عباس يصل نيويورك وسط مساعي دولية لحثه على عدم اللجوء للأمم المتحدة

دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس الإسرائيليين إلى الاعتراف بدولة فلسطين وعدم إضاعة فرصة السلام على أساس حل الدولتين، متوقعا أن يمر الفلسطينيون بظروف "صعبة جدا" بعد التوجه إلى الأمم المتحدة. يأتي ذلك في تصريحات أدلى بها للصحافيين المرافقين له في الطائرة التي وصلت به فجر الاثنين (19 أيلول/سبتمبر 2011) إلى نيويورك. ويعتزم الرئيس الفلسطيني من خلال مجلس الأمن تقديم طلب عضوية كاملة لدولة فلسطين بحدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، لافتا بالقول إن القيادة الفلسطينية تعرضت "لضغوط كثيرة الأسبوع الماضي للعودة للمفاوضات على أسس أخرى" مع الإسرائيليين.

من جهته، ذكر السفير الإسرائيلي في واشنطن مايكل أورن بأن إسرائيل "تريد التفاوض من دون شروط مسبقة"، وقال لشبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية "نحن مستعدون لمواصلة العمل على حل الدولتين، دولة يهودية تعيش إلى جانب دولة فلسطينية"، مضيفا "لكن ذلك سيتم التخلي عنه إذا أنهى الفلسطينيون عملية السلام وأخذوا الأرض من دون السلام".

في غضون ذلك تحاول اللجنة الرباعية للشرق الأوسط إقناع الفلسطينيين بعدم اللجوء للأمم المتحدة من أجل الحصول على اعتراف بدولتهم بل إلى المفاوضات. وفي سياق متصل أشار توني بلير، موفد اللجنة الرباعية الدولية للشرق الأوسط، أمس الأحد إلى أن اللجنة الرباعية تبحث عن حل يتيح للفلسطينيين الحصول على أكبر قدر من الاعتراف في الأمم المتحدة بالرغم من الاعتراض الأميركي والإسرائيلي. وقال بلير لشبكة "إيه بي سي" الأميركية: "أعتقد أن هناك وسيلة لتفادي مواجهة"، لكن "السبيل الوحيد في النهاية للتوصل إلى دولة فلسطينية (...) هو إجراء مفاوضات".

الجهات المانحة للفلسطينيين تدعو الى استئناف المفاوضات

ودعت الجهات المانحة للسلطة الفلسطينية إلى استئناف المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، معتبرة أن التعثر الحالي في عملية السلام يهدد اقتصاد الدولة الفلسطينية المقبلة. وأعرب وزير الخارجية النروجي يوناس غاري ستوري عن هذه المخاوف لدى ترؤسه اجتماعا تعقده لجنة الجهات المانحة الكبرى مرتين في السنة. وقد شارك فيه رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض ونائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني إيالون.

ومنذ تجميد المفاوضات المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين باتت لجنة المانحين الإطار الوحيد الذي يشارك فيه الطرفان معا. وقال إيالون إن مساعدة بلاده الاقتصادية للفلسطينيين في المستقبل قد تتأثر في حال أصر الفلسطينيون على مسعاهم أمام الأمم المتحدة. وكان إيالون أفاد قبل الاجتماع انه سيكرر المطلب الإسرائيلي بعدم سعي الفلسطينيين إلى الحصول على اعتراف في الأمم المتحدة هذا الأسبوع قبل أن يوقعوا اتفاق سلام مع إسرائيل.

(ع.م/ أ ف ب ، رويترز)

مراجعة: شمس العياري