1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW
سياسةفرنسا

فرنسا ـ ميشال بارنييه سياسي مخضرم في زمن الانقسامات الحادة

٥ سبتمبر ٢٠٢٤

إنه الأكبر سنا في تاريخ هذا المنصب، ويخلف بارنييه رئيس وزراء كان في نصف عمره تقريبا. وقوبل تعيين ماكرون للسياسي اليميني برفض اليساريين، الذين يحتاج لأصواتهم لنيل الثقة. والآن يعول ماكرون على أصوات اليمين المتطرف.

https://p.dw.com/p/4kKMI
ميشيل بارنيه (أرشيف 2/11/2021)
ابتعد ميشال بارنييه عن الساحة السياسية الفرنسية منذ فشله في ضمان دعم حزبه "الجمهوريين" لمواجهة ماكرون في الانتخابات الرئاسية عام 2022. صورة من: JULIEN DE ROSA/AFP

بعد مرور قرابة شهرين على انتخابات تشريعية مبكرة، كلّف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخميس (5 سبتمبر/ أيلول 2024) مفاوض الاتحاد الأوروبي السابق في ملف بريكست ميشال بارنييه، تشكيل الحكومة الفرنسية المقبلة

 وبارنييه (73 عاما) أكبر رئيس حكومة في تاريخ فرنسا الحديث وكُلف تشكيل "حكومة جامعة في خدمة البلاد"، على ما أضافت الرئاسة.

 ويخلف بارنييه، غابريال أتال (35 عاما) الذي يصغره بنصف عمره تقريبا واستمرت رئاسته للحكومة ثمانية أشهر فقط.

اليسار مستاء من تعيين يميني

 ولقي نبأ تعيين السياسي المخضرم المنتمي لحزب "الجمهوريين" اليميني وغير المرتبط بحزب ماكرون الوسطي، استياء لدى اليسار الذي قد يسعى لإطاحته في تصويت طرح الثقة.

 وأفرزت الانتخابات ائتلافا يساريا في مقدمة القوى السياسية في فرنسا لكن دون حصوله على غالبية صريحة في البرلمان.

 وانقسمت الجمعية الوطنية بين ثلاث كتل: تحالف الجبهة الشعبية الجديدة الذي يجمع الأحزاب اليسارية والذي يملك أكثر من 190 مقعدا، يليه معسكر الرئاسة الذي فاز بـ160 مقعدا، والتجمّع الوطني اليميني المتطرّف الذي يملك 140 مقعدا.

 وبالتالي، فإنّ أيّا من الكُتل لم يقترب من الأغلبية التي تبلغ 289 مقعدا في المجلس الذي يتألّف من 577 مقعدا.

عمل ميشال بارنييه مفاوضا للاتحاد الأوروبي في ملف بريكست، هنا في الصورة في بروكسل بجوار دومينيك راب - وزير الدولة البريطاني لشؤون الخروج من الاتحاد الأوروبي. (أرشيف 26/7/2018)
عمل ميشال بارنييه مفاوضا للاتحاد الأوروبي في ملف بريكست، هنا في الصورة في بروكسل بجوار دومينيك راب - وزير الدولة البريطاني لشؤون الخروج من الاتحاد الأوروبي. (أرشيف 26/7/2018)صورة من: Reuters/Y. Herman

 وكان قد تم التداول باسم شخصيتين كأبرز الخيارات لرئاسة الحكومة، وهما رئيس الوزراء الاشتراكي الأسبق برنار كازنوف والقيادي في حزب الجمهوريين اليميني كزافييه برتران. لكن حسابات البرلمان الجديد لم تصب في مصلحتيهما.

 ففي فرنسا يعين رئيس الجمهورية رئيس الوزراء، قبل تصويت في البرلمان لنيل الثقة.

 لكن بارنييه اليميني ومفاوض الاتحاد الأوروبي سابقا في ملف  بريكست ، شوهد ظهر الخميس مغادرا بعد محادثات في الاليزيه مع ماكرون ليعود إلى السياسة من الباب العريض رئيسا للوزراء.

