1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

عباقرة العالم يجتمعون في جزيرة ألمانية

٩ يوليو ٢٠١٢

نادرا ما يوجد مكان في العالم يجمع هذا العدد من العلماء العباقرة كتلك الجزيرة الألمانية الصغيرة التي جاء إليها 27 من الحاصلين على جائزة نوبل و 600 عالم شاب من كل العالم للحديث عن أمور تخص العلم وغيره.

https://p.dw.com/p/15SKn
Auf dem Bild: Bodensee. Hafen von Lindau. Blickrichtung Österreich 25.5.2012 15:40:09 Rechte: Regina Mennig / Dw
Schwabenkinder Bodensee querصورة من: Mennig / Dw

استشعرت أوليفيا ميركل من البداية الروح المميزة لهذه الجزيرة الألمانية الصغيرة فعندما وصلت الأستاذة الجامعية البالغة من العمر 31 عاما لجزيرة لينداو المطلة على بحيرة "بودن زيه" لفت نظرها هذه اللوحة الضخمة التي تضم أسماء 27من الحاصلين على جائزة نوبل .

وتقول ميركل:"شعرت بالأنبهار إذ لم أمر في حياتي بتجربة مشابهة ، هنا  يتواجد العلماء الشباب جنبا إلى جنب بجوار العلماء الحاصلين على جوائز نوبل وكل هذا في تلك الجزيرة الصغيرة".

وهذه هي أول مرة تحضر فيها ميركل هذا التجمع العلمي وربما لن تتمكن العالمة الشابة من الحضور مرة ثانية إلا إذا حصلت على جائزة نوبل فكل باحث شاب يحظى بفرصة واحدة حضور هذا التجمع العلمي المميز.

وحصل العالم بريان شميت على جائزة نوبل مؤخرا الأمر الذي أهله لحضور هذا التجمع العلمي للمرة الأولى لكنه يعرف أن بوسعه العودة مرة أخرى لجزيرة لينداو.

وبعد أن رصد شميت انطباعاته الأولى عن هذا التجمع العلمي الفريد أرسل برسالة إلكترونية لزوجته كتب لها فيها:"هذا وضع يمكن لكلانا الاعتياد عليه".

إقامة فاخرة للحاصلين على جوائز نوبل

فنادق فاخرة وسيارات حديثة وطعام مميز..كل هذا بانتظار  العلماء الحاصلين على جوائز نوبل خلال إقامتهم في الجزيرة الألمانية الصغيرة لكن هذا لا يعني أن العلماء يأتون هنا للاسترخاء وقضاء عطلة: فيومهم مشحون بالأنشطة التي تتنوع بين محاضرات في الصباح ومناقشات علمية بعد الظهر. وعن يومياته في لينداو يقول شميت ضاحكا:"بعد أن ألقيت محاضرتي قام 200 من الباحثين الشباب بتوجيه الأسئلة لي. لقد كانت أصعب أسئلة منذ أن حصلت على جائزة نوبل".

الخروج من عزلة الحرب العالمية الثانية

يرجع تاريخ أول مؤتمر للعلماء في لينداو للعام 1951 وجاءت الفكرة وقتها من مجموعة من أطباء لينداو الذين فكروا في طريقة للخروج من العزلة التي فرضت على العلماء الألمان عقب الحرب العالمية الثانية. وشارك النبيل لينارت بيرنادوته الذي كان يمتلك الجزيرة وقتها ، في الجهود الرامية لتنظيم المؤتمر.

Der Gruender des Software-Unternehmens Microsoft, Bill Gates (M., sitzend), unterhaelt sich am Sonntag (26.06.11) in Lindau am Bodensee kurz vor der Eroeffnung der 61. Nobelpreistraegertagung mit Professor Wolfgang Schuerer (r., sitzend), dem Vorsitzenden der Stiftung Lindauer Nobelpreistraegertreffen, und Bundesbildungsministerin Annette Schavan (CDU, l. sitzend). Die 61. Tagung der Nobelpreistraeger hat am Sonntagnachmittag auf der Bodenseeinsel Mainau begonnen. An dem Treffen nehmen in diesen Jahr 23 Preistraeger und mehr als 500 Nachwuchswissenschaftler aus 77 Laendern teil. (zu dapd-Text) Foto: Felix Kaestle/dapd
أصحاب نوبل يجتمعون بشكل دوري في لينداوصورة من: dapd

لكن بعد مرور هذه السنوات يمكن القول الآن أن العلماء الألمان خرجوا تماما من تلك العزلة وبالرغم من ذلك فإن المؤتمر العلمي لم يتوقف.

ويرى العالم جون هال الحاصل على جائزة نوبل في الفيزياء لعام 2005 أن روح العلم في لينداو يجب أن تنتقل من جيل لجيل ويقول: "الشباب لديهم طاقة هائلة فقبل عامين أو ثلاثة كنت أجلس هنا بجوار تيو هينش (عالم فيزياء ألماني حاصل على جائزة نوبل) وكنا نتناول الغداء سويا وعندها جاءت مجموعة من الباحثين الشباب واحدا تلو الآخر وبدأوا في الحوار معنا حتى حان موعد العشاء. يمكنني القول أن الوقت معهم مر بسرعة البرق".

ما بين خبرة المخضرمين وطاقة الشباب

هذا التبادل العلمي مفيد للطرفين فالجيل الجديد يستفيد من خبرة العلماء المخضرمين الذين يستفيدون بدورهم من طاقة العلماء الصغار. ويستمتع العالم الباحث الشاب بيتر لوبتين من القصص الشخصية الطريفة التي يرويها العلماء الكبار.

ويبلغ لوبتين من العمر 29 عاما ويعمل حاليا على إعداد رسالة الدكتوراة الخاصة به في معهد الفيزياء التطبيقية في هامبورج.

ويقول لوبتين:"تحدث أحد العلماء الحاصلين على نوبل عن إحباطه وكيف أنه كان على وشك ترك العمل العلمي إلا أن يأس علماء آخرين واستقالتهم من المجال العلمي أتاح لهذا العالم فرصة الحصول على وظيفة وبالتالي تمكن من مواصلة أبحاثه..هذه القصة توضح مدى الصعوبات التي واجهها هؤلاء العلماء وبالرغم من ذلك حصلوا على هذا التقدير العلمي الكبير".

جريتا هامان/ ابتسام فوزي

مراجعة: هبة الله إسماعيل