1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

فرنسا: اشتباكات وطرح لحجب الثقة على خلفية إصلاح نظام التقاعد

١٧ مارس ٢٠٢٣

يواجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أخطر تحد لسلطته منذ ما يُعرف باحتجاجات السترات الصفراء وذلك بعد اضطرابات عنيفة في باريس بسبب قراره المضي قدما دون تصويت برلماني في إصلاحات مثيرة للجدل بشأن التقاعد.

https://p.dw.com/p/4OrbU
احتجاجات في باريس ضد قانون إصلاح نظام التقاعد
يمد التعديل سن التقاعد عامين إلى 64 عاما وهو ما تقول الحكومة إنه ضروري لضمان ألا تفلس المنظومة. ولا تتفق النقابات وأغلب الفرنسيين مع الحكومة.صورة من: Thomas Samson/AFP

اشتبكت شرطة مكافحة الشغب الفرنسية مع متظاهرين مساء الجمعة (17 آذار/مارس 2023) في باريس حيث خرجت مظاهرة جديدة ضد خطط الحكومة لرفع سن التقاعد في البلاد. وبث تلفزيون رويترز صورا لاستخدام الشرطة الغاز المسيل للدموع للتعامل مع اضطراب الحشود بينما تجمع المتظاهرون في ساحة الكونكورد بباريس بالقرب من مبنى البرلمان.

منذ 19 كانون الثاني/يناير، تظاهر ملايين الفرنسيين مرات عدة للتعبير عن رفضهم لهذا الإصلاح الذي ينص البند الرئيسي فيه على رفع سن التقاعد القانونية من 62 إلى 64 عاما. ويثير هذا البند الغضب الأكبر. ودعت النقابات الأربع الممثلة لقطاع السكك الحديد في فرنسا الجمعة إلى "مواصلة الإضراب" الذي بدأ في 7 آذار/مارس و"التحرك بكثافة في 23 مارس/آذار" لمعارضة إصلاح نظام التقاعد.

كما دعت النقابات موظفي السكك الحديد إلى "مضاعفة الإجراءات والمبادرات الموحدة اعتبارًا من نهاية هذا الأسبوع في جميع المناطق" بعد قرار الحكومة بتبني الإصلاح من دون تصويت في الجمعية الوطنية. وتم التخطيط لتحركات مختلفة خلال عطلة نهاية الأسبوع أمام مراكز المحافظات ومكاتب النواب في جميع أنحاء فرنسا.

وطلبت المديرية العامة للطيران المدني من شركات الطيران أن تلغي الإثنين 30 % من رحلاتها في باريس-أورلي و20 % في مرسيليا-بروفانس في جنوب شرق البلاد، بسبب إضراب مراقبي الحركة الجوية احتجاجًا على رفع سن التقاعد. وقالت المديرية العامة للطيران المدني الجمعة إنه "على الرغم من هذه الإجراءات الوقائية، من المتوقع حدوث اضطرابات وتأخيرات". وشهدت مناطق مختلفة في فرنسا اضطرابات الجمعة.

وتجمع حوالي 2500 متظاهر مساء الجمعة في ساحة الكونكورد في باريس، مثل اليوم السابق، للاحتجاج أمام الجمعية الوطنية ضد الإصلاح. وفي باريس، تجمّع حوالي مئتي متظاهر بدعوة من نقابات الاتحاد العمّالي العام (CGT) النافذ، وعرقلوا حركة المرور صباح الجمعة على الطريق الدائري غداة أمسية شهدت أعمال عنف. فقد خرجت مساء الخميس تظاهرة عفوية شارك فيها آلاف الأشخاص في محيط ساحة الكونكورد. وتمّ اعتقال أكثر من 300 شخص بينهم 258 في باريس وحدها، وفق ما أعلن وزير الداخلية جيرالد دارمانان.

وجرت تظاهرات متفرّقة تمّ خلالها قطع طرق مؤدّية إلى مدارس. ويخطّط الاتحاد النقابي لـ"تجمّعات محلية" في نهاية هذا الأسبوع، بالإضافة إلى يوم تاسع من الإضرابات والتظاهرات الخميس 23 آذار/مارس، فيما حذّر مسؤولون نقابيون من حصول تجاوزات.