 وابتعد عن الساحة السياسية الفرنسية منذ فشله في ضمان دعم حزبه "الجمهوريين" لمواجهة ماكرون في الانتخابات الرئاسية عام 2022، في حملة اتجه فيها أكثر نحو اليمين واقترح وقف الهجرة.

ميشال بارنييه "متوافق مع ماكرون" ولديه حظوظ في نيل تأييد البرلمان، حسبما قال مستشار للرئيس لوكالة فرانس برس طالبا عدم ذكر اسمه.

 وأكد وزير في الحكومة المنتهية ولايتها طالبا أيضا عدم الكشف عن اسمه أن بارنييه "يحظى بشعبية كبيرة بين أعضاء اليمين في البرلمان دون أن يكون مصدر إزعاج لليسار".

أمل في أصوات اليمين المتطرف

 ويبدو أن ماكرون يعوّل على عدم قيام حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف بزعامة المرشحة السابقة في الانتخابات الرئاسية مارين لوبن بإطاحة بارنييه في حال طرح الثقة.

وقالت لوبن "سننتظر سماع خطاب بارنييه بشأن السياسة العامة" أمام البرلمان قبل تحديد موقف بشأن منحه الثقة أم لا.

 وقال رئيس "التجمع الوطني" جوردان بارديلا إنه سيتم الحكم على بارنييه "بناء على الأدلة" عندما يخاطب البرلمان.

 وستكون تركيبة الحكومة الجديدة تحت المجهر لأي مؤشرات على تنازلات لخصوم ماكرون السياسيين.

انتقادات الخضر واليسار الراديكالي

 وقالت مارين تونديلييه زعيمة الخضر في تصريحات سابقة "نعلم في نهاية المطاف من يقرر. اسمها مارين لوبن. إنها الشخص الذي قرر ماكرون الرضوخ له".

 وقال جان لوك ميلانشون اليساري الراديكالي، الذي ينتمي حزبه "فرنسا الأبية" وحلفاء آخرين إلى كتلة اليسار، إن تكليف ماكرون السياسي اليميني يعني أن الانتخابات "سُرقت من الفرنسيين".

ترحيب أوروبي

 ورحبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لايين بتكليف بارنييه تشكيل الحكومة الفرنسية. وقالت في منشور على إكس "أهنئكم. أعلم أن ميشال بارنييه يضع مصلحة أوروبا وفرنسا في قلب اهتماماته، كما تظهر خبرته الطويلة. أتمنى له كل النجاح في مهمته الجديدة".

 ويأتي قرار ماكرون مع اقتراب انتهاء مهلة تقديم موازنة العام 2025 إلى البرلمان بحلول الأول من تشرين الاول/أكتوبر على أبعد تقدير.

 كما أنه دليل آخر على سعيه للإقرار بالرفض الذي قوبل به حكمه المتواصل منذ سبعة أعوام، لكن من دون التخلي عن إصلاحات كافح من أجلها، لا سيما رفع السن الرسمي للتقاعد من 62 إلى 64 عاما السنة الماضية والذي أثار استياء شعبيا واسعا.

 وقال رئيس الوزراء الأسبق إدوارد فيليب الذي أعلن في وقت سابق من هذا الأسبوع نيته السعي لخلافة ماكرون في الانتخابات الرئاسية عام 2027، إن "مهمة بارنييه تبدو صعبة، لكن الصعوبات لم تخيفه أبدا".

 وبعد أن حرمت انتخابات تموز/يوليو ماكرون من أغلبيته النسبية في البرلمان، أخّر الرئيس الوسطي تعيين رئيس وزراء جديد لفترة غير مسبوقة منذ الحرب العالمية الثانية، خلال الألعاب الأولمبية في تموز/يوليو وآب/أغسطس وما بعدها.

ص.ش/ع.ج.م (أ ف ب)