1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

غضب وحزن في الإنترنت بعد مأساة "مسيرة الحب"

٢٧ يوليو ٢٠١٠

عبر الآلاف من متصفحي الإنترنت عن حزنهم لمأساة "مسيرة الحب" بمدينة دويسبورغ الألمانية، والتي راح ضحيتها عشرون شخصاً حتى الآن، فيما انتقد آخرون منظمي المسيرة واتهموهم بالتقصير في أخذ الاحتياطات الأمنية اللازمة.

https://p.dw.com/p/OVfK
عبر مستخدمو الإنترنت عن حزنهم وغضبهم لوقوع الكارثة في دويسبورغ

امتلأت صفحات الإنترنت، وخصوصاً موقع فيسبوك الشهير، بالآلاف من الرسائل التي كتبها المتصفحون. وقد عبرت الكتابات المنشورة عن الصدمة والسخط والحزن لما حصل في "مسيرة الحب" يوم السبت الماضي (24 تموز/ يوليو 2010) بمدينة دويسبورغ الألمانية، التي أدى فيها تدافع المشاركين داخل نفق إلى مقتل عشرين شخصاً حتى الآن وجرح المئات.

أحد الرسائل المتروكة على صفحة الفيسبوك، التي أقيمت خصيصاً لتقبل التعازي بضحايا مأساة دويسبورغ، تقول "المأساة التي حصلت هناك لا يمكن تصديقها. إنني آسف للغاية لكل المشاركين". أما رسالة أخرى فتقول "إنني مصدومة للغاية من أن احتفالاً مسالماً كهذا انتهى بمثل هذه الصورة".

غضب على المنظمين
وقد عبرت رسائل أخرى عن غضب كاتبيها على منظمي مسيرة الحب في دويسبورغ، واتهمتهم بالإهمال والتقصير في توفير الاحتياطات الأمنية اللازمة بدافع الطمع وقلة الخبرة. أحد المشاركين كتب يقول "كان بالإمكان تجنب وقوع هذه الكارثة. هذا أمر غير مسؤول، وآمل أن يتم وضع المسؤولين عن هذه الكارثة خلف القضبان. لقد اتضحت في هذه المأساة عدة علل أمنية يدركها كل منظم للاحتفالات ويحاول الحد منها".

أما مشارك آخر فكتب مضيفاً "عندما أرى صور المأساة ينتابني غضب شديد. فالشرطة ومدينة دويسبورغ ومنظمو الاحتفال كلهم قتلة في نظري. والأسوأ من ذلك أن لا أحد منهم يرغب بالإقرار بذنبه أو الاعتراف بوقوع أخطاء. ووصل بهم الأمر إلى إلقاء اللوم على الضحايا. اخجلوا من أنفسكم. هذه فضيحة!".

هذه الرسالة الأخيرة توضح سبب شعور العديد من متصفحي الإنترنت بالغضب، وخصوصاً على مجلس مدينة دويسبورغ ومنظم الاحتفال راينر شالر، الذي يتهمه مستخدمو الفيسبوك بعدم توفير احتياطات أمنية كافية من أجل جمع أكبر قدر من المال. ويرى المشاركون أنه قد حاول في المؤتمر الصحفي الذي عقد يوم الأحد الماضي التهرب من أي ذنب.

NO FLASH Pressekonferenz Loveparade Massenpanik Duisburg
يدعو متصفحو الإنترنت إلى استقالة المسؤولين في مدينة دويسبورغ ومحاكمة منظم المسيرةصورة من: AP

تحذيرات مسبقة
هذا وتشير عدة مشاركات إلى التحذيرات التي تم الإعلان عنها قبل تنظيم مسيرة الحب، وخصوصاً تلك التي نشرت في موقع جريدة WAZ على الإنترنت، والتي أشار فيها خبراء لديهم معرفة بأرض الاحتفال إلى مخاطر المنطقة وتنبؤوا بالسيناريو الذي وقع يوم السبت الماضي. إحدى المشاركات تقول "هل يريدون تنظيم الدخول إلى الاحتفال من خلال نفق يتكون من شارع واحد؟ لا يمكنني أن أصدق هذا!". وتضيف مشاركة أخرى "ستكون هذه أول مسيرة حب تقع فيها إصابات، إن لم يكن أسوأ".

وكان عدد من أعضاء شبكة فيسبوك الاجتماعية على الإنترنت قد أسسوا صفحة للمطالبة باستقالة المسؤولين عن هذه الكارثة في مجلس مدينة دويسبورغ، بينما قام آخرون بتقديم شكوى لدى الشرطة ضد منظم الاحتفال راينر شالر بتهمة القتل غير العمد، ودعوا آخرين للانضمام إليهم.

من جهة أخرى قام عدد ممن شهدوا الكارثة بتحميل مقاطع فيديو صوروها باستخدام هواتفهم المحمولة على موقع يوتيوب الشهير، تصور جزءاً مما حصل في مسيرة الحب يوم السبت. ويأمل هؤلاء من خلال هذه المقاطع أن تتم إعادة تمثيل الحدث بدقة أكبر وتقديمها كأدلة لمكتب المدعي العام، الذي فتح تحقيقاً في الحادث.

Flash-Galerie Loveparade Duisburg 2010 Massenpanik
مأساة دويسبورغ ليست سبباً لإلغاء التظاهرة الموسيقية بحسب مستخدمي الإنترنتصورة من: AP

محاولة جمع أدلة على الإنترنت
أحد مقاطع الفيديو يهدف إلى إظهار أن الشرطة كانت مسؤولة عن حدوث الازدحام الشديد داخل النفق، وهو السبب الرئيسي لحصول التدافع الذي أدى إلى الكارثة. ويظهر المقطع انشغال عناصر الأمن بمحاولة تثبيت الحواجز الفاصلة بدلاً من التركيز على تحرير الناس من الازدحام القاتل داخل النفق.

موضوع آخر يتم مناقشته على ساحات الحوار في الإنترنت هو نهاية مسيرة الحب، والتي أعلن منظمها تعليقها بشكل دائم. ويعتقد العديد بوجوب استمرار إقامة مسيرة الحب بالرغم من مأساة دويسبورغ، كما تشير إحدى المشاركات بالقول "ما حصل هناك كان بشعاً، لكن أن يتم إلغاء مسيرة الحب نهائيا لهذا السبب فهذا أمر سيء للغاية. حوادث كهذه يمكن أن تقع في أي مكان، لكن مسيرة الحب ليست مذنبة". وتضيف مشاركة أخرى "برأيي يجب أن لا تكون الأحداث التي وقعت السبت سبباً لمنع مسيرة الحب".

ويتفق متصفحو الإنترنت على أن كارثة كهذه لم تكن لتقع في مدينة برلين، حيث تم إطلاق مسيرة الحب لأول مرة. أحد المشاركين يقول "دويسبورغ ليست لديها الإمكانات اللازمة. أما برلين فقد تطورت مع مسيرة الحب في السنوات الماضية. المدن الأخرى لا تعرف كيف تتعامل مع حدث كهذا. مسيرة الحب تنتمي لبرلين، ولبرلين فقط!".

راخيل غيسيت/ ياسر أبو معيلق

مراجعة: أحمد حسو

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد