1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

عملية إزالة دمار تسونامي تسير على قدم وساق رغم بعض الحروب والنزاعات

٢٦ ديسمبر ٢٠٠٦

تقدم ألمانيا مساعدات سخية لعمليات إعادة بناء ما خلفته كارثة تسونامي، غير أن الحروب تعرقلها في بعض المناطق كما هو عليه الحال في سيرلانكا، مما دفع منظمات الإغاثة لمناشدة أطراف النزاع بألا يزيدوا من عناء المنكوبين.

https://p.dw.com/p/9b99
صورة من: PA/dpa

مرّ عامان على كارثة تسونامي التي اجتاحت معظم المناطق الساحلية في أكثر من عشرين دولة آسيوية، وخلفت فيها ما يزيد على مائتي ألف ضحية، إضافة إلى تشريد ما يقرب من مليونين. وقد حركت هذه الكارثة المروعة ضمائر الناس في مختلف أنحاء العالم ودفعتهم لتقديم التبرعات إلى منظمات الإغاثة التي سارعت إلى تقديم المساعدات للمناطق المنكوبة. ولم يقتصر الأمر على الإنقاذ وإيواء المتشردين فحسب، بل شمل كذلك البدء بإعادة بناء ما خلفته الكارثة من خراب أتى على الأخضر واليابس. ولا يزال العمل هناك سارياً على قدم وساق لتعمير المدن والقرى المدمرة. وتسير عمليات إعادة البناء في سلم وهدوء في معظم البلدان، باستثناء ما تقوم به بعض الجماعات المتورطة في حروب ونزاعات أهلية كما هو عليه الحال في سيرلانكا، حيث يقوم مسلحون بتخريب بعض المنشئات التي يتم بنائها.

"ألمانيا تمد يد المساعدة"

Tsunami, Jahrestag, Erinnern an die Opfer, Beten, ACEH, Frauen
ذكرى كارثة تسونامي في بندا أتشهصورة من: AP

بلغ حجم تبرعات الألمان لضحايا تسونامي أكثر من 670 مليون يورو. واستطاعت لجنة "ألمانيا تمد يد المساعدة" التي تضم ممثلين عن 10 منظمات إغاثة أن تجمع لوحدها 120 مليون يورو من المبلغ المذكور. وفي حوار مع موقعنا ذكرت مديرة أعمالها السيدة مانويلا روسباخ إن الاهتمام انصب خلال الأِشهر الأولى التي تلت وقوع الكارثة على أعمال الإغاثة والإنقاذ. بعد ذلك اتجهت الجهود إلى إعادة بناء المرافق الصحية والمستشفيات والمنازل مع البنية التحتية اللازمة لها. ويرى الخبراء أن عملية إعادة البناء قد تستغرق ثلاثة أعوام، لاسيما وإن الأمر لا يقف عند حد إيواء اللاجئين بل يتعداه إلى إرساء دعائم البنية التحتية. إضافة إلى ذلك يجب مساعدة الناجين على إنشاء المشروعات التي تكفل لهم سبل العيش. وعن الدور الذي تقوم به اللجنة في هذا المضمار ذكرت روسباخ أن المشاريع المطروحة الآن تتضمن على سبيل المثال إعادة إصلاح حقول الأرز التي أفسدتها المياه المالحة، إضافة إلى بعض المشاريع في مجال الصناعات الخفيفة التي تؤمِّن لشرائح واسعة من الناس مقومات المعيشة.

الحرب ليست لصالح أحد

Aceh-Rebellen mit Abgabe von Waffen
المتمردون في بندا أتشه يسلمون أسلحتهمصورة من: AP

تعد الحروب الأهلية التي كانت دائرة قبل الكارثة في بعض الدول المنكوبة عقبة في طريق الإصلاح وعمل منظمات الإغاثة الدولية. و يبدو أن أهالي إقليم بندا آتشه الأندونيسي استوعبوا حجم الدمار الذي خلفته الكارثة وأقروا بأن حاجتهم إلى المساعدات الخارجة أكبر من الخلافات الداخلية التي كانت دائرة من قبل. وعلى ضوء ذلك اتجهوا نحو الصلح فيما بينهم، مما يفسح الطريق أمام إزالة الدمار وإعادة البناء.

أما في سيرلانكا فإن الأوضاع على خلاف ذلك حيث اندلعت الحرب الأهلية من جديد هناك. وقد أودت هذه الحرب بحياة 3000 شخص خلال الأشهر الأخيرة فقط. ولا يزال يعاني من ويلاتها ما لا يقل عن مائتي ألف لاجئ داخل البلاد. وتشتكي اللجنة الألمانية للإغاثة من صعوبة العمل في العديد من المناطق على ضوء حالة الحرب القائمة فيها. وفي هذا الصدد تقول اديت فالماير رئيسة لجنة المساعدات الخارجية في منظمة اتحاد عمال سموريتا للإغاثة: "بدأ الناس يعانون من التشرد مجددا، ونحن من جهتنا أعددنا المساعدات الإنسانية لتوزيعها عليهم، وأنزلناهم مؤقتاً في المعابد والمدارس. ولم يكن بوسع منظمات الإغاثة أن تقوم في مثل هذه الحالة بأكثر من ذلك". جدير بالذكر أن منظمة سموريتا للإغاثة تعمل ضمن المنظمات الألمانية العشر التي تتألف منها لجنة "ألمانيا تمد يد المساعدة".

ومن منطلق الإنسانية تناشد منظمات الإغاثة أطراف النزاع بتيسير وصولها إلى المحتاجين بغية تقديم الغذاء والماء والرعاية الصحية لهم، كما تذكرهم بأن تلك الحروب لن تصب في صالح أحد منهم لأن الجميع سيعاني من عواقبها الوخيمة في النهاية.

محمد السيد

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد