1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

فنان عراقي يخلق من النفايات أعمالا فنية معاصرة

مناف الساعدي ـ بغداد٢٣ سبتمبر ٢٠١٢

أصبحت النفايات مصدرا مهما للكثير من القطاعات الصناعية في العالم. وبات جمعها حرفة توفر فرص عمل للفقراء. كما أصبحت مصدر إلهام للفنانين الشباب في كل مكان. شاب عراقي يستخدم النفايات في أعماله الفنية ويلقى إعجاب الجمهور

https://p.dw.com/p/16Con
Main title\Environmental art in iraq. Photo titl\ Art aims to save the city from waste ,Baghdad, Iraq. Place and, Date: Baghdad, Iraq, Sep, 20,2012 Copyright\Photographer: Munaf Al-saidy
صورة من: DW

"الفن البيئي" أو "الفن الشعبي التركيبي المعاصر"، عنوان لضرب من ضروب الفن التشكيلي، كما يسميه مبتكره الفنان العراقي الشاب، عقيل خريف (33 عاماً)، ويهدف من خلاله إلى تجميل مدينته بغداد عن طريق جمع النفايات المختلفة، المعدنية منها والمطاطية، ليدًورها إلى أعمالاً فنية على هيئة لوحات ومجسمات.

حتى إذا بدا "الفن البيئي" للوهلة الأولى فناً عادياً كتلك الفنون التي عُرفت من خلال مدارسها المتنوعة بروادها وبلدانها المختلفة، إلا أن فن عقيل خريف يختلف عن غيره من الفنون الأخرى من حيث "الشكل والمضمون".في هذا السياق يقول في حوار مع DW عربية: "بدايتي مع هذا الفن تعود إلى فترة تخرجي من كلية الفنون الجميلة في بغداد عام 2010، حيث نالت أعمالي التي عرضتها كبحث تخرج، إعجاب الحضور لما قمت به من عمل فني جمعته من نفايات بغداد، عنوانه واقع الشباب العراقي في ظل البطالة".

Main title\Environmental art in iraq. Photo titl\ Aqeel kharef ,Baghdad, Iraq. Place and, Date: Baghdad, Iraq, Sep, 20,2012 Copyright\Photographer: Munaf Al-saidy
الفنان العراقي عقيل خريفصورة من: DW

فن هادف؟

"أهدف من خلال أعمالي إلى بث روح التوعية لدى المواطنين للمضي نحو بيئة سليمة خالية من النفايات"، يضيف خريف الذي يتخذ من منزله ورشة له. ويتابع: "رسالتي تتجسد باحترام البيئة من أجل إنسان سليم".

وبحسب خريف فإن فنه "يعد وليد ثورة وجدانية"، يهدف من خلاله إلى إنقاذ مدينته من أطنان النفايات الغافية بين أزقتها وشوارعها وأبنيتها "لخلق بيئة سليمة من شأنها أن تساهم في ترسيخ الوعي البيئي والثقافي لدى المواطنين للحفاظ على جمالية ونظافة مدينتهم".

خريف الذي له علاقة وطيدة بساحات النفايات المنتشرة بشكل كبير في أزقة مدينته بغداد، والتي تعد مصدر إلهامه الأول، مما تنتج يداه من هذه الأعمال المبتكرة التي ينتهي بها المطاف في قاعات ومعارض تشكيلية، يشير إلى أن أعماله تبدأ بفكرة بسيطة ثم تتوالد بعدها الأفكار.

و يسعى التشكيلي الشاب، الذي تأثر بالعديد من المدارس الفنية الكلاسيكية، إلى جعل "فنه البيئي" مدرسة بعد أن التمس إعجاب طلبته بهذا الفن وإبداعهم ومحاولاتهم الناجحة في تسخير نفايات بغداد وتطويعها حسب رغباتهم الفنية. لكن قلة الدعم المادي والمعنوي أحد الأسباب التي تقف حائلاً أمام تطوير المشروع.

افتقار إلى الدعم المادي

ويضيف الفنان التشكيلي الذي يعمل أستاذاً لمادة حماية البيئة في كلية هندسة البيئة في الجامعة المستنصرية ببغداد: "لدي الكثير من الأفكار التي أسعى إلى إنجازها ولكنها تفتقر إلى الدعم المادي (...) فالوعود التي يطلقها المسؤولون كثيرة لكنها لا تنفذ"، ومن أبرز تلك الأفكار، يوضح خريف، عزمه على تحويل هذا الفن إلى مدرسة "لأنه بدأ يستهوي الكثير من طلابي".

Main title\Environmental art in iraq. Photo titl\ Art aims to save the city from waste ,Baghdad, Iraq. Place and, Date: Baghdad, Iraq, Sep, 20,2012 Copyright\Photographer: Munaf Al-saidy
عمل فني من أعمال الفنان عقيل خريفصورة من: DW

وتعد أعمال نافورة الماء والمكتبة الصغيرة اللتان صُنعتا من إطارات الدراجات الهوائية التالفة، من أبرز الأعمال التي لاقت إعجاب محبي فن خريف، والتي وصلت إلى 50 عملاً فنياً، بالإضافة إلى غيرها من الأعمال التي تعرضها كلية البيئة في مداخلها وممراتها كنماذج عن ابتكارات فنية بوسائل عصرية صنعت بيدي خريف.

طفرة نوعية

من جانبها، ذكرت مديرة قسم نوعية الهواء والضوضاء في وزارة البيئة العراقية أن "الفن الذي جاء به الفنان عقيل خريف يعتبر طفرة نوعية وفريد من نوعه (...) خصوصا وأن هدفه إنقاذ شوارع بغداد من أطنان النفايات المتراكمة".

وتقول سوزان سامي في حوار مع DW عربية والتي ساهمت مع خريف في إقامة العديد من المهرجانات البيئية إن "طموحات عقيل باتت محصورة في ظل قلة الدعم المادي من قبل الجهات المسؤولة و كثرة المطالبات بإعادة تدوير النفايات لما فيها من مواد أولية".

وعن الخطط المستقبلية توضح سامي بالقول: "نسعى إلى إنشاء نصب في بغداد مكون من النفايات الصلبة ليكون الأول من نوعه في هذا المجال"، مبينة أن وزارتها تسعى إلى أقامة عدة مهرجانات مشتركة مع خريف "لزيادة الوعي البيئي لدى المواطنين".

Main title\Environmental art in iraq. Photo titl\ Aqeel kharef,working on converting waste into pieces of art ,Baghdad, Iraq. Place and, Date: Baghdad, Iraq, Sep, 20,2012 Copyright\Photographer: Munaf Al-saidy
و مثابرة في تدوير النفاياتصورة من: DW

ولخريف العديد من المعارض التشكيلية التي أقامها داخل العراق وخارجه أبرزها تلك التي أقامها في العاصمة الروسية موسكو، في معرض السلام، فضلاً عن إقامته للمعارض في سوريا ولبنان.

وأنضم العراق أواخر عام 2009 إلى اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية للتغيرات المناخية، التي توجب عليه القيام بإجراءات وقائية لمنع أو تقليل مسببات تغير المناخ من خلال تلوث البيئة، غير أن وزارة البيئة تؤكد أن العراق لم ينفذ أي مشروع استراتيجي في هذا المجال حتى الآن.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد