1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

غزة.. قصف متواصل واستئناف المفاوضات بشأن هدنة

٣١ مارس ٢٠٢٤

على الرغم من قرار مجلس الأمن الدولي الذي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار، يتواصل القصف الإسرائيلي على قطاع غزة في وقت بدأت جولة جديدة من المفاوضات في القاهرة سعيا للتوصل إلى هدنة بعد مرور ستة أشهر تقريبا على اندلاع الحرب.

https://p.dw.com/p/4eIJC
مشهد لمنطقة متضررة بعد الهجمات الإسرائيلية على دير البلح، غزة في 20 مارس/آذار
قُتل 75 شخصاً على الأقل ليل السبت الأحد في الغارات الإسرائيلية، حسبما أفادت السلطات الصحية التابعة لحركة حماس صورة من: Ashraf Amra/Anadolu/picture alliance

يتواصل القصف الإسرائيلي على قطاع غزة الأحد (31 مارس/ آذار 2024)، في وقت بدأت جولة جديدة من المفاوضات في القاهرة سعيا للتوصل إلى هدنة بعد مرور ستة أشهر تقريباً على اندلاع الحرب بين  إسرائيل وحركة حماس.

وقُتل 75 شخصاً على الأقل ليل السبت الأحد في الغارات الإسرائيلية، حسبما أفادت السلطات الصحية التابعة لحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ 2007. 

وفي دير البلح، قال مسؤولو الصحة ووسائل إعلام تابعة لحماس إن غارة جوية إسرائيلية أصابت عدة خيام داخل مستشفى "شهداء الأقصى"، مما أسفر عن مقتل أربعة وإصابة عدد آخر، بما في ذلك بعض الصحفيين. وفي مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، واصلت القوات الإسرائيلية حصار المستشفيين الرئيسيين، وقصفت الدبابات مناطق في وسط وشرق القطاع.

خطر المجاعة يتفاقم

وعلى الرغم من قرار مجلس الأمن الدولي الذي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار، إلّا أنّ القتال لم يتوقّف في القطاع المحاصر والمدمّر. وأفادت وزارة الصحة في غزة اليوم إن ما لا يقل عن 32782 فلسطينيا قتلوا وأصيب 75298 آخرون معظمهم من النساء والأطفال في الحملة العسكرية الإسرائيلية على القطاع منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

الطرق البرية هي أفضل الطرق لإدخال المساعدات الى غزة

وتهدد المجاعة سكّانه البالغ عددهم 2.4 مليون شخص فيما تدخل المساعدات الإنسانية التي تخضع لرقابة من الجانب الإسرائيلي، بكميات قليلة إليه. وفي مواجهة خطر المجاعة، غادر أسطول صغير قبرص السبت باتجاه غزة لنقل 400  طن من المساعدات الإنسانية، وذلك بعد فتح ممر بحري بين قبرص وغزة في منتصف آذار/مارس.

وفي مؤشرعلى التدهور الكبير للوضع الإنساني، أفاد مسؤول في الهلال الأحمر الفلسطيني عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة العشرات جراء إطلاق نار وتدافع أثناء توزيع مساعدات فجر السبت في قطاع غزة. غير أنّ الجيش الإسرائيلي قال في اتصال مع وكالة فرانس برس، إنه "ليس على علم بالحادث".

وأمر قضاة محكمة العدل الدولية بالإجماع يوم الخميس إسرائيل - التي تتهمها جنوب أفريقيا بارتكاب جرائم إبادة جماعية في غزة - باتخاذ كل الإجراءات الضرورية والفاعلة لضمان دخول الإمدادات الغذائية الأساسية لسكان القطاع من دون تأخير، مؤكدة أنّ "المجاعة وقعت".

جولة مفاوضات جديدة

وفي مواجهة الضغوط الدولية، بما في ذلك تلك التي تمارسها الولايات المتحدة وعائلات الرهان الذين لا يزالون محتجزين في قطاع غزة، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الجمعة "الموافقة على جولة من المفاوضات في الأيام المقبلة في الدوحة والقاهرة... للمضي قدماً".

وكثف كل من الطرفين المتحاربين مفاوضات تجري بوساطة قطر ومصر حول تعليق الهجوم الإسرائيلي لمدة ستة أسابيع مقابل إطلاق سراح 40 من أصل 130 رهينة ما زالوا محتجزين لدى حماس في غزة. وأفادت قناة القاهرة الإخبارية القريبة من السلطات المصرية بأنّ هذه المفاوضات ستُستأنف الأحد في مصر. 