احتجاجات فرنسية عارمة ضد إصلاحات ماكرون التقاعدية

ماكرون يريد رفع سن التقاعد إلى 64 عاماً

وتريد حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون رفع سن التقاعد عامين إلى 64 عاما، وتقول الحكومة إن هذا ضروري لضمان عدم إفلاس المنظومة. واختارت الحكومة الفرنسية رفع سنّ التقاعد القانوني استجابة للتدهور المالي الذي تشهده صناديق التقاعد ولشيخوخة السكان. وفرنسا من الدول الأوروبية التي تعتمد أدنى سن للتقاعد من دون أن تكون أنظمة التقاعد قابلة للمقارنة مع غيرها من الدول بشكل كامل.

ويبرز شبه إجماع على اعتبار اللجوء إلى المادة 49.3 من الدستور لتبنّي مشروع القانون من دون تصويت في الجمعية الوطنية، نكسة بالنسبة إلى ماكرون الذي رَهَن رصيده السياسي في سبيل هذا الإصلاح جاعلاً منه أبرز مشاريع ولايته الرئاسية الثانية. وتُظهر مختلف استطلاعات الرأي أنّ غالبية الفرنسيين تعارض هذا الإصلاح، رغم أنّ عدد المتظاهرين في الشوارع والمضربين عن العمل انخفض مع مرور الوقت.

اقتراحان لحجب الثقة 

على صعيد متصل، قدّم نواب الجمعة اقتراحين لحجب الثقة عن الحكومة الفرنسية الغارقة في أزمة سياسية. وستنظر الجمعية الوطنية الفرنسية الاثنين ابتداءً من الساعة 16,00 بالتوقيت المحلي (15,00 بتوقيت غرينتش) بالاقتراحين، بحسب ما قالت مصادر برلمانية لوكالة فرانس برس.

قدّم أحد المقترحين الجمعة نواب مجموعة "ليوت" المستقلة و"تشارك فيه أحزاب عدة". وشارك نواب من ائتلاف "نوبس" اليساري في التوقيع على هذا اقتراح حجب الثقة. ثم قدم نواب من حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف بدورهم اقتراحًا آخر بحجب الثقة، وندد الحزب "بإصلاح غير عادل وغير مجدٍ".

ولإسقاط الحكومة يجب أن تصوت الأكثرية المطلقة في الجمعية الوطنية على اقتراح لحجب الثقة، أي 287 صوتًا. ويتطلب ذلك أن يصوت حوالي ثلاثين نائبًا يمينيًا من حزب الجمهوريين (من أصل 61) على الاقتراح، وهي فرضية تبدو غير مرجحة.

تراكُم النفايات في عدد من شوارع باريس
تراكُم النفايات في عدد من شوارع باريسصورة من: Michel Stoupak/NurPhoto/picture alliance

10 آلاف طن من القمامة في شوارع باريس 

ويبرز الغضب في باريس أيضاً عبر تراكُم النفايات في عدد من الشوارع، إذ لم يتم جمعها منذ عدّة أيام بسبب إضراب العاملين. في هذه العاصمة التي تعدّ وجهة سياحية عالمية، تستمرّ الروائح الكريهة في الانبعاث من أكوام القمامة، فيما تستعدّ السلطات لاستدعاء طواقم لإزالة جزء منها. وأعلنت السلطات الفرنسية الجمعة أن كمية النفايات في شوارع باريس بلغت 10 آلاف طن بسبب إضراب عمال جمع القمامة، على الرغم من الجهود المبذولة لإجبارهم على العودة إلى العمل.

وارتفعت كمية النفايات في الشوارع بعدما سجلت 7600 طن في وقت سابق من الأسبوع، على الرغم من إعلان وزير الداخلية جيرالد دارمانان أن المضربين أُجبروا على العودة إلى العمل بموجب سلطات الطوارئ المصمَّمة لحماية الخدمات الأساسية. وقال لراديو "ار تي أل" "من اليوم، من هذا الصباح، يتم تفريغ الحاويات". ونفى مساعد لرئيسة بلدية باريس الاشتراكية آن هيدالغو المعارضة لدارمانان والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حصول أي تغيير قائلا "لم تكن هناك شاحنات في الأماكن العامة".

ويضرب عمال جمع القمامة في باريس منذ 12 يومًا مع إغلاق المحارق احتجاجًا على إصلاح نظام التقاعد.

ز.أ.ب/خ.س (أ ف ب، رويترز)