1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

طرفا النزاع الليبي وجها لوجه في برلين.. وماذا بعد؟

أجرى الحوار عباس الخشالي١٠ يونيو ٢٠١٥

لأول مرة جلس أكثر من عشرين مفاوضا من حكومتي طبرق وطرابلس في برلين وجها لوجه بدعوة من وزير الخارجية الألماني شتاينماير. أوروبا والأمم المتحدة تضغطان على الأطراف للتوصل إلى حل، فيما يجلس أصحاب القرار في ليبيا.

https://p.dw.com/p/1FekO
Libyen Bildkombo Ministerpräsidenten Chalif Al-Ghwell / Abdullah el-Thenni
حكومتا عبد الله الثني من طبرق (معترف بها دوليا) وخليفة الغويل من طرابلس، تتنازعان السلطة في ليبياصورة من: DW-Fotomontage/picture-alliance/AA/AP

اجتمع في مقر وزارة الخارجية الألمانية في برلين أكثر من 20 ممثلا عن طرابلس وطبرق مصحوبين بمبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا بيرناردينو ليون ومفوضي الشؤون الليبية للدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن. الجميع صعد في طائرة واحدة لأول مرة، وتوجهوا يوم أمس الثلاثاء نحو العاصمة برلين. الدعوة جاءت عن طريق وزير الخارجية الألماني فرانك- فالتر شتاينماير، الذي طلب من أطراف النزاع في ليبيا التوصل إلى حل وسط يضمن إعادة بناء الدولة الليبية.

دعوة شتاينماير للأطراف الليبية ليست للدعاية. حسب وصف مجلة "دير شبيغل"، بل إنها توضح الموقف الأوروبي القلق تجاه التطورات على الأرض في ليبيا. فتنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي "داعش" سيطر على مدينة سرت الساحلية المهمة. وأوروبا تشعر بالقلق تجاه تمدد التنظيم على ساحل البحر الأبيض المتوسط. الساحل الذي لا تنتشر فيه الفوضى والإرهاب فقط، بل تنطلق منه قوارب المهاجرين إليها. موضوعان يقلقان أوروبا تجاه ليبيا الغارقة في الفوضى: داعش وموجات المهاجرين.

في ليبيا حاليا حكومتان وبرلمانان متنازعان: الأولى في طرابلس وتخضع لسيطرة إئتلاف فجر ليبيا الذي يضم عددا من المجموعات المسلحة بينها إسلاميون، والثانية في طبرق بشرق البلاد وتحظى باعتراف المجتمع الدولي.

حول اختيار برلين مكانا للحوار واللقاء وجها لوجه بين ممثلي طرفي النزاع في طبرق وطرابلس. وحول ما يمكن التوصل اليه. اتصلت DWعربية بالصحفي المتخصص بالشأن الليبي عبد الستار حتيتة.

DWبعد محادثات طويلة في المغرب، جاءت الأطراف المتنازعة في ليبيا إلى برلين. وخرج كل من وزير الخارجية الألمانية فرانك فالتر شاتنيماير ومبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا بيرناردينو ليون بشيء من التفاؤل حول نتائج المباحثات. هل يمكن التفاؤل حقا مما يمكن أن يخرج به اللقاء؟

الصحفي عبد الستار حتيتة: بعد مرحلة من الضعف والإجهاد بعد أربع سنوات من النزاع بين الأطراف المختلفة في الوقت الراهن، هناك تقدم على الأرض للقوى المتطرفة، وخسارة على الأرض للجيش بسبب الحظر الدولي لشراء السلاح وهناك نقص في الذخيرة على عدة جبهات، خاصة في بنغازي. وتوجد طبقة رجال الأعمال الليبيين الذين كانوا يرعون بعض الأحزاب والجماعات وهم يشعرون بالخطر بسبب توقف الاستثمارات والعمل بالداخل وهناك تهديدات بتجميد أرصدة بعضا منهم لو كشف عن تورطهم بالعمل مع جماعات متطرفة. أريد أن أقول إن كل الأطراف تشعر بالإجهاد والتعب، وبالتالي فإنها ترغب في التوقيع على التفاهمات وورقة الصخيرات التي ترعاها الأمم المتحدة، والكثيرون يدفعون بهذا الاتجاه. لكن التوقيع على الورقة مسألة معلقة، لأنها تؤذي قائد الجيش الحالي الفريق خليفة حفتر وسوف تنتقص من سلطات البرلمان المنتخب في طبرق وبالتالي هذان الطرفان الجيش والبرلمان إذا شعرا أن لديهما نفسا وجهدا للمقاومة والمراوغة فسيؤخران التوقيع.

انتقل ممثلو الأطراف المتنازعة في طائرة واحدة وحطوا في برلين للاجتماع في وزارة الخارجية الألمانية. لماذا برلين وهذه الأطراف تجتمع أساسا في المغرب؟

يبدو أن بعض الدول تمارس ضغوطا، فمن المعلوم أن هناك حلفا مكونا من بريطانيا وألمانيا ومعهما أميركا. هذه الدول ترى أن الوضع خطير في ليبيا. والولايات المتحدة تدفع بالدول الأوروبية لمعالجة الشأن الليبي. كما أن هناك شبهة أخرى يشكو منها البعض في أطراف الحوار وهي أن هناك في المغرب من هو منحاز للإخوان المسلمين وهناك حكومة إسلامية. اعتقد أن اختيار ألمانيا هو محاولة للضغط على الأطراف للتوقيع على اتفاق الصخيرات.

Pressekonferenz Steinmeier Leon Libyen
وزير الخارجية شتاينماير مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا بيرناردينو ليون في مؤتمر صحفيصورة من: Getty Images/Afp/O. Andersen

لو اتفقت الأطراف في برلين، هل سيكون لما يتفقون عليه فرصة للتحقيق في ليبيا؟

نلاحظ أن العديد من الأطراف المشاركة في الحوار هي شخصيات بارزة لكن ليس لديها قوة على الأرض. لا تستطيع أن تعدل الأوضاع على الأرض في ليبيا. هناك شخصيات كانت في المؤتمر الوطني، كانت في المجلس الانتقالي، شخصيات سياسية بعضها من الإسلاميين. لكن من يستطيع أن يسيطر على الحواجز والمدن ومن يستطيع أن يحرك المجموعات المسلحة والجيش، هذا هو الفيصل. يمكن لأطراف النزاع أن يوقعوا على الاتفاق، لكن التطبيق على الأرض بعيد المنال. ويستغرق وقتا طويلا، لأن الفاعلين الرئيسيين لا يشاركون في الحوارات والاجتماعات. سواء كانوا من رجال القبائل أو قادة جيش حفتر. أو حتى جيش آخر لا يتطرق اليه أحد، وهو مجموعة كبيرة من الجنود والضباط الذين تركوا الخدمة بعد سقوط القذافي، وهؤلاء يقدرون بآلاف الجنود بعضهم في ليبيا وبعضهم انتقل إلى تونس أو مصر أو الجزائر. هذه هي الأطراف الفاعلة وهي غائبة. هناك بعض الشخصيات لا تملك أي أصوات في الشارع كيف لها إذن أن توقع على مذكرة حوار وكيف لها أن تقنع الميليشيات بتسليم السلاح والانسحاب. مسألة اللقاء وجها لوجه شيء طيب، لكن الجدية في إنهاء الأزمة في ليبيا مازالت تنقص الحوار الذي استمر لوقت طويل.

عبد الستار حتيتة صحفي متخصص في الشأن الليبي في القاهرة.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد