1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

على طريق حل المشاكل بشكل براغماتي. . .

https://p.dw.com/p/6Hrp
بوش وشرودر أثناء لقاءهما في ماينز اليوم الاربعاءصورة من: AP

منذ الحرب على العراق يخيم جو ضبابي على العلاقات الالمانية الامريكية، إلا أن كلاهما بحاجة الى بعضها البعض. بوش يريد من خلال زيارته لألمانيا التأكيد على القواسم المشتركة التي تجمع البلدين. موقع دويتشه فيله تحاور مع الخبير في الشؤون الأمريكية كنود كراكاو

دويتشة فيله: بعد ثلاث سنوات تقريبا يعود جورج بوش لزيارة ألمانيا، هل اكتشف بوش وشرودر العلاقات الألمانية الأمريكية من جديد؟ وما هي الأهداف السياسية المشتركة بين البلدين؟

كنود كراكاو: جورج بوش وغيرهارد شرودر لا يحتاجان لاكتشاف العلاقات الأمريكية الألمانية من جديد. فتعاون البلدين في المجالات الإقتصادية والثقافية لم يتأثر بالخلافات السياسية حول بعض القضايا. فعلى الرغم من وجود هذه الخلافات فيما يتعلق بالحرب على العراق مثلا، لا يمكن التغاضي عن التقارب الحاصل بين الطرفين حول قضايا تتعلق بالشرق الأوسط وايران. بشكل عام يمكن القول أن الارادة موجودة لحل المشاكل بشكل براغماتي، ولذا فإن عودة العلاقات الأوروبية الأمريكية والألمانية الأمريكية الى سابق عهدها امر ممكن للغاية.

دويتشة فيله: ألمانيا تشارك في إعادة بناء العراق وذلك من خلال تدريب وتأهيل قوات الامن العراقية، الأمر الذي لم تكتف به أمريكا. من جهة أخرى فقد قرر وزراء خارجية الإتحاد الأوروبي تشكيل لجنة أوروبية خاصة بالعراق مع فتح مكتب لها في هذا البلد. هل سيكون ذلك كافيا بالنسبة لبوش؟

كنود كراكاو: من الطبيعي ستكون الولايات المتحدة مسرورة أكثر لو حصلت على دعم عسكري أوروبي مباشر في العراق. لكن واشنطن تعي تماما أن هذا الامر غير قابل للنقاش الآن، بل أن بولندا، الحليف الاقوى لواشنطن، أعلنت ايضا عن نيتها سحب بعض قواتها على غرار ما قامت به اسبانيا في وقت سابق. ولذا فإن أمريكا لم تبْن على قضية تقديم دعم عسكري أوروبي مباشرآمالا كبيرة، بل سلمت بالواقع القائم الآن. لكن الأمل يكمن في قضية أهم ألا وهي اعادة اعمار البنية التحتية العراقية. فالولايات المتحدة تسعى جاهدة الآن للحصول على أقصى دعم أوروبي في عملية إعادة الاعمار، وهنا يملك الامريكيون قدرا من المناورة. من جهة أخرى هناك رغبة أوروبية وألمانية خاصة تجاه إعادة السلام والهدوء الى العراق. وهذا ليس لدواع اقتصادية فحسب، وانما لدواع إنسانية وسياسية أيضا.

دويتشه فيله: هل يمكن ان تقود الاختلافات في التعامل مع الملف الايراني الى حدوث شرخ من جديد في العلاقات بين برلين وواشنطن؟

كنود كراكاو: الخلافات قائمة أصلا بين الطرفين. فالأوربيون يريدون التوصل لحلول مرضية مع ايران عبر الجلوس على طاولة المفاوضات، لكن المشكلة تكمن في ضعف الأوروبيين في فرض وتمرير حلول مرضية ومشجعة. ولذا فإن الولايات المتحدة تنظر بريبة لهذا الأمر. المشكلةايضا تكمن في عدم تقديم الأمريكيين الدعم الكافي لأوروبا في هذه القضية مما يضعف ثقة ايران بالأوروبيين اجمالا. ولذا يجب على كل من ألمانيا وبريطانبا وفرنسا أن تعمل على اعطاء خططها للتعامل مع ايران بعدا اوروبيا شاملا حتى يتحقق قدر أكبر من التوازن. الشئ الجيد هو أن الولايات المتحدة عازمة على الإصغاء للإتحاد الأوروبي في هذه المرحلة أكثر منها في فترة ولاية بوش الأولى، كما أن إقناع الولايات المتحدة بدعم الجهود الاوروبية مسألة غاية في الأهمية لانجاح اية مفاوضات قادمة مع ايران.

دويتشه فيله: من خلال الحديث مباشرة الى المواطنين في ماينز سيحاول بوش التطرق الى المبادئ الاساسية القائمة عليها العلاقات الاطلسية، فما هي القيم المشتركة بين ألمانيا والولايات المتحدة؟

كنود كراكاو: محور حديث بوش الى المواطنين سيكون التأكيد على القواسم المشتركة القائمة على مبادئ الديمقراطية والحرية والتعاليم المسيحية. إنه لمن المجدي التطرق باستمرار لهذه القيم. وهنا يدور الحديث حول إعادة بناء الثقة والتي كانت قد تصدعت خلال السنوات الماضية. فالولايات المتحدة الأمريكية اعتقدت بإمكانية التخلي عن أوروبا العجوز، إلا انها اقتنعت في النهاية بمدى حاجتها الى أوروبا وخبراتها الطويلة في عمليات إعادة البناء. من هنا سيحاول بوش إعادة صياغة هذه القيم من أجل الترويج للحصول على الدعم السياسي في المستقبل.