1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

صراع الشرق الأوسط في صور رمزية

٢١ أكتوبر ٢٠١٠

يرى المصور الألماني والباحث في دراسات السلام، فيليكس كولترمان، أن إدراكنا وتصورنا للصراع، تهيمن عليه صور وسائل الإعلام، أكثر مما نتصور. "إطلاق" هو مشروع فني يتعامل مع إنتاج الصور في مناطق الحروب ومنها الشرق الأوسط.

https://p.dw.com/p/PiIz
من الصور التي أصبحت رمزاً: ضحية تُحمل إلى مكان آمنصورة من: Felix Koltermann

مقابلة مع المصور الألماني والباحث في دراسات السلام، فيليكس كولترمان عن موضوع "الصور الرمزية عن الصراع في الشرق الأوسط".

قلت ذات مرة إن الصور المعروضة في وسائل الإعلام الألمانية عن الصراع في الشرق الأوسط هي أجزاء صغيرة جداً من الحياة اليومية في إسرائيل وفلسطين. هل يعني ذلك أنك عايشت الواقع هناك بصورة مختلفة عما تقدمه وسائل الإعلام الألمانية؟

Shoot ein Projekt über die Ikonografie des Nahostkonflikts
صور من المعرضصورة من: Felix Koltermann

لا تقدم الصور هنا في ألمانيا الحياة اليومية، إنما أحداثا استثنائية مثل مفاوضات السلام، والهجمات الإرهابية، والمظاهرات. كلها أحداث محلية حتى لو كان لديها تأثير كبير. هناك فقط جزء واحد محدود للغاية، يتم التركيز عليه، فمثلاً إذا جرت اليوم مظاهرة كبيرة في مدينة نابلس وكان لها قيمة معينة، فإنها تظهر هنا في ألمانيا على شكل صورة. ولكن إلى جانب ذلك يحدث يوميا الكثير من الأشياء الأخرى مثل العنف المنظم.

كيف كنت تنتقل في إسرائيل والأراضي الفلسطينية؟

إما كان أشخاص يصطحبوني معهم أو عن طريق معارف. أنا لا أتكلم العبرية ولا العربية، ولذلك كان معي مترجم أو كنت أتواصل باللغة الإنجليزية. لقد حاولت دائما أن أجعل الشيء الذي أقوم به واضحاً وشفافا، أي إنجاز تقارير إعلامية تبحث عن الحلول وتصوير الفاعلين في حقل الإعلام الخالي من العنف. لقد قوبلت هناك بانفتاح كبير.

هل كان هناك جدوى من إلقاء نظرة من خارج منطقة النزاع

وجهة نظر من الخارج مفيدة، حيث أنك لا تنجذب كثيراً إلى مجريات الصراع.

هل يمكنك إبعاد رأيك الشخصي عن مجال عملك؟

Shoot ein Projekt über die Ikonografie des Nahostkonflikts
من الصور المشهورة: عرفات يصافح رابين وبينهما كلينتونصورة من: Felix Koltermann

هناك طبعا في كل صورة رأي شخصي، بل في اختيار المواضيع أيضاً. الرأي الشخصي موجود دائماً في طريقة أداء العمل، ولكن إلقاء نظرة من الخارج، تمكن من رؤية الصورة الإجمالية بشكل أوضح. عندما يعمل المرء في الصراعات كصحفي، أو مصور، أو في المساعدات الإنسانية ، يجب عليه أن يكون قادراً على التعامل مع مشاعره الشخصية وتجريدها، كي لا يميل إلى جانب واحد، لأن هذا قد يؤدي بالأحرى إلى زيادة حدة الصراع.

ما الذي يصوره المصور الإسرائيلي أو الفلسطيني ويعتبره "الحقيقة"؟

ليست هناك حقيقة واحدة، بل هناك حقائق كثيرة ووجهات نظركثيرة، لكن هناك وقائع معينة لها صلة بالموضوع، وتتضمن فحصا معينا بعيدا عن المواقف الشخصية. و الذي أهدف إليه هو التوضيح أن هناك مجموعة كبيرة من المواضيع، وأنني في عملي التصويري شغلت حيزا من المواضيع التي لم تكن تحظى حسب رأيي بالاهتمام الكافي. نلاحظ أن تغطية وسائل الإعلام للأحداث الحالية عبر الصور لا تهتم بمواضيع معينة، فيتم إنتاج صورة معينة للصراع.

وآمل أنه عندما يتأمل شخص ما في معرضي، أن يرى الصور بطريقة مختلفة. وأعتقد أنه يتم من خلال الإدراك الاجتماعي للصور استيعاب حقيقة معينة. وهذا هو في نظري، السبب في اعتقاد الكثيرين أن إسرائيل في حالة حرب، لكن لا يوجد حرب في إسرائيل، وإذا كان هناك حرب أو حالة حرب، فإن هذا موجود في الأراضي المحتلة بطريقة واضحة جدا.

أنت تنتقد أنه يتم عن طريق اختيار الصور تكوين رأي معين؟

Shoot ein Projekt über die Ikonografie des Nahostkonflikts
مقارنة بين صور الغلاف لمجلات ألمانية، نشرت عن حرب غزةصورة من: Felix Koltermann

أنا انتقد بعض القضايا التي يتم تجاهلها. هناك تركيز على نواحي معينة، وخلف هذا الاختيار موقف شخصي، يشكل جزءا من الإنتاج الإعلامي، والتي لا يدركها معظم المستهلكين. أنا انتقد ذلك وأقول يجب توضيح هذه الناحية بشكل أكبر وأن يتم تسليط الأضواء على مواضيع أخرى.

هل هناك في وجهة نظركم حدود لحرية الصحافة في مجال التصوير؟

يوجد اتجاه يميل إلى القول: إن الحرص على حماية الحرية الشخصية يزداد كلما كان الشخص قريبا منك، أي لا يمكن أن أظهر ضحية من ألمانيا مثل ضحية من مناطق حرب وصراعات، لأنه قد يتم التعرف عليها. ولكنني أعارض هذا الرأي وأقول إما أن هناك قيمة معينة للإنسان تجعلني لا أظهره في حالة معاناة، وعندئذ يسري هذا على الجميع، أو أقول إن الصور ذات أهمية عندما تشهر بوضع معين.

فيليكس كولترمان، من مواليد 1979، ودرس في دورتموند تصميم الاتصالات، وتخصص في التصوير. أكمل دراسته، في دبلوم الدراسات العليا في "أبحاث السلام والصراعات" في معهد أبحاث السلام والسياسة الأمنية في هامبورغ. وهو مسجل منذ 2010 لنيل درجة الدكتوراه في جامعة إيرفورت. قضى سنة في إسرائيل والأراضي الفلسطينية، للأبحاث العلمية. مشروعه الحالي بعنوان "إطلاق" يتناول "أيقونية الصراع في الشرق الأوسط". وهو يتكون من معرض وسلسلة من الحفلات.

أجرت الحوار: ماغدالينا زورباوم

ترجمة: حسام صابر

مراجعة: منى صالح