فسحة للروح وإنعاش للجسد ـ هواية التجوّل جزءاً من ثقافة الألمان
٩ مارس ٢٠٠٩يعتبر التجوّل في الغابات والتمتّع بالمناظر الطبيعية الخلاّبة من بين الهوايات المُفضّلة لدى الكثير من الألمان في أوقات فراغهم. وتعدّ ألمانيا من ضمن الدّول، التي يقبل فيها الألمان والسياح الأجانب على ممارسة رياضة التجوّل، نظرا لكثرة الغابات فيها وكذلك لانتشار المساحات الخضراء الممتدّة الأطراف ولوجود طرقات وممرّات خاصة للمتجوّلين في الغابات وفي المناطق الجبلية، يقدّر طولها بنحو 200 ألف كيلومتر.
التجوّل بحثا عن الراحة والشعور بالطمأنينة
يبحث المتجوّل في العادة عن الراحة والطمأنينة والابتعاد عن ضوضاء المدينة وضغوط الحياة اليومية والتمتّع بالمناظر الطبيعية الخلاّبة وكذلك استعادة قواه البدنية، وهو ما جعل آلاف الألمان، المعروف عنهم كثرة العمل، يقبلون على رياضة التجوّل، خاصّة وأن ألمانيا غنية بالغابات، على غرار الغابة السوداء في جنوب البلاد، ومختلف المساحات الخضراء الشاسعة وكذلك المحميّات الطبيعية المترامية الأطراف. ففي المنطقة الحدودية مع فرنسا ولوكسينبورغ توجد مثلا المحميّة الطبيعية سار-هونسروك، التي يشقها ممرّ صخري أطلق عليه اسم "لوزهايمه" ويبلغ طوله 14 كيلومتر. وبإمكان المتجوّل من خلال ممرّ "لوزهايمه" التمتّع بالأشكال الصّخرية الطبيعية المتنوّعة وبخرير الجداول التي تشقّ الأودية المترامية الأطراف.
ممرّ لوزهايمه للمتجوّلين الرومانسيين
وعلى امتداد ممر "لوزهايمه" توجد أبراج صخرية تآكلت أطرافها بفعل العوامل الجوية على مدى السنين. كما يضفي جدولان طابعا رومانسيا على الممرّ الصخري الوعر، في حين يُعطيه حصن، يعود إلى العهد الروماني، بعدا تاريخيا مميّزا. وبإمكان المتجوّلين أخذ قسط من الراحة في إحدى الحانات الصّغيرة الموجودة على أطراف ممرّ "لوزهايمه" وتناول المشروبات الساخنة والباردة أو وجبة طعام خفيفة. وبإمكان عشاق الطبيعة التجوّل عبر هذا الممرّ في الأشهر المتراوحة بين شهر مارس/آذار وشهر نوفمبر/تشرين الثاني، بيد أنّهم عليهم التسلّح بأحذية سميكة ومريحة.
ممرّ إيغيه لعشّاق الطبيعة العذراء
من جهته، يُعتبر ممر "إيغيه"، الذي يربط بين غابة تويتوبرغه وبين منطقة زاورلاند في شمال غرب ألمانيا من أهم الممرّات لممارسة رياضة التجوّل. يُشار إلى أن هذا الممر كان يُعدّ في السّابق من أهّم الطرق التجارية والممرّات العسكرية. وفي العصر الحديث تحوّل ممرّ "إيغيه" إلى جزء من طريق أوروبي طويل للتجوّل يربط بين البحر المتوسّط وبحر الشمال. وبإمكان المتجوّلين عبر ممرّ "إيغيه" ليس التمتّع بطبيعة عذراء فحسب وإنّما أيضا مشاهدة معالم تاريخية تعود إلى عصور ما قبل التاريخ والعهد الروماني. وعادة ما يستغرق التجوّل عبر هذا الممر ثلاثة إلى أربعة أيّام.
ممرّ روتهار للباحثين عن المغامرة
في حين، يوجد ممرّ "روتهار" أو "الشّعر الأحمر" بين نهري الراين وفيزر ويربط بين منطقة زاورلاند في جنوب شرق ولاية شمال الراين واستفاليا وغابة فيستر الجبلية الممتدة عبر ولاية هيسين وولاية راينلاند بفالس. ويبلغ طول ممر "الشعر الأحمر" أكثر من 154 كيلومتر، كما يتميّز بارتفاعه الذي يناهز ثلاثة آلف متر عن مستوى البحر، ذلك أن الممرّ يشق مناطق جبلية وعرة وكذلك عدد من البحيرات الصغيرة والأنهار. كما توجد العديد من المطاعم الصّغيرة والحانات على حافتيه، ويمكن للمتجوّلين عبور الممر في كلّ الفصول، ولكن يفضّل عدم التجوّل في الشتاء نظرا لتساقط الثلج، الذي يجعل من التجوّل أمرا صعبا أحيانا.