ويذكر أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.

وتجمّع آلاف الأشخاص السبت في تل أبيب للمطالبة بإطلاق سراح الرهائن، كما من المقرّر تنظيم تظاهرة حاشدة جديدة الأسبوع المقبل. وقال مسؤول لرويترز اليوم الأحد إن حماس لن تحضر المحادثات في القاهرة، إذ تنتظر ما سيقوله الوسطاء حول ما إذا كان هناك عرض إسرائيلي جديد مطروح على الطاولة.

وقالت شيرا إلباغ التي خُطفت ابنتها ليري (19 عاماً) خلال الهجوم الإرهابي في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، "حان الوقت للخروج والكفاح ضدّ اللامبالاة ومن أجل الحياة. أطلب منكم الآن النزول إلى الشوارع معنا ورفع صوت موحّد وواضح: أعيدوهم إلى ديارهم الآن!".

وعُقدت في الأشهر الأخيرة مفاوضات عدّة عبر الوسطاء الدوليين مصر وقطر والولايات المتحدة، ولكن من دون نتيجة فيما تبادل الطرفان الاتهامات بعرقلتها.

ومنذ بداية الحرب، تمّ التوصّل إلى هدنة واحدة لمدّة أسبوع في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر، سمحت بالإفراج عن نحو مئة رهينة، مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين تعتقلهم إسرائيل.

أغلب مستشفيات القطاع خارج الخدمة

وفي انتظار تحقيق اختراق جديد في هذا الإطار، يتواصل القتال في القطاع الفلسطيني خصوصاً في محيط عدد من المستشفيات التي أصبح معظمها خارج الخدمة، والتي يتهم الجيش الإسرائيلي مقاتلي حماس بالاختباء فيها. وقالت السلطات الصحية التابعة لحماس في القطاع إن القوات الإسرائيلية واصلت العمليات داخل مستشفى الشفاء في مدينة غزة. وقال سكان يعيشون في مكان قريب إن القوات الإسرائيلية دمرت أحياء سكنية بالقرب من مجمع الشفاء.

وأعلن الجيش الإسرائيلي السبت قتل عدد من المقاتلين من بينهم قيادي في الحركة الفلسطينية، في "العملية" التي ينفّذها منذ 14 يوماً في مجمّع الشفاء الطبي في مدينة غزة، والذي يعدّ الأكبر في القطاع.

وقال الجيش الإسرائيلي إن القوات العاملة في مجمع الشفاء قتلت مسلحين كانوا يحصنون المنطقة وعثرت على أسلحة. وأضاف أن "طائرات سلاح الجو الإسرائيلي قصفت عدة مجمعات تستخدم لإطلاق صواريخ مضادة للدبابات ويعمل منها قناصون" في حي الرمال بالقرب من الشفاء.

كما ذكر أن القوات قتلت 15 مسلحاً وسط قطاع غزة وعددا آخر في خان يونس، بما في ذلك بالقرب من مستشفى الأمل. وقالت إسرائيل إنها قتلت واعتقلت المئات من مسلحي حركتي حماس والجهاد في مجمع الشفاء خلال اجتياحه. وتنفي حماس والطاقم الطبي وجود أي مسلحين داخل المنشآت الطبية، متهمين إسرائيل بقتل واعتقال المدنيين.

وأفادت حماس بأنّ 107 مرضى لا يزالون "محتجزين" في المستشفى، بينما أشارت منظمة الصحة العالمية إلى أنّه لا يزال هناك مئة مريض و50 عاملاً صحياً. كذلك، أفادت حركة حماس بأنّ القوات الإسرائيلية تتواجد في مجمّع مستشفى ناصر في جنوب قطاع غزة، فيما ذكر الهلال الأحمر الفلسطيني أنّ عمليات تجري في مستشفى الأمل الواقع في جنوب القطاع أيضاً.

من جهته، أشار مدير مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة، إلى أنّ هذا المستشفى يعدّ المؤسسة "الوحيدة المتاحة للحالات الحرجة"، ولكنّه يواجه حالياً نقصاً في الدم.

ع.ح/ع.ش (أ ف ب، رويترز)