن "لا علاقة للحزب بإطلاق الصواريخ".

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مساء الخميس إلى "وقف التصعيد والأعمال العدائية فورا في غزة وإسرائيل".

لا بوادر للتهدئة

ويثير النزاع قلقا دوليا بالغا. وبعد طول أخذ ورد، أُعلِن أنّ مجلس الأمن الدولي سيعقد اجتماعاً افتراضيّاً علنيّاً حول النزاع الإسرائيلي الفلسطيني الأحد الساعة 14,00 بتوقيت غرينيتش، على ما أفاد دبلوماسيّون الخميس. وكان الاجتماع مقرّراً الجمعة، لكنّ الولايات المتحدة فضلت إرجاءه.

وقبلت الولايات المتحدة منذ الإثنين عقد اجتماعين عبر الفيديو خلف أبواب مغلقة وبصورة طارئة حول التصعيد، لكنّها رفضت إعلانَين مشتركين يطالبان بإنهاء الأعمال العدائيّة، معتبرةً أنهما "سيأتيان بنتائج عكسية" في هذه المرحلة، حسب دبلوماسيين. وبذلك، يؤيد الأمريكيون موقف حليفهم الإسرائيلي الرافض لأيّ تدخّل لمجلس الأمن في النزاع.

وتحدث وزير الخارجية أنتوني بلينكن هاتفيا مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم الأربعاء لكن مسؤولين أمريكيين قالوا إنه يبدو أن عباس إما غير قادر أو غير راغب في كبح جماح الهجمات الصاروخية التي تقودها حماس على أهداف إسرائيلية.

ونتيجة لذلك، تواصلت إدارة بايدن مع عدد من الدول العربية بالمنطقة لحملها على ممارسة نفوذها على حماس، التي تصنفها واشنطن بأنها منظمة إرهابية، لوقف العنف.

وقال بايدن للصحفيين يوم الخميس إنه "لم يكن هناك رد فعل مبالغ فيه" من جانب الإسرائيليين على الهجمات.

ولم تقدم جهود الهدنة التي تبذلها مصر وقطر والأمم المتحدة حتى الآن أي مؤشر على إحراز تقدم وسترسل الولايات المتحدة مبعوثا إلى المنطقة.

صدامات داخل إسرائيل

وأثارت التطوّرات الأخيرة غضباً بين عرب الداخل الإسرائيلي الذين خرجوا للاحتجاج، واصطدموا غالباً مع متطرّفين يهود أو مع القوى الأمنيّة. وتخلّلت المواجهات أعمال شغب وتحطيم وإحراق سيارات. ولم تشهد هذه المناطق أعمال عنف كهذه منذ سنوات طويلة.

وأمر وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس الخميس بإرسال "تعزيزات مكثّفة" من القوى الأمنية إلى تلك المدن.

ومساء الخميس، فتح رجل النار من سلاح خفيف على مجموعة من اليهود فأصاب أحدهم بجروح في ساقه في مدينة اللد التي تشهد مواجهات عنيفة منذ أيام، وفق ما أفاد شاهد والشرطة.

ووقعت مواجهات ليل الثلاثاء الأربعاء في مدينة اللد بوسط إسرائيل بين عرب ومجموعات من اليهود المتطرفين، قتل خلالها موسى حسونة (32 عاما). وتمّ على الإثر إحراق كنيس وعدد من السيّارات، ما حمل السلطات على إعلان "حال الطوارئ" فيها وفرض حظر تجوّل اعتبارا من الساعة 20,00 بتوقيت غرينتش.

ع.ح./خ.س. (ا ف ب، رويترز، د ب أ